بلدي نيوز-(شحود جدوع)
تتعرض بلدات ريف حماة الشمالي، منذ أكثر من ستة أعوام لقصف مستمر من قبل طائرات النظام الحربية والطائرات الروسية، والتي ركزت قصفها إضافة للمناطق المدنية بشكل مباشر على المرافق العامة من مدارس ودوائر عامة ومساجد ومشافي وبنى تحتية .
وتركز القصف خلال السنوات الثلاثة الماضية على مدن كفرزيتا واللطامنة ومورك ما تسبب بدمار كبير في المدن الأخيرة نالت منه المدارس والمباني التربوية قسماً كبيراً تسبب بتدميرها بشكل شبه كامل.
وأحصى مراسل بلدي نيوز في حماة المدارس التي تعرضت للقصف ونسبة الدمار فيها، مبيناً بأنه يوجد في مدينة كفرزيتا ١٥ مدرسة مدمرة بنسبة تفوق ٨٠٪ ، وفي مدينة اللطامنة ١١ مدرسة نسبة الدمار فاقت فيها ٨٥ ٪ و ستة مدارس في مدينة مورك نالت نسبة من الدمار فاقت ٩٠٪ بالإضافة الى مدرسة في قرية الزكاة وأخرى في قرية لطمين.
مدير المكتب التعليمي في مدينة كفرزيتا الأستاذ حسان الحموية أكد لبلدي نيوز إن نظام الأسد والنظام الروسي استقصدا قصف البنى التحتية والتي تعتبر أهمها المدارس بغية تحقيق أكبر كم من المجازر في عداد الأطفال وللقضاء على العملية التعليمية والتربوية في مدارس الريف المحرر وإنتاج جيل كامل من الجهلة في المناطق المحررة التي يحاربها النظام .
وأضاف الحموية: "حاولنا جاهدين هذا العام الدراسي دعم استمرار العملية التربوية بريف حماة الشمالي وعلى وجه الخصوص مدينة كفرزيتا إلا أن القصف المتكرر والمباشر للمدارس حال دون استمرارنا في تفعيل دور العملية التربوية، والتجأنا عدة مرات الى إنشاء حلقات صفية في أقبية متفرقة في احياء المدنية الا أن تكثيف القصف واستهداف أي تحرك أعاق عملها".
وذكر "الحموية" بأن ثلاث مدارس في كفرزيتا وواحدة في اللطامنة وأخرى في مورك تم تعليق العمل فيها منذ أكثر من شهرين بسبب تكثيف القصف على المدن سابقة الذكر .
مدير مدرسة الإخلاص (مجد الشام) في مدينة كفرزيتا الأستاذ عامر قبلان قال لبلدي نيوز: " افتتحنا ثلاث مدارس في مدينة كفرزيتا خلال العام الحالي بعد أن كانت مدرسة واحدة وتمكنا من استيعاب عدد كبير من الطلاب إلا أن تصعيد القصف أجبرنا على تعليق الدوام حرصاً على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية".
وأضاف "القبلان" أن الوضع التعليمي والتربوي بريف حماة الشمالي يعاني من العديد من الصعوبات والمشاق التي تضاف الى الخطر من الاستهداف المباشر، وابرزها الحالة السيئة للمدارس من دمار وتهدم وفقدان للأبواب والشبابيك والمقاعد، بالإضافة الى انعدام الدعم لأغلب المدارس وكوادرها واهمالها من قبل حكومتي الإنقاذ والمؤقتة بالإضافة الى الحالة المزرية للغرف الصفية.
وأبدى المدير حالة من الاستياء من الجهات الحكومية والمنظمات الراعية للعملية التربوية في المناطق المحررة والتي تتذرع ومنذ أعوام بأن المنطقة تتعرض للقصف اليومي ولا يمكن دعم العملية التربوية فيها على الرغم من وجود مدارس قائمة وتحوي أكثر من ألفي طالب في ريف حماة الشمالي، موجهاً سؤالاً الى الجهات المختصة بالعملية التربوية بأنه "هل نترك هؤلاء الطلاب بلا تعليم ويصبح لدينا جيل كامل أُمي بالرغم أن مكافحة الجهل تعتبر معركة كبرى تحتاج الى تظافر للجهود"، مؤكداً بأن الكوادر التعليمية مصرة على تعليم هذه الأجيال وأن التعليق الأخير لدوام الطلاب سيزول ما أن تنخفض حدة القصف .
يجدر بالذكر بأن ريف حماة الشمالي كان من أولى المناطق التي حرمها النظام من الدعم التعليمي المقدم من منظمة اليونسيف العالمية، وأن جميع مدارس الريف الشمالي تدار بجهود ذاتية من قبل كوادر حرة غير تابعة للنظام منذ منتصف عام ٢٠١٢ حتى تاريخ اليوم .