نازحو إدلب بين عدوّين وحدود مغلقة.. أين المفر؟ - It's Over 9000!

نازحو إدلب بين عدوّين وحدود مغلقة.. أين المفر؟

بلدي نيوز – (عمر يوسف)
تتفاقم أزمة النازحين في ريفي إدلب وحماة ساعة بعد ساعة، وتتعمق الجراح في هذا الشأن الإنساني مع تصاعد الهجمة العسكرية الشرسة لنظام الأسد وقضمه الأراضي والبلدات واحدة تلو الأخرى، وسط ذهول شعبي من تراخي القوة العسكرية للمعارضة وفصيل "هيئة تحرير الشام" المسيطر على معظم إدلب وريفها.

وخلال قرابة أسبوعين نزح أكثر من 200 ألف مدني، وفق إحصائيات تقريبية وثقها مراسلو بلدي نيوز في المنطقة، في حين تشير الأنباء إلى أن الأرقام هي أكبر بكثير من ما يتم تداوله، وهي في تزايد مطرد مع تسارع العمليات العسكرية لقوات النظام وحلفائها وتقدمهم على الأرض، مما ينذر بكارثة إنسانية في الشمال السوري لا يمكن توقع نتائجها إذا بقيت الأحداث الميدانية مستمرة على هذه الوتيرة دون تغيير ميزان القوى العسكرية في جنوبي إدلب.

ووفقا للمعلومات المتوفرة؛ فإن أكثر من 80 بلدة وقرية نزح سكانها، معظمها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وسط ظروف إنسانية غاية في السوء، تاركين وراءهم منازلهم وأرزاقهم بحثا عن مكان آمن في الشمال السوري، حيث أشار العديد من النازحين لبلدي نيوز إلى أن رحلة نزوحهم كانت تستمر لأكثر من ثلاثة أيام؛ جراء فقدان الوقود وخطورة الطريق، إضافة إلى تعقب طيران النظام وروسيا لهم من الجو واستهداف تحركاتهم.

وفي ظل الشتاء وقسوته تعصف الرياح العاتية والأمطار الغزيرة بخيام أقيمت على عجل، ليأوي إليها النازحون بعد رحلة طويلة شاقة إلى ريف إدلب الشمالي، حيث يحاول الآباء والأمهات بذل أقصى جهودهم لتدفئة أطفالهم ووقايتهم، في الوقت الذي تعاني منه مخيمات الشمال السوري - بطبيعة الحال- من اكتظاظ سكاني وكثافة كبرى جراء موجات التهجير الأخيرة من حلب ودمشق وحمص، مما يعكس حجم الكارثة القادمة.

في إدلب وما حولها ضمن المناطق المحررة؛ يتجمع نحو 4 مليون نسمة، نسبة كبيرة منهم من مهجري حلب ودمشق وحمص، حيث عمد نظام الأسد -عن نية مبيتة ومخطط مسبق- إلى تجميعهم في بقعة جغرافية واحدة على مدى أكثر من عامين، خلال تراجع فصائل المعارضة عن مناطقها، حيث يرى نظام الأسد أن معظم من يسكن هذه البقعة هم من غير المرغوب بهم، وهي الفكرة التي تسوق لها روسيا عبر ماكينتها الإعلامية التي تتحدث عن سيطرة القاعدة "الإرهابية" على إدلب، وهو الأمر الذي يستوجب حله عسكرياً.

أما المدنيون وأرواحهم فهم آخر من يفكر به نظام الأسد وروسيا وإيران، بينما يراود هؤلاء الهاربين بأرواحهم سؤال واحد.. أين المفر؟.. خصوصا بعد احتلال نظام الأسد مدينة حلب والسيطرة على أجزاء من الريف الجنوبي، وإحكام "قسد" الانفصالية سيطرتها على أجزاء من الريف الشمالي للمدينة، إضافة إلى استحالة اللجوء إلى تركيا جراء إغلاق حدودها البرية أمامهم منذ أكثر من عامين.

الصحفي السوري المعارض "فراس ديبة"، يرى أن "نظام الأسد سوف يستمر بعملية التضييق على المناطق الخارجة عن سيطرته في الشمال السوري أكثر فأكثر، خصوصاً إذا كانت الخطة العسكرية تقضي بوصول قوات النظام والميليشيات الشيعية إلى بلدتي (كفريا والفوعة) المواليتين، مما يعني قضم مساحات واسعة من إدلب، وحصار كامل ريف حلب الجنوبي المحرر".
ويضيف "ديبة" في حديث لبلدي نيوز، أن "هذا السيناريو إن حصل سوف يدفع المدنيين نحو خيارين: إما الدخول إلى مناطق سيطرة النظام، أو الالتصاق بالشريط الحدودي السوري التركي، وتحول الملايين من الحياة شبه الطبيعية إلى حياة المخيمات التي تنعدم فيها شروط الحياة".

مقالات ذات صلة

"داخلية تصريف الأعمال" تفتتح باب الانتساب للشرطة والأمن

"السورية لحقوق الإنسان": النظام يعتقل الشبان على الحواجز لتجنيدهم بمعارك شمال ووسط سوريا

جيش النظام يبرر انسحابه بأنه "حفاظاً على أرواح المدنيين في مدينة حماة"

تطورات "ردع العدوان "في يومها السابع

وزير الخارجية الإيراني يستجدي تركيا للعودة لمسار أستانا

على بوابة حماة والختم النهائي لحلب.. أبرز تطورات الوضع شمال غرب سوريا

//