بلدي نيوز – اللاذقية (صالح أبو اسماعيل)
سعت قوات النظام والميليشيات المساندة لها بقيادة روسية جوية وبرية إلى التقدم في ريف اللاذقية، واتبعت سياسة التقدم البطيء والسيطرة على المرتفعات، حتى سيطرت على مساحات ونقاط مهمة منذ بدء التدخل الروسي في سورية أواخر شهر أيلول/سبتمبر من العام الفائت، فما الأبعاد الاستراتيجية لهذا التقدم وما منعكساته السياسية في المرحلة القادمة.
وتقدمت قوات النظام من محاور عدة في جبلي التركمان والأكراد بشكل متزامن، مستفيدة من التغطية النارية من الطيران الروسي، ومن التغطية النارية المدفعية والصاروخية من مراصدها في التلال العالية والمراصد.
وقال عبد الرحمن جبلاوي أحد القادة الميدانيين في ريف اللاذقية لبلدي نيوز "اتبعت قوات النظام سياسة خبيثة في السيطرة على النقاط الهامة في ريف اللاذقية، فسيطرت على التلال والمراصد والمرتفعات نقطةً تلو الأخرى في فترات زمنية متتابعة، فمثلاً تتقدم في منطقة وتتقدم في منطقة أخرى من محور آخر، بغية تشتت انتباه الثوار وهكذا حتى أحكمت قبضتها على سلمى وجبل النوبة وبرج القصب وبرج الزاهية وغيرها من المواقع المهمة في ريف اللاذقية".
واعتبر الجبلاوي أن هناك تآمرا دوليا على الساحل، حيث منعت بعض الفصائل من مؤازرة مقاتلي الساحل، فمن المعلوم أن هناك ارتباط بين فصائل الثوار في ريف اللاذقية وإدلب، فكثير من الفصائل كأحرار الشام والجيش الحر وحتى جبهة النصرة لم تضع ثقلها في ريف اللاذقية، كما ريف حماة وريف حلب، الأمر الذي يدل على أن هناك ضغطا دوليا على هذه الفصائل، وأعتقد أنه يمهّد لمشروع التقسيم فهناك ضغط على الفصائل من خلال الدعم المقدم لها"، وفق رأيه.
ووافق أبو علاء القيادي في الفرقة الساحلية ما ذهب إليه الجبلاوي، وقال "لم نكن نحتاج الكثير حتى نوقف زحف قوات النظام، كان أهم ما يلزمنا ذخيرة السلاح الثقيل لكي نضرب مواقع قوات النظام في التلال، فتفقد التغطية النارية المدفعية والصاروخية، وعليه لا نتأثر كثيراً بالتغطية الجوية الروسية لأن مقاتلينا أكثر تحملا وخبرة من عناصر قوات النظام والميليشيات المساندة لها".
وأضاف "أعتقد أن قطع الذخيرة النوعية عن جبهة الساحل أمر مدبر ومقصود هدفه السماح بتقدم قوات النظام إلى أطراف ريف إدلب، وبناءً عليه تنفيذ مشروع الدولة العلوية المحتملة والمدعومة روسياً، وأمريكياً بدليل منع مضاد الطيران عن الثوار من قبلها".
واستطاعت روسيا إدارة خطة عسكرية ربما أربكت الثوار واستنزفت قوتهم، عندما شنت معاركها على الشمال السوري بشكل هلال على إدلب وريفها من جبل التركمان والأكراد غرباً وحتى ريف حلب الجنوبي شرقاً مروراً بريف حماة الشمالي، الذي كان الطعم الذي أكله الثوار عندما استنزفوا قوتهم فيه، كما في ريف حلب الجنوبي.
ونجحت روسيا في لفت أنظار الثوار من الساحل إلى ريف حماة الشمالي، وريف حلب الجنوبي من خلال فتح الجبهات وكشف آليات قوات النظام أمامهم، فهي لا تهتم للأعداد والآليات كما هو الحال عند الثوار.
وربما تريد قوات النظام أن تبرز نفسها بمبدأ القوي في الساحل، وأنها تحمي الأقلية العلوية أمام المجتمع الدولي الذي سيوافق على اقتراحها بإقامة دويلة علوية بحجة حماية الأقليات، فمهدت لذلك من خلال توجيه المعارك إلى حماة وريف حلب والسيطرة على أهم النقاط في جبهة الساحل.