ثلاث سنوات على تحرير إدلب.. ما المصير الذي ينتظرها؟ - It's Over 9000!

ثلاث سنوات على تحرير إدلب.. ما المصير الذي ينتظرها؟

بلدي نيوز – (خاص)
ثلاث سنوات مضت على تحرير محافظة إدلب شمال سوريا، عاشت خلالها جملة من المتغيرات، أبرزها تجميع كل معارضي النظام من باقي المحافظات في إدلب، فضلا عن القصف الهمجي ومجازر طائرات النظام وروسيا بحق المدنيين، وليس آخرها تشتت واقتتال الفصائل العسكرية اليوم، وهي التي تحالفت بالأمس ضمن غرفة عمليات موحدة، في 24 من شهر اَذار 2015 بهدف تحرير المدينة.
تحررت مدينة إدلب في 28 اَذار 2015، بعد تحالف العديد من الفصائل العسكرية المعارضة لنظام الأسد، وإنشاء غرفة عمليات واحدة، تحت مسمى "جيش الفتح"، الذي ضم أكبر خمسة فصائل عسكرية حينها، بتعداد قارب العشرة آلاف مقاتل، من "أحرار الشام وجبهة النصرة وجند الأقصى وجيش السنة وفيلق الشام ولواء الحق وأجناد الشام".
في هذه الأثناء أعلن عن غرفة العمليات قبل يوم واحد من تاريخ بدء معركة تحرير المدينة، أطلق عليها "غزوة إدلب"، بداية حقق "جيش الفتح" تقدماً واسعاً، في مناطق سيطرت النظام، ما لبثت أن توسعت معاركه بعد تحرير مدينة إدلب، ليحرر معسكري "المسطومة والقرميد"، أكبر القلاع العسكرية لنظام الأسد، إضافة إلى تحرير مدينة "أريحا وحرش مصيبين وحاجز القياسات وبلدة محنبل"، بالإضافة لعشرات القرى الاستراتيجية المتاخمة لسهل الغاب.
بعد تحرير "القرقور وسلة الزهور والمحطة الحرارية"، والاقتراب من بلدة "جورين" ومعسكرها الاستراتيجي، الذي يفصل بين مدن إدلب وحماة واللاذقية، توقفت معارك "جيش الفتح" بعدها عند هذا الحد.
بدأت حالة الانقسام والتشتت في صفوف "جيش الفتح"، عقب ما تحقق له من انتصارات وسيطرة واسعة، ورافق ذلك تحول "جبهة النصرة" إلى تحالف "هيئة فتح الشام"، وشنت بعدها حرباً على حركة "أحرار الشام"، وفرضت هيمنتها على مدينة "إدلب" وكامل مؤسساتها المدنية والمحلية، إلى جانب سيطرتها على معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا.

وتعرضت مدينة إدلب إلى مئات الغارات الجوية، من قبل طائرات النظام الحربية والمروحية والطائرات الروسية، التي ارتكبت مجازر مروعة بالجملة، راح ضحيتها آلاف المدنيين، جلهم من النساء والأطفال والشيوخ، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة.
أعقب هذه التطورات كلها دخول مدينة "إدلب" اتفاق "خفض التصعيد" الذي تمخض عن مؤتمر آستانا 6، الذي عقد في العاصمة الكازاخستانية "أستانا" بين الدول الضامنة "تركيا وروسيا وإيران"، منتصف أيلول من العام 2017، وجرى اتفاق على دخول قوات تركية ووضع نقاط مراقبة، تفصل بين مناطق سيطرت قوات النظام والمناطق المحررة.
وبدأت القوات العسكرية التركية رسمياً أولى مراحل انتشارها في المناطق الشمالية المحررة في 13 تشرين الأول 2017، مع دخول أول رتل عسكري من نقطة "كفرلوسين" على الحدود السورية التركية، شمالي "إدلب"، تضمن سيارات عسكرية ودبابات ومجنزرات ثقيلة، توجهت إلى نقاط التماس بين ريف حلب ومنطقة عفرين، وتم تثبيت أول نقطة لهم في منطقة "صلوة" بريف إدلب الشمالي.
واستمر دخول القوات التركية بعد ذلك، فقد دخل رتل عسكري من القوات التركية في التاسع من شهر شباط إلى ريف إدلب الشرقي، وكانت وجهته قرية "تل الطوكان" غربي منطقة "أبو الظهور" في الريف الشرقي لمدينة "سراقب"، وقام بتثبيت نقطة مراقبة ثانية للقوات التركية ريف إدلب، أعقب ذلك دخول رتل عسكري جديد للقوات التركية في 15 شباط، يتألف من 60 آلية عسكرية ولوجستية وحاملة كبيرة وناقلات جنود، عبر الحدود السورية التركية، وتوجه إلى قرية "الصرمان" في ريف إدلب الشرقي، لتثبيت نقطة مراقبة ثالثة في إطار اتفاقية "خفض التصعيد" في المحافظة، تركزت في الصوامع.
وتحولت مدينة إدلب مقصدا لآلاف المدنيين ممن أجبرتهم قوات النظام على ترك مدنهم وقراهم، فضلا عن عمليات التهجير التي اشتغل عليها النظام وروسيا وإيران في المناطق الثائرة وسط وجنوب سوريا.
ووصل إلى إدلب آلاف المهجرين قسرا من مدن "داريا والزبداني وقدسيا" بريف دمشق، ومن حي الوعر بمدينة حمص، وتبعها تهجير مئات آلاف آخرين من مدينة "حلب"، ولم يتوقف مسلسل التهجير ففي الآونة الأخيرة، فقد هجر أكثر من مئة ألف من سكان الغوطة الشرقية وصلوا إلى إدلب، في وقت لا تزال حملة التهجير القسري مستمرة.
في هذا الصدد؛ حول مصير إدلب بعد الانتهاء من الغوطة، قال "قصي الزرقة" أحد الضباط المنشقين عن نظام الأسد "استبعد مهاجمة قوات النظام لمدينة إدلب بعد انتهائها من عملية الغوطة، التي تجري الآن".
وعزى "الزرقة" ذلك في حديث لبلدي نيوز "إلى تمركز نقاط مراقبة تركية، وتثبيت ثلاث نقاط في مناطق متفرقة من إدلب"، مضيفا بأنه سيتم في وقت لاحق تثبيت نقاط أخرى متفق عليها، بين الدول الضامنة الثلاثة "تركيا وإيران وروسيا".
واستبعد المتحدث أن يتوقف القصف من قبل قوات النظام وروسيا، على المناطق المدنية بحجة محاربة الإرهاب، وقتلهم لأكبر عدد من المدنيين.

وحذر "الزرقة" من استمرار الاقتتال الداخلي بين الفصائل العسكرية وتوسعه، بعد حشر مئات الفصائل العسكرية بمختلف تشكيلاتها المتشددة والمعتدلة، من شتى المناطق في بقعة ضيقة، سعت إليها قوات النظام وروسيا كخطة منهم لإنهاء حاضنة الثورة وتدميرها.
وهنا لابد من التساؤل عقب ما شهدته إدلب من تطورات، وتغيير في موازين القوة، وتحويلها إلى منطقة تضم كافة الفصائل بمختلف تصنيفاتها، يتساءل مراقبون حول مصير هذه المنطقة بعد ثلاثة أعوام على تحريرها، فهل ستكون منطلقا لعمليات عسكرية ضد النظام، أم ستكون "غزة" جديدة تستمر صراعاتها الداخلية؟

 

مقالات ذات صلة

فصائل المعارضة تدمر دبابةوتقنص عنصرا لقوات النظام جنوب إدلب

فصائل المعارضة تتصدى لمحاولة تقدم لقوات "قسد" شرق حلب

النظام يستهدف "معرة عليا" في ريف إدلب بأكثر من 30 قذيفةصاروخية

مصرع ضابط وعنصر من قوات النظام غرب درعا

شهيد بقصف مكثّف للنظام على ريف إدلب

"منسقو الاستجابة": مخلفات الحرب لا تزال الهاجس الأكبر لدى المدنيين شمال سوريا