بلدي نيوز – (كنان سلطان)
قالت وكالة "الأناضول" إن مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية "دانيال كوتس"، عرض تقريرا على الكونغرس، يقر بأن تنظيم "ب ي د" هو فرع "ب ك ك" في سوريا"، مشيرا إلى أنه يسعى إلى إقامة منطقة مستقلة.
وبحسب ما نقلت الوكالة؛ فإن "كوتس" نقل التقرير الذي يتضمن تقييما للتهديدات العالمية، بالنسبة إلى الاستخبارات الأمريكية، خلال جلسة للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء.
وتضمن التقرير الاستخباراتي أن "ي ب ك"، هو ميليشيا تابعة لمنظمة "ب ك ك" في سوريا، وعلى الأرجح سيسعى إلى إقامة منطقة مستقلة هناك، لكنه سيواجه مقاومة من تركيا وروسيا وإيران.
وعلى الرغم من الحلف الذي تعقده أمريكا مع تحالف قوى محلية، تهيمن عليه "الوحدات الكردية"، فإن هذه العلاقة لا تمر بأحسن ظروفها، حيث ظهر اسم "ب ي د" على الموقع الإلكتروني لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، مدرجاً ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية في سوريا.
وحول هذه التصريحات؛ أشار الناشط الحقوقي "رديف مصطفى" إلى أن "الولايات المتحدة كانت ولازالت الداعم الأساسي لميليشيا وحدات حماية الشعب".
وأضاف في تصريح لبلدي نيوز: "يعلم القاصي والداني أن وحدات الحماية تتبع لحزب العمال الكردستاني منهجا وسلوكا، وبرغم أن الولايات المتحدة تصنف العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية؛ فهي تدعم ذراعه السوري، وهذا الدعم بداية كان لمحاربة تنظيم داعش".
وأردف مصطفى: "الآن لا يوجد استراتيجية أمريكية واضحة فيما يخص الملف السوري، باستثناء أن الولايات الأمريكية المتحدة تعتبر بأن مناطق شرقي نهر الفرات، هي مناطق نفوذ خاصة بها، ولن تسمح لأية قوة أخرى بالاقتراب منها".
وعن المخطط الذي تحدث عنه التقرير؛ يقول مصطفى: "هذه المنطقة ربما يكون لها نوع من الإدارة الذاتية، بالتعاون بين (ب ي د) وأمريكا، ولكن (ب ي د) أصلا لا يعمل من أجل كيان كردي منفصل، بقدر ما يحاول الاستحواذ على مناطق بسوريا، لتعزيز صراعه مع تركيا".
وأشار "مصطفى" إلى أن "الأمريكان باتوا يعملون هناك لإدخال عناصر جديدة من المكون العربي وباقي المكونات الأخرى تحت مظلتهم، علما بأن العلاقة بين (ب ي د) والأمريكان ليست بأحسن أحوالها مؤخرا، بسبب التدخل التركي بعفرين".
وفي السياق؛ يقول المحلل السياسي "عبد الرحمن الحاج" لبلدي نيوز "هنالك قناعة قديمة لدى الولايات المتحدة، ومعرفة جيدة بالعلاقة العضوية بين (ب ي د) وحزب (ب ك ك)، وبأنه ليس سوى فرع له، ولكن الولايات المتحدة كان لديها أسباب عدة للاعتماد على الميليشيا المذكورة، وهو ما دفعها لتجاهل هذه العلاقة لأسباب عملية".
وأضاف "الحاج" في تصريحه أن "الإعلان الراهن يمثل ضغطا على حزب (ب ي د)، الذي يبدي مرونة محدودة للتعاطي مع الواقع شرق الفرات، من أجل الإسهام في استقراره".
وشدد "الحاج" على أن "الحزب يريد أن يبقى هو القوة المسيطرة، في حين يريد الأمريكيون أن يكون الأمر بشراكة حقيقية واسعة مع السكان الفعليين".
ويرى "الحاج" بأن "هذا الإعلان يأتي في ظل توتر غير مسبوق في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، وهو يمثل إشارة جيدة لتركيا، فيما يخص المخاوف التي تبديها بشان منطقة شمال سوريا، وربما يعكس هذا خلافا بين إدارة ترامب والـ(سي آي إيه)، وبين (سي آي إيه) والبنتاغون".