بلدي نيوز – حماة (مصعب الأشقر)
تشهد منطقة سهل الغاب هدوءً نسبياً شجع مئات العوائل النازحة إلى الرجوع لمنازلها وقراهم بعد معاناة مريرة سواءً في المخيمات التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة، أو غلاء إيجار المنازل في المناطق الحدودية الآمنة نوعاً ما.
عودة النازحين إلى قراهم شكلت كابوسا مرعبا لمئات العوائل المهجرة من ريفي حماة وإدلب الشرقيين، والذين فروا من بطش قوات النظام ليستقر بهم الحال في قرى سهل الغاب.
"شجاع الصالح" رئيس المجلس المحلي في قرية الزقوم قال لبلدي نيوز، "إن أكثر من 700عائلة من ريفي حماة وإدلب الشرقيين موزعة في قرى وبلدات ناحية الزيارة وفدت إلى المنطقة من بداية أحداث ريف حماة الشرقي".
وأضاف الصالح، "بأن تلك العوائل اليوم تواجه خطر الترحال الجديد بعد عودة الكثير من العوائل الأصلية لمنازلها، وذلك بعد هدوء نسبي تشهده المنطقة، وحاجة السكان للعودة إلى حقولهم لتأمين لقمة عيشهم".
وأشار إلى أن العوائل المضيفة والمستضيفة في ميزان واحد بالمنطقة والمجالس المحلية تقف عاجزة أمام هذا التطور الخطير الذي وضع الطرفان بميزان النزوح.
بدوره أكد جاسم المحمد (نازح من ريف حماة الشرقي)، أنه وأقاربه مهددون بأي لحظة بمغادرة المنازل التي سكنوها بناحية الزيارة مع عودة أهلها إليها، مشيراً إلى أن رحلة نزوحهم ربما تطول إلى أعوام وتنتقل بهم من مكان لآخر في أصقاع الأرض التي ضاقت بهم.
يذكر أن قوات النظام بمساندة الميليشيات الإيرانية والمحلية وبدعم من الطيران الحربي الروسي شنوا هجوماً واسعاً على ريفي حماة الشرقي وإدلب الجنوبي الشرقي، وتقدموا من خلاله إلى مناطق واسعة، واحتلوا عشرات القرى، نتجَ عن ذلك نزوح الآلاف من المدنيين إلى الشمال السوري والمخيمات الحدودية، وما إن هدأت المعارك ودخلت قوات المراقبة التركية إلى النقاط المتفق عليها في أستانا، حتى عادت بعض العائلات إلى القرى التي لم تصلها قوات النظام وكانت نقاط اشتباك.