هل ستدخل القوات التركية إلى عفرين؟ - It's Over 9000!

هل ستدخل القوات التركية إلى عفرين؟

بلدي نيوز - حلب (فراس محمد)
تشهد منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية حالة من الترقب والحذر، بعد ازدياد حدة التصريحات التركية المهددة باجتياح عسكري تركي للمنطقة.
وتزامنت التصريحات الرسمية التركية مع حشود عسكرية تركية ضخمة في المناطق الحدودية مع منطقة عفرين، بالإضافة لقصف مدفعي تركي استهدف مواقع الوحدات الكردية.
في ذات السياق، كان لتصريحات الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بخصوص تشكيل "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا، قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" تأثيرا كبيرا على الموقف التركي، حيث اعتبر المسؤولون الأتراك تشكيل هذه القوى تهديدا مباشرا لأمنها القومي، أكد الرئيس التركي بأن القوات التركية ستقوم بوأد هذه القوى في مهدها.
كما أعلن مجلس الأمن القومي بعد اجتماعه، أمس الأربعاء، أن أنقرة لن تسمح بتشكيل ممر (حزام) إرهابي على حدود البلاد" مع سوريا، مشددا على أنه سيتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الصدد.
وحول التطورات المتسارعة واحتمال اجتياح القوات التركية لمنطقة عفرين، أكد المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر جدية التهديدات التركية، وقال لبلدي نيوز: "تركيا ستدخل إلى عفرين حتماً، لأنها تعتبر دخولها ضرورة للأمن القومي التركي، ولتقطع الطريق أمام "ب ي د" للاتصال بعين العرب والمناطق التي يسيطر عليها شمال شرق سوريا والرقة وغيرها".
أما سبب تأخر المعركة حتى الآن؛ يرى الأسمر بأن المعركة تحتاج إلى تجهيز، لأن الطائرات التركية ستدخل الأجواء السورية، ولذلك ستطلب تركيا من روسيا تعطيل رادارات النظام خشية تصديه للطائرات التركية.
وأضاف في الوقت ذاته بأن "المعركة طويلة ولن تكون نزهة بل مكلفة جدا، وستكلف الجانب التركي خسائر فادحة، وممكن أن تمتد لأشهر، بسبب الطبيعة الجبلية الوعرة ومعرفة "ب ي د" بطبيعتها خلافاً للجيش التركي.. صعوبة المعركة هو سبب من أسباب تأخيرها، بالإضافة للحرب النفسية من خلال التصريحات المتتابعة من قبل المسؤولين الأتراك، خلال الستة أشهر الماضية".
أما فيما يخص سير المعارك المتوقعة، يقول الأسمر: "المحور الأول الذي ستبدأ به القوات التركية هو من اعزاز باتجاه الجنوب وصولاً إلى بلدة دير جمال، حيث ستحاول قطع إمداد "ب ي د"، لأنه يتلقى الدعم والإمداد من الجزيرة السورية إلى حلب ومنها إلى عفرين، لذلك سيكون قطع التواصل بين مناطق سيطرة النظام، و"ب ي د" أهم الأهداف في المرحلة الأولى".
وأضاف الأسمر، "ستبدأ المعركة بتمهيد ناري على مواقع "ب ي د" برياً وجوياً ومن ثم دخولها تدريجياً، كما أسلفنا سابقاً نظراً لوعورة المنطقة ودراية "ب ي د" بها أكثر من القوات التركية".
وعن مشاركة الجيش الحر، قال الأسمر "ستكون هناك مشاركة فعالة في القتال من فصائل درع الفرات على وجه الخصوص، وربما لا نشهد مشاركة من غرب عفرين لأن الفصائل هناك منشغلة بالتصدي لتقدم النظام وداعش في إدلب وريف حلب، وأبرز الفصائل التي ستشارك هي السلطان مراد، ولواء الشمال وربما عموم فصائل درع الفرات والذين يقدر عددهم بـ 20 ألف مقاتل".
ويرى الأسمر أن معركة عفرين ستبدأ بالتزامن مع معركة السيطرة على منبج بريف حلب الشرقي.
من جهة أخرى، يرى مراقبون بأن انطلاق معركة عفرين مرهون بالتفاهمات الدولية، حيث يبدو أن تركيا تحاول استنفاد كافة الخيارات السياسية قبل الإقدام على عمل عسكري، فهي عضو في حلف الناتو وتحاول استغلال ذلك في الضغط على الولايات المتحدة الامريكية من أجل وقف دعم الوحدات الكردية في شمال سوريا، في حين تحاول الاستفادة من تفاهماتها مع موسكو بخصوص مناطق خفض التصعيد، من أجل تحقيق مكاسب على الأرض فيما يخص التواجد الكردي في شمال سوريا.
ويعتقد بعض المراقبين بأن تمهل تركيا في إطلاق العملية العسكرية بالتزامن مع رفع سقف التهديدات هدفه إيصال رسالة واضحة بأن العمل العسكري هو خيار مطروح وبقوة بحال لم تتم الاستجابة للمطالب التركية.
وتعتبر تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف دوليا كمنظمة إرهابية، وتعتبر الدعم المقدم لهذه الوحدات من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، هو دعم لمنظمة إرهابية من قبل حليف لها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

مقالات ذات صلة

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

النظام يشن حملة اعتقالات بريف دير الزور