بعد أن أخذ النظام حصته منها.. الفصائل تتناهب ما بقي من إدلب - It's Over 9000!

بعد أن أخذ النظام حصته منها.. الفصائل تتناهب ما بقي من إدلب

بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تجدد مشهد الاقتتال الداخلي بين الفصائل العسكرية، باقتتال جديد قديم في تفصيلاته وأسبابه وحتى أطرافه في إدلب وحلب، لم يكن الأول بين طرفي الصراع اليوم ممثلة بـ"هيئة تحرير الشام" وكلٍّ من "حركة الزنكي وأحرار الشام" المتحدين مؤخراً في "جبهة تحرير سوريا".

وتوسع الاقتتال ليشمل معظم محافظة إدلب ونقاط عديدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي، حيث سيطرت "جبهة تحرير سوريا" على مدينة أريحا وبلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم الأربعاء، بعد انسحاب عناصر "هيئة تحرير الشام" دون اشتباكات مباشرة بين الطرفين.

فيما شهدت مدينة معرة النعمان إطلاق نار كثيف مصدره عناصر "هيئة تحرير الشام" في الناحية الشمالية الشرقية من المدينة.

كما تشهد مدن سلقين وحارم وإدلب وجسر الشغور والعديد من المناطق التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" انتشاراً أمنياً وحواجز مكثفة تعمل على تفتيش كافة السيارات، كما تم وضع العديد من السواتر الترابية والعديد من المحارس المدشمة قرب المقرات.

وفي السياق، أصيب مدنيون بجروح بعضهم بحالة خطرة، جراء الاشتباكات المتبادلة بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا" في عدد من قرى وبلدات ريف حلب الغربي، شمال سوريا.

ويأتي الاقتتال في وقت عصيب من عمر الثورة السورية والمناطق المحررة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، ليس في ظل الحملة العسكرية التي تواجهها الغوطة الشرقية والموت الذي يّصبّ على رأس أهلها فحسب، بل كون الاقتتال جاء بعد انتكاسة كبيرة منيت بها المناطق المحررة في أرياف حماة وحلب وإدلب، بخسارة مسافات تقدر بربع المنطقة المحررة وقرى وبلدات تقدر بأكثر من 350 بلدة، سقطت جميعاً بيد النظام وحلفائه.

دبابات ومدافع ورشاشات وعناصر مدججة، والجديد اليوم طائرات مسيرة عن بعد تستخدم في المعارك الدائرة بين الفصائل، وأرتال وحشودات تتحرك في المحرر، غابت كلها عن جبهات القتال إبان تقدم النظام وميليشياته على أكثر من 350 قرية وبلدة شرقي "سكة الحجاز" وسلمت منطقة بأكملها خلال أقل من شهر للعدو الحقيقي، في وقت كانت تتجهز الفصائل لقتال بعضها البعض، غير آبهة بمن يقتل في الغوطة ويُسفك دمه، ومن شُرد ونزح من أرضه وبات تائهاً في مخيمات النزوح يبحث عن خيمة تقيه برد الشتاء وحر الصيف وسلة إغاثة تسد رمق أطفاله الجياع.

يتشارك جل مَن في المناطق المحررة بريفي إدلب وحلب اليوم، سؤالاً واحداً لا يجدون له إجابة مقنعة من أي طرف، في وقت يشتعل لهيب الاقتتال الداخلي في المناطق المحررة وتبدأ الحشود في التحرك لتحرير المحرر وقتل الأخ.. سؤال واحد ما زال بلا إجابة "أين كان سلاحكم وعتادكم عن ردع النظام وحلفائه شرقي سكة الحديد ..؟".

تحرير المحرر هو ما دأبت على فعله الفصائل في الشمال منذ 2014 حتى اليوم، ورغم كل الانتكاسات والنكبات والتراجع أمام النظام، إلا أنها تواصل مسيرتها في قتل بعضها البعض، متجاهلة مصائر ملايين المدنيين ممن شكلوا حاضنة وحاميا وشرعية وجود لها.

وفي كل اقتتال يسوق "الباغي" الحجج ويمهد لهجومه بمعسكرات تدريب وإعداد شرعي وتجييش وشحن.. مستغلاً شعارات الدين والنصرة للمستضعفين والمهاجرين.

وفي ظل اشتعال فتيل الاقتتال من جديد باتت محافظة إدلب مرة جديدة أمام منعطف حساس مجهول النتائج في حال استمرت عمليات التحشيد والقتل والتي لامحال لن تخرج بمنتصر إلا النظام وحلفاءه ممن يتربصون بالمناطق المحررة واحدة تلو الأخرى، وينتظرون إنهاء الفصائل بعضها البعض ليعاودوا الهجوم وتجريد المنطقة من أراض ومساحات جديدة، ثم يتركون ما بقي منها لما تبقى من أشلاء الفصائل يقتتلون عليه حتى الفناء!.

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب