أمريكا والاعتراف الدبلوماسي بمناطق "قسد" شرق سوريا - It's Over 9000!

أمريكا والاعتراف الدبلوماسي بمناطق "قسد" شرق سوريا

بلدي نيوز – (كنان سلطان)
تردد مؤخرا، عبر تصريحات صحفية، على لسان مسؤولين أمريكان، بأن ثمة توجهاً أمريكياً يقضي باعتراف دبلوماسي للمناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية "قسد"، والتي لا يغيب عن الذهن أنها تدار فعليا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" عبر أذرعه المسلحة، والذي يشكل امتدادا لمنظومة "حزب العمال الكردستاني" (ب ك ك).

وزير الدفاع الأميركي (جيم ماتيس) صرح قبل أيام أن واشنطن سترسل "دبلوماسيين" إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية، للعمل إلى جانب الخبراء العسكريين.
هذا الأمر فسر على أنه خطوة إضافية ـ إلى جانب ما يقدم من دعم عسكري- باتجاه الاعتراف الدبلوماسي بهده المنطقة، والسلطات التي تديرها، وسبق أن قالت أمريكا إنها ستقوم بتدريب قوات سوريا الديمقراطية، للمحافظة على استقرار المناطق "المحررة".

وقال المتحدث الرسمي باسم تيار المستقبل الكردي (جيان عمر) في تصريح خاص لبلدي نيوز "السياسة الأمريكية في عهد إدارة الرئيس (ترامب)، والمهاجم لسياسات إدارة سلفه (أوباما)، محاولاً تغيير قرارات وسياسات تلك الإدارة، في ظلها لا يمكن التنبّؤ بشكل نهائي عن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الملف الكُردي السوري، سيما أنّ التواجد الأمريكي هنا أحد قرارات إدارة أوباما".
ويؤكد (عمر) في حديثه أنّ "أمريكا لن تتخلّى عن نفوذها في سوريا عموماً، والمناطق النفطية في الشمال السوري خصوصاً، ويمكن القول إنّ الوجود الأمريكي يستهدف نفوذاً استراتيجياً طويل الأمد، نظراً للأهمية "الجيوسياسية" في الضغط على دول الشرق الأوسط من هذا الموقع".
ووفقاً لـ (عمر) فإنّ "التحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، الذراع السوري للعمال الكُردستاني في سوريا، هو أقرب إلى تحالف تكتيكي قصير المدى، والذي من الممكن أن يتغير في مرحلة ما، إمّا جزئياً عبر فرض إشراك قوى كُردية سورية أخرى، وتبني شكل توافقي مع السوريين، أو كلياً عبر إزالة وجودهم، إن تطلبت المصلحة الأمريكية ذلك، في إطار صفقات بديلة مع تركيا، الحليف الاستراتيجي لأمريكا، والرافضة لنفوذ العمال الكُردستاني على حدودها الجنوبية".
من جانب آخر يرى (عمر) بأن ثمة عامل لا يجب إغفاله في هذا الصدد، وهو أن "مدى التقبل الشعبي الكُردي والسوري، لسلطة الاتحاد الديمقراطي في المناطق الكُردية السورية، بعيداً عن التوافقات الدولية، التي حتى لو حاولت فرضه، لن يساهم ذلك في استقرار سوريا، والمثال العراقي خير دليل على فشل هكذا سياسات تُفرض بالقوة على الشعوب".
ولا يرى المتحدث بأنّ الاتحاد الديمقراطي أو ذراعه المسلح "الوحدات الشعبية" قد حسما خيارهما في التحالف الدائم مع الولايات المتحدة، بما هو حامل لإيديولوجيا العمال الكُردستاني اليسارية الماركسية، التي تتعارض كلياً مع أمريكا، التي يُنظر إليها منذ تأسيس الحزب على أنّها دولة إمبريالية، يجب محاربة نفوذها في دول العالم الثالث.
ويشدد (عمر) على أهمية التريث في الحديث عن حسم الخيارات أو الخطط الاستراتيجية في سوريا، والمنطقة، ويتوجب الانتظار إلى حين تبيان الخارطة السياسية الدولية الجديدة، بعد ثبات شبه كلّي للخارطة العسكرية الميدانية على الأرض، بعد دحر تنظيم "الدولة".
من جهته؛ (حمد الطلاع) الناشط السياسي السوري، يرى بأنه على الرغم من كل الضجيج الإعلامي، الروسي الأمريكي، حول القضاء على الإرهاب في كل من سورية والعراق، وأن الظروف أصبحت مهيأة لإعادة إنتاج نظام الأسد في سورية، وترسيخ الحكم الذي صنعته أمريكا في العراق، إلا أن المشهد في البلدين لازال يلفه الغموض، خصوصا مع اندلاع الاحتجاجات في إيران، التي انعكست على الموقف الأمريكي في سورية.
ويشير (الطلاع) في حديثه لبلدي نيوز إلى أن "أمريكا عادت لتتمسك بقوات سورية الديمقراطية، بعدما كادت تتخلى عنها لصالح نظام الأسد، ويبدو لي أن التطورات في إيران كان لها دور في إعادة تمسك الأمريكان بنظرية (الفدرلة)، وجعل مناطق شرق الفرات، إقليماً ذا صبغة كردية، بقوة السلاح، ترقبا لما تؤول إليه الأحداث في إيران".
ويتساءل المتحدث إذا كان بإمكان أمريكا المضي قدماً في إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط، فيما لو أدت الاحتجاجات في إيران، إلى تخلخل البنية الجغرافية والديمغرافية فيها، وهل للتحالف الروسي الإيراني التركي المدعوم من الصين أن يستمر؟.
إذ يرى (الطلاع) أن هذا التحالف الذي أصبح يشكل عقبة أمام المشروع الأميركي، الرامي إلى إعادة تقسيم المنطقة، ويردف "يبدو لي أن أمريكا تريد إعطاء دفع معنوي من جديد للأكراد في المنطقة برمتها، وليس فقط في سورية، وأظن إذا فشلت الانتفاضة الإيرانية ستعود أمريكا إلى سيناريو التخلي عن (قسد)، لصالح المحور الإيراني من جديد".

مقالات ذات صلة

بعد تعزيزات النظام في السويداء.. أمريكا وأوربا تحذران من التصعيد العسكري

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب