دمشق 2017.. تهجير واقتتال داخلي و"اتفاق المدن الأربع" - It's Over 9000!

دمشق 2017.. تهجير واقتتال داخلي و"اتفاق المدن الأربع"

 بلدي نيوز – (طارق خوام، تحرير: كنان سطان)

مرت سنة ثقيلة على أهالي ريف دمشق، عصفت بأهلها أحداث جسام، وشهدت تحولات ميدانية وسياسة كبيرة، وكعادته راكم النظام من مجازره بحق المدنيين، وشهد هذا العام اتفاقيات أفضت إلى تهجير أهل الدار، حيث توزعوا في جهات البلاد، كما تعرضت مناطق عدة لقصف كيماوي من قبل النظام، ولعل أبرز أحداث هذه السنة هو "اتفاق المدن الأربع" الذي رعته قطر بين إيران وأحرار الشام.

شهدت بداية سنة 2017 اتفاقية لوقف إطلاق النار في "الغوطة الشرقية ووادي بردى"، ما لبث النظام أن أخل بالاتفاق وغدر بهذه الاتفاقية، لتبدأ حملة عسكرية على "وادي بردى"، حيث عانى "الوادي" حصارا خانقا، من قبل قوات النظام ومليشيا "حزب الله".

وفي "القلمون" شهدت بداية هذا العام سيطرة  لقوات "الشهيد أحمد العبدو" على أكثر من 18 نقطة، كانت خاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة"، في منطقة "القلمون الشرقي".

وشهد هذا العام بداية التهجير للأحياء الشرقية من دمشق، حيث نقل عشرات المقاتلين رفقة عائلاتهم إلى "إدلب" شمال البلاد، من مدينة "زاكية" بريف دمشق، وصعد حينها النظام من غاراته على حي "القابون" الدمشقي، خلف شهداء من المدنيين، في حين قصف مدينة "دوما"بالنابالم المحرم دوليا.

وتعرضت المناطق المحررة والتي شهدت حصارا من قبل النظام، لموجة من الغلاء وصعوبة في تدبر الأمورالمعيشية، وخاصة في "الغوطة الشرقية"، حيث ارتفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية والحطب.

وفي السياق؛ امتدت عمليات التهجير برعاية روسية، لتشمل منطقة "سرغايا"، وقضى حينها الاتفاق بخروج حوالي 350 شخصاً من المقاتلين والمدنيين، بأسلحتهم الفردية، بعد تسليم كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لقوات النظام، ونقلهم إلى الشمال السوري.

وشهدت الغوطة الشرقية والأحياء الشرقية، إطلاق معركة "ياعباد الله اثبتوا"، في الشهر الثالث من هذا العام، ومعركة "يا عباد الله اثبتوا" في "حي جوبر" انطلقت بمرحلتين، وحققت أهدافا كبيرة على المستوى العسكري، كما خففت الضغوطات بشكل كبير على أحياء دمشق الشرقية "برزة والقابون وتشرين"،كما أطلقت قوات الشهيد "أحمد العبدو" معركة جديدة ضد تنظيم "الدولة"، حملت اسم "قادمون يا قلمون"، في نفس المدة بهدف فك الحصار عن مناطق سيطرة الثوار في القلمون الشرقي.

وفي شهر "آذار"؛ شنت طائرات النظام الحربية، أكثر من 100 غارة جوية على دمشق وريفها، وأعلن الروس وقفا لإطلاق النار، يوم 6 آذارامتد حتى يوم 20 من الشهر ذاته، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وفي تطور لافت؛ وفي وقت حرج من عمر الثورة، فقد شهد الشهر الرابع من نسيان من هذا العام،عودة الاقتتال الداخلي بين "فيلق الرحمن وجيش الإسلام" في الغوطة الشرقية، الذي قابله الأهالي بمظاهرات منددة بهذا الاقتتال، تزامنت هذه التطورات مع تهجير أهالي (مضايا) واستمرار معارك أحياء دمشق الشرقية "برزة والقابون" كما شهدت هذه الفترة قصفا إسرائيليا لـ"مطار دمشق" استهدف مخزنا للأسلحة في المطار الدولي.

واستمر مسلسل التهجير الذي رعته "روسيا" وأطراف محلية، فقد خرجت 60 حافلة من مهجري "مضايا وبقين" نحو "إدلب"، على متنها 2400 من الثوار والمدنيين، وذلك ضمن اتفاق "المدن الأربع" المبرم بين غرفة عمليات "جيش الفتح" وميليشيات "إيران وحزب الله" اللبناني، مقابل أن يتم إخراج 4000 مقاتل وأهاليهم من بلدتي "كفريا والفوعة".

ودخلت مساعدات جزئية إلى"مخيم اليرموك"،كانت من ضمن بنود صفقة "المدن الأربع" في 23 نيسان، وهي مساعدات طبية وغذائية.

وفي شهر "أيار" من هذا العام، شهد استمرار الاقتتال بين فصائل المعارضة، في الغوطة الشرقية المحاصرة، وشهدت تلك الفترة تعليقا لعمل منظمة "أطباء بلا حدود" في الغوطة الشرقية جراء الاقتتال، وأصدرت منظمة "أطباء بلا حدود "، حينها بياناً أعلنت فيه تعليق كامل أعمالها، وإيقاف دعمها للنقاط الطبية على خلفية الاقتتال الحاصل بين فصائل الغوطة الشرقية.

ودخلت 58 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية، إلى "دوما"برعاية الأمم المتحدة، في الوقت الذي شهدت فيه خروج الدفعة الأولى من مهجري "برزة" الدمشقي، باتجاه "إدلب" بتاريخ 8أيار، ضمن صفقة تهجير جديدة برعاية روسيا، وقضت حينها بتهجير 8000 شخص من أهالي الحي.

ونصت الاتفاقية أيضا حينها على نقل المقاتلين في الدفعة الثانية صحبة أهالي حي برزة في 12 أيار، ووصلت الدفعة الأولى من أهالي "القابون" الدمشقي إلى "إدلب" في 14أيار، بمقتضى الاتفاق بين الثوار وقوات النظام بعد حملة النظام العسكرية على البلدة.

وأنهى النظام حملة التهجيربالدفعة الأخيرة من حي "برزة" الدمشقي، بتاريخ 29أيار، وكانت مع الدفعة الرابعة والأخيرة من دفعات التهجير القسري لأحياء دمشق الشرقية.

وفي شهر "حزيران"دخلت قافلة مساعدات إنسانية، إلى مدينة "حرستا" في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، مكونة من 40 سيارة شحن تحمل مساعدات غذائية متنوعة، لاتسمن ولا تغني من جوع.

وكثف النظام من هجماته على "جوبر"، في محاولة من  قواته، مدعومة بالميليشيات الأجنبية، التقدم في جبهة "عين ترما" بريف دمشق الشرقي و"حي جوبر" بدمشق، تمكن حينها الثوار من صده، إلا أن نظام "الأسد" رد بقصف بلدتي"عين ترما وجوبر" بالغازات السامة وغاز الكلور، حيث أصيب العشرات بحالات اختناق بذلك القصف على الغوطة الشرقية.

وفي الأثناء أصيب عدد من الثوار بحالات اختناق، جراء استهدافهم من قبل قوات النظام، بقنابل يدوية تحتوي على غازات سامة، بأطراف "حي جوبر" بمدينة دمشق.

وفي شهر "تموز" أعلنت وزارة الدفاع الروسية، التوصل لاتفاق على آلية "تفعيل" منطقة "خفض التصعيد" في الغوطة الشرقية، خلال لقاءات في القاهرة، تتضمن إدخال المساعدات الإنسانية للغوطة في أقرب وقت ونقل المصابين والجرحى عن طريق ممرات إنسانية.

وعلى الرغم  من اتفاقية خفض التصعيد التي رعتها روسيا، ارتكبت طائرات النظام مجزرة مروعة في "الغوطة" وذلك في 23 تموز، كما استشهد ثمانية مدنيين بينهم أطفال، وجرح نحو خمسون آخرون بقصف جوي روسي على مدينة "عربين" بريف دمشق الشرقي.

وفي شهر "آب" دخلت 48 شاحنة مساعدات غذائية وطبية إلى "دوما" بريف دمشق، مقدمة من الأمم المتحدة إلى أهالي "دوما".

وفي 19 من شهر "آب" يعود النظام ليخرق "اتفاق" الغوطة الذي نص على وقف إطلاق النار، حيث لم يمضِ سوى نصف ساعة على بدء سريانه، والموقع عليها من قبل فصيل "فيلق الرحمن" وروسيا في الغوطة الشرقية.

وشهد ذات الشهر،صفقة لتبادل الأسرى، بين "جيش الإسلام وحزب الله" في الغوطة، حيث أجرى فصيل "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية، عملية تبادل للأسرى بينه وبين مليشيا "حزب الله" اللبناني، وشملت العملية حينها الإفراج عن عدد من عناصر "مليشيا حزب الله" اللبناني، مقابل عدد من عناصر "جيش الإسلام"، الذين أسرتهم ميليشيا "حزب الله" من مناطق مختلفة من سوريا.

وشهد خريف هذا العام، مشاريع لتعزيز الحياة المدنية، وتفعيل دور المرأة، إذ أعلنت المجالس المحلية العاملة في الغوطة الشرقية، بالشراكة مع الحكومة السورية المؤقتة، وفصيل "فيلق الرحمن"، عن تشكيل "القيادة الثورية في دمشق وريفها"، لإدارة الأمور المدنية والخدمية في قسم من الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ومع استمرار الحصار المفروض من قبل قوات النظام،على الغوطة الشرقية، أسفر ذلك عن انقطاع الأدوية، وندرة في أنواع أخرى حيث أثر هذا النقص على علاج المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، خصوصا المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

مجددا تدخل مساعدات أممية "ضئيلة" إلى غوطة دمشق المحاصرة، ضمت 49 شاحنة، تحوي مواد غذائية وطبية إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ومع اقتراب العام من نهايته، أطلقت حركة "أحرار الشام" معركة "بأنهم ظلموا" للسيطرة على إدارة المركبات في مدينة "حرستا"، ووثقت غرفة عمليات معركة "بأنهم ظلموا" في الغوطة الشرقية، حصيلة خسائر قوات النظام منذ انطلاقة المعركة في الرابع عشر من تشرين الثاني، على جبهة إدارة المركبات العسكرية قرب مدينة "حرستا" بريف دمشق الشرقي، وأكدت أنه قُتل 300 عنصر لقوات النظام بينهم أربعة ضباط.

وعادت معركة إدارة المركبات إلى الواجهة مجددا، وسيطر الثوار على قسم كبير من الأبنية في حي "الأعجمي ومنطقة الفرن الآلي"، كما تمكنوا أيضا من قطع طريق الإمداد باتجاه "إدارة المركبات"، وسيطروا على "مشفى البشير وحي الحدائق".

وتعرضت بلدات ريف دمشق لقصف جوي مكثف من طائرات النظام، فقد استشهد ثمانية مدنيين منهم ستة أطفال وامرأة، إثر قصف مدفعي وجوي على مدينتي "دوما وحرستا" بريف دمشق الشرقي، وخلف القصف 45 شهيدا مدنيا، في غوطة دمشق، خلال أربعة أيام من 14 إلى 17 تشرين الثاني، وفي هذا الوقت أكد مجلس محافظة ريف دمشق، أن مكان استقبال وفد الأمم المتحدة في مدينة "دوما" تعرض لغارة من الطيران الحربي التابع لنظام الأسد بعد 48 ساعة من دخولهم للمنطقة.

وشهدت الأيام الأخيرة من هذا العام أيضا، استشهاد 48 مدنيا، في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى، قصفا وتجويعا، كما جددت "إسرائيل" قصفها لمواقع قوات النظام بالقرب من دمشق، فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية بثلاث غارات جوية مواقع عسكرية مختلفة تابعة لقوات النظام في محيط العاصمة دمشق، استهدفت فيه مطار (الشراع) على طريق بيروت ومبنى البحوث العلمية في بلدة (جمرايا).

مقالات ذات صلة

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

"التعاون الخليجي" يدعم وحدة واستقرار سوريا

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

فلسطينيو سوريا يدعون للكشف عن مصير معتقليهم وضرورة المحاسبة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

وفد من التحالف يناقش مطالب الكرد في القامشلي شرق سوريا

//