اقتتال اللاغالب ولا مغلوب يحطم آمال الشمال السوري - It's Over 9000!

اقتتال اللاغالب ولا مغلوب يحطم آمال الشمال السوري

بلدي نيوز – إدلب (خاص)
تجددت الصراعات الداخلية بين الفصائل ضمن المناطق المحررة في الشمال السوري مؤخراً، وكان اللاعبون فيها هذه المرة كلٌّ من فصيلي "هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا"، حيث بدأت الاشتباكات بين الطرفين في ريف حلب الغربي وتوسعت لتشمل مناطق ريف إدلب الجنوبي والشمالي، وتحركت الأرتال بين المناطق المحررة واستُخدمت الدبابات والرشاشات الثقيلة في قصف المناطق المدنية، مخلفة عدداً من الضحايا المدنيين والكثير من المصابين.

كان المدنيون في المناطق المحررة ومناطق الاشتباك هم المتضرر الأكبر، فأبناؤهم يتصارعون ونيران الرشاشات والمدفعية لم تميز بين منازلهم أو مواقع الخصم، إضافة لتسجيل عدد من الشهداء المدنيين بنيران الاقتتال، فقد شهدت المناطق المحررة حالة شلل كاملة وتوقف الحياة المدنية في أغلب المناطق وإغلاقاً شبه تام للأسواق وتعطل الحركة التجارية، إضافة إلى توقف العديد من المدارس والنقاط الطبية عن العمل جراء اندلاع اشتباكات بين الطرفين، فضلاً عن انقطاع عشرات الطرق الواصلة بين مدن وبلدات المناطق الشمالية السورية.

وبعد اشتباكات دامت ما يقارب الخمسة عشر يوماً بين الطرفين، لم يظهر لا غالب ولا مغلوب، بل إن الطرفين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح من مقاتليهم، إضافة لآليات دُمرت وأسلحة استهلكت في الاقتتال، كان الأولى برأي المدنيين توجيه هذا السلاح للعدو الحقيقي واستخدامه للتخفيف عن أهالي الغوطة بدلاً من الاقتتال الداخلي.

وتسببت استمرار الاشتباكات بين الطرفين بتأجيج الوضع بين المدنيين، وخروج مظاهرات حاشدة في العديد من المدن والبلدات التي سقط فيها ضحايا مدنيون جراء هذه الاشتباكات، كمدن وبلدات "معرة النعمان، ومعرة مصرين، وأطمة، وحزانو، وكفرنبل، وحاس، وحيش، والأتارب، ودارة عزة"، والعديد من المناطق الأخرى، جميعها طالبت بوقف الاقتتال بين الطرفين وتحييد المناطق المدنية عن الاشتباكات، وعدم زجها في معارك تصفية الحسابات.

واتسمت المعارك بالمناطقية من حيث شن الهجمات وتسيير الأرتال من كلا الطرفين على مناطق سيطرة بعضهما البعض بغية استلامها بعد مقاتلة الطرف المسيطر وبسط سيطرة الطرف المهاجم بالقوة، حيث إن أغلب الاشتباكات دارت في مناطق قرى جبل الزاوية التي تسيطر عليها "صقور وأحرار الشام"، ومناطق "صلوة ودارة عزة وأطمة وقاح" التي كانت خاضعة لسيطرة الطرفين، وشارك في هذا الاقتتال في الآونة الأخيرة أطراف غير سوريين سواء من جهة "هيئة تحرير الشام" أو من الجهات الأخرى، وتسببت بإراقة المزيد من الدماء من كلا الطرفين.

وعمل المكتب الشرعي لـ"فيلق الشام" التابع للجيش السوري الحر والذي التزم الحياد، على طرح مبادة لوقف الاقتتال بين الطرفين، وشكل لجنة واجتمع مع شخصيات ممثلة عن كلا الفصيلين (هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا)، وتوصلا إلى هدنة تقضي بوقف إطلاق النار والاقتتال وعدم الملاحقات الأمنية والمشادات والمهاترات الإعلامية ومنع اعتقال أو ملاحقة أي عنصر من عناصر الفصيلين لمدة 48 ساعة، تبدأ تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم الجمعة ٩/ آذار الجاري، إلا أن مستقبل المنطقة ما زال مجهولاً وينذر بكارثة في ظل اقتتال الطرفين لبسط النفوذ على ما تبقى من إدلب، بعدما أخذ النظام حصته منها شرق سكة الحديد، وانكفأت الفصائل لتقاتل بعضها بعيداً عن النظام الذي ترفع شعار محاربته أمام الناس والإعلام!.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

محتجون يعيدون إغلاق معبر أبو الزندين شرق حلب