لماذا اعترفت "قسد" وواشنطن بإرسال تعزيزات إلى عفرين من شرق سوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا اعترفت "قسد" وواشنطن بإرسال تعزيزات إلى عفرين من شرق سوريا؟

بلدي نيوز - (عبد العزيز الخليفة)
اعترفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تقودها الأذرع العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د"، الثلاثاء، بإرسال تعزيزات عسكرية من مناطق تسيطر عليها شرقي سوريا إلى عفرين للتصدي لعملية "غصن الزيتون" التي يشنها الجيش السوري الحر والجيش التركي ضد "ب ي د".
وذكر متحدث باسم "قسد"، أن الفصائل تعيد نشر 1700 مقاتل من الخطوط الأمامية للقتال مع تنظيم "الدولة" إلى منطقة عفرين للمساعدة للتصدي لعملية غصن الزيتون.
واعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الاثنين الماضي، بأن الهجوم الذي تشنه تركيا ضد "ب ي د" الذي تسانده الولايات المتحدة، أدى إلى توقف عمليات ضد تنظيم "الدولة" شرقي سوريا.
من جانبها، تركيا كشفت من خلال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن أنقرة تتواصل مع واشنطن من أجل منع إرسال "ب ي د" تعزيزات عسكرية من شتى مناطق سوريا إلى عفرين لمواجهة عملية غصن الزيتون التي يشنها الجيشان السوري الحر والتركي.
وقال قالن، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحفي بالعاصمة التركية أنقرة، حول انتقال مجموعات من "ب ي د" من منبج (بريف حلب شمالي سوريا) باتجاه منطقة عفرين، قائلا إن "أنقرة تتوقع من الولايات المتحدة التدخل (لمنع ذلك)".
يقول قائد تجمع أحرار الشرقية، وهو أحد فصائل الجيش الحر المشاركة بعملية غصن الزينون، أبو حاتم شقرا، إن "ب ي د" لم يتوقف عن إرسال التعزيزات العسكرية إلى عفرين من المناطق التي يسيطر عليها تحت اسم قوات سوريا الديمقراطي شرقي سوريا.
وتابع "شقرا" خلال حديثه لبلدي نيوز، أن "ب ي د" شرقي الفرات أو غربه هو ذاته "الفصيل الإرهابي نفسه"، مشددا على أن فصائل الجيش الحر شاركت بتحرير مناطق شمالي حلب من تنظيم "الدولة" وهي الآن تحارب في عفرين لإخراج " ب ي د" منها، معتبرا أنه لا فرق بين الإرهاب والتطرف الذي يقدم تحت شعارات قومية والأخر الذي يقدم تحت شعارات دينية والمتمثل بتنظيم "الدولة".
بدوره، أكد المتحدث باسم التيار الوطني السوري، إبراهيم الحبش، أن إرسال "ب ي د" لتعزيزات من مناطق سيطرته شرقي الفرات ليس حدثا جديدا، فمنذ بدء عملية غصن الزيتون و"ب ي د" شن عشرات حملات التجنيد الإجباري بالحسكة وأرسل المئات من العناصر والذخائر والأسلحة إلى عفرين، علما أن هذه الأسلحة تصل إليه من التحالف الدولي لصالح ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية بهدف مقاتلة تنظيم "الدولة".
ولفت "الحبش" في حديثه لبلدي نيوز، أن التعزيزات العسكرية من "ب ي د" التي ترسل إلى عفرين تمر من مناطق سيطرة النظام، حيث تنتهي سيطرة "ب ي د" في منبج وبالتالي للوصول إلى عفرين عليه المرور بمناطق سيطرة النظام.
وشدد على أن التحالف الدولي سيطر على الرقة باتفاق مع تنظيم "الدولة" كما سيطر على معظم ريف دير الزور الشرقي بذات الأسلوب، وهو متوقف عن مهاجمة التنظيم بريا قبل بدء معركة غصن الزيتون، وترك جيبين للتنظيم في دير الزور شمال الفرات، من أجل تبرير الدعم العسكري السخي الذي تقدمه واشنطن لـ "ب ي د" تحت اسم الدعم لما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية.
ولم يتوقع أن تؤثر هذه التعزيزات من طبيعة المعركة في عفرين التي تذهب بشكل متسارع باتجاه الحسم لصالح الجيش الحر.
بدوره، قال الباحث والصحفي السوري عبد الوهاب عاصي، إن واشنطن تنظر للمعركة بأنها تضعف من مساعيها في تعزيز قوة وسيطرة "الوحدات الكردية" التابعة لحزب "ب ي د" على شرق سوريا، حيث جعلت معركة عفرين الأولوية بالنسبة لهم ضد القوات المشاركة بعملية غصن الزيتون ووقف تقدمها، وهذا الأمر يعني إرسال المزيد من القوات البرية من شرق الفرات إلى غربه، مضيفا "بطبيعة الحال سيؤثر ذلك على واشنطن ليس فقط بمجرد احتمال شن تنظيم "الدولة" عمليات بل بشن النظام السوري لعمليات أيضاً، واستثمار الضعف في الجبهات وأيضاً التفاوض مع الوحدات الكردية".
ولفت "العاصي" في حديثه لبلدي نيوز، إلى أن عملية غصن الزيتون في عفرين تزامنت مع سعي البنتاغون لتشكيل قوة حدودية لتأمين إقليم شرق سوريا، بدعوى وجود خلايا لتنظيم "الدولة"، وما يجري حالياً من خلل في القرار العسكري عند قسد وتحول الأولويات يعرقل من مساعي واشنطن في تأمين الاقليم.
وأشار إلى أن واشنطن تخشى فعلاً من زعزعة الاستقرار في شرق سوريا، سواء عبر تنظيم "الدولة" أو عبر النظام وهنا المعركة تقوض من جهود واشنطن وتعرقلها، لذا ليس مستبعداً أن تسارع إلى إجراء اتفاق مع تركيا في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

واشنطن"دبلوماسيون كبار من إدارة بايدن سيزورون دمشق"

قسد تقترح حلا لمدينة عين العرب شمال شرق حلب

تطورات مناطق دير الزور والرقة والحسكة

أمريكا تجري مراجعة لتصنيف "تحرير الشام" بعد تجاوبها

"قسد" ترفض تستهدف متظاهرين في دير الزور

لماذا توقفت معركة السيطرة على القرى السبع شرقي دير الزور؟

//