واشنطن تفشل بإقناع أنقرة بالتوقف عن عمليتها في سوريا

بلدي نيوز - (عبدالعزيز الخليفة)
تصاعدت تصريحات المسؤولين الأتراك حيال تدخل قوات بلادهم عسكريا في شمالي سوريا، والبدء بعملية عسكرية في مدينتي عفرين ومنبج، وذلك رغم إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها تأخذ بالحسبان الموقف التركي من حزب العمال الكردستاني (ب ك ك)، ونفيها لأي نية لنشر قوة على الحدود بين سوريا وتركيا من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي "ب ي د"، والذي تعتبره أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني "ب ك ك".
وقال رئيس الحكومة التركية بن علي يلدريم، "صدرت عن الإدارة الأمريكية بيانات متناقضة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة"، وأضاف "طبعاً هذا يدل على الارتباك الذهني، إلا أن عزم تركيا واضح"، حسب وكالة الأناضول.
وأردف يلدريم: "ممارسات الولايات المتحدة في سوريا، مخالفة ومناقضة لعلاقات التحالف، رغم أنها حليفتنا في الناتو... ينبغي على واشنطن أن تزيل التشوش حول مستقبل المنطقة، وتبدل موقفها لتصحيح علاقاتها مع تركيا".
وأضاف "سنتخذ كافة التدابير فوراً ودون هوادة من أجل حماية أمن حدودنا وسلامة أرواح وممتلكات شعبنا بما يتوافق مع القانون الدولي".
بدوره قال وزير الخارجية التركية جاويش أوغلو، في تصريحات لقناة (سي إن إن ترك) اليوم، أن تركيا سوف تتدخل في عفرين ومنبج، مشيرا إلى أن ارتياب أنقرة من موقف واشنطن مازال قائماً.
ولفت الوزير التركي، إلى أن الولايات المتحدة كانت قدمت وعود سابقة لتركيا حول منبج، إلا أنها لم تنفذها، وشدد على أن علاقة أنقرة وواشنطن سوف تتضرر بشكل كبير في حال أنشأت جيشا على الحدود السورية مع تركيا.
وكان نفى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا، قائلا: إن "المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة"، وجاءت التصريحات الأمريكية بعد أيام من قول واشنطن إنها ستساعد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها "الوحدات الكردية" في إنشاء قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف عنصر.
كما قال وزير الخارجية الأمريكي، في تصريح آخر، إن بلاده "ستواصل العمل مع حلفائها، مثل تركيا، وستأخذ مخاوف أنقرة بشأن إرهابيي (ب ك ك) بالحسبان"، وكشف على أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا سيستمر حتى زوال تنظيم "الدولة".
وتسيطر "قسد" على الشريط الحدود مع تركيا في كامل محافظة الحسكة والرقة وأجزاء من حلب، بحيث تشرف على مسافة تتجاوز 65% من الشريط الحدودي مع تركيا والبالغ 911 كيلومترا، ويبدأ هذا الشريط من محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا إلى الحسكة بالشمال الشرقي، مرروا بإدلب وحلب والرقة.
وتتقاسم "قسد" السيطرة على الحدود مع تركيا غرب الفرات مع المعارضة السورية التي تسيطر على المنطقة الممتدة بين جرابلس وعزاز بمحافظة حلب، إضافة على كامل الشريط الحدودي مع تركيا بمحافظة إدلب إضافة إلى أجزاء من اللاذقية وهو ما نسبته 30 % من الحدود السورية التركية.
أما شرق الفرات فتسيطر "قسد" على كامل الحدود بين سوريا وتركيا، حيث تسيطر على أكثر من 400 كليو متر، وكذلك تسيطر على منطقة تتجاوز الـ 400 كليو متر بمحاذة الفرات وتتجاوزه في بعض المناطق كما هو الحال في الجيب الممتد غربي سد الفرات.
وقال وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، إن بلاده عليها التنسيق مع روسيا وإيران عند القيام بعمليتها الجوية في عفرين لتجنب وقوع الأخطاء.