بلدي نيوز – (متابعات)
خلقت محاولة اغتيال الجاسوس الروسي "سيرغي سكريبال" في بريطانيا، توتراً دولياً كبيراً بين روسيا والدول الغربية بعد تأكيد وجود أدلة قاطعة على ضلوع الحكومة الروسية في هذه المحاولة، مسارعين بمعاقبة "دبلوماسياً" قاسية لموسكو.
ووفق تقرير لصحيفة "الخليج أونلاين" قارن بين مواقف الدول الغربية من أزمة بريطانيا والقضية السورية، فقد نفذت 26 دولة حتى الآن منها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا و14 دولة أوروبية وحلف الناتو تعهداتها بطرد دبلوماسيين روس، رداً على محاولة تسميم العميل الروسي، وأعلنت واشنطن، أمس الاثنين، طرد 60 دبلوماسياً روسياً، بينهم 12 يعملون في مركز الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في مدينة سياتل.
من جهتها؛ ذكرت وسائل إعلام ألمانية أن برلين طردت 4 دبلوماسيين روس، كما حذت حذوها كل من بولندا وفرنسا وهولندا وأوكرانيا وإيطاليا وألبانيا، فيما قال المجلس الأوروبي قال إنه لا يستبعد طرد مزيد من الدبلوماسيين، ليصل عدد الدبلوماسيين الروس المطرودين نحو 160 روسياً، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن سترد بالمثل وبقوة.
في المقابل، ورغم الأدلة التي ترفضها موسكو أصلاً، إلا أن أدلة ارتكابها جرائم حرب في سوريا منذ العام 2015 لا تحتاج إلى نقاش خاصة أنها تجري يومياً وعلى الهواء مباشرة، فإن الحديث عن سوريا تؤكده المنظمات الدولية المنضمة لها نفس الدول المعاقبة لروسيا في قضية سكريبال، حيث كشف تقرير مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة للعام 2017، عن أن روسيا والنظام قاما بشن حملة من القصف الجوي لا هوادة فيها على الأجزاء التي كانت واقعة تحت سيطرة المعارضة في شرقي حلب.
وقالت إنه تم إجبار الأهالي على النزوح من أماكن سكناهم في حلب، وهو ما يعتبر من "جرائم الحرب"، وذلك لأنه تم إخلاؤهم لأسباب إستراتيجية وليس من أجل حماية غير المقاتلين أو لضرورة عسكرية.
ووفق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن موسكو مسؤولة عن مقتل أكثر من 6000 سوري منذ تدخلها إلى جانب النظام السوري عسكرياً لقمع الثورة السورية، كما أكدت منظمة العفو الدولي تدمير القصف الروسي، 27 مدرسة و27 مركزا طبياً، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، وفي المقابل لم يتخذ الغرب أي إجراء دبلوماسي ضدها أو عقوبات واكتفى بالتنديد الكلامي.
المفكر السياسي عزمي بشارة، علق على الأمر في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" قائلاً: "تتوالى أخبار طرد الدبلوماسيين الروس من دول غربية بسبب جريمة قتل فرد روسي على أرض بريطانية، أما مقتل آلاف السوريين الأبرياء بقصف الطائرات الروسية، فلم يطرد بسببه دبلوماسي روسي واحد من أي دولة. ازدواجية المعايير مصطلح لا يفي بالغرض".
ومنذ بداية الثورة، تلكأ المجتمع الدولي في اتخاذ قرار حاسم بشأن دعم الشعب السوري، ودأب الإعلام الغربي منذ الأشهر الأولى للثورة، وقبل أن يكون السلاح عاملاً فاعلاً في المعادلة الميدانية على الأرض على الدندنة على وتر الحرب الأهلية ليتملص من مسؤولياته.