بلدي نيوز – (كنان سلطان)
يقول (برهان غليون) المفكر والمعارض السوري، إن آخر مآثر "سوتشي" الذي يريد (بوتين) أن يهديه لمن بقي من السوريين على قيد الحياة، أنه "يستخدم مسالة إجلاء الأطفال المصابين والمرضى من الغوطة الشرقية المحاصرة كوسيلة للمساومة، ويسعى لانتزاع مكاسب من المعارضة، لقاء إجلاء الأطفال المرضى والمصابين من الغوطة".
وشكلت المواقف من مؤتمر "سوتشي" حالة فرز عميق، لمواقف المعارضة من المؤتمر المزمع عقده في الفترة المقبلة، حيث تعمل روسيا على خلق المناخات المناسبة للخروج بكامل العلامة منه، وتحقيق مشروعها وفق المحددات التي ارتكزت عليها، منذ دخولها ساحة الحرب السورية.
مرة أخرى يكشف هذا المؤتمر انحياز كثير من الأشخاص لمشروع روسيا، بعد أن قدمت هيئات المعارضة رؤيتها مشفوعة برفض هذا المؤتمر، والحديث هنا عن أبرز شخصيات المعارضة التي تلاقت مصالحها مع المشروع الروسي.
)أحمد الجربا) رئيس تيار "الغد السوري" المعارض، يرى بأن حضور الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية مؤتمر "الحوار الوطني السوري في سوتشي" سيكون مفيدا وسيؤدي إلى إنجاح المؤتمر.
)الجربا) خلال لقاء لقناة RT الروسية يقول "هناك قرار بالذهاب إلى سوتشي وهناك شيء مشجع هو أن الأمم المتحدة ستكون موجودة والمبعوث الأممي (دي ميستورا) سيكون حاضرا وهناك تركيا وإيران ودول عربية فاعلة أيضا ستكون موجودة، وهذا يعطي الموضوع جدية أكبر، ووجود الأمم المتحدة شيء مفيد".
ويرى (الجربا) أن روسيا عامل رئيسي في الحرب والسلام وفي الاستقرار ويقول "نبحث مع الأصدقاء الروس سبل الحلول الناجعة في سوريا".
"سوتشي" الذي اختصره الروس بتعديلات دستورية، موقعة من رأس النظام، يرى (الجربا) أن "كتابة الدستور أمر مهم، وهي تبين أفق سوريا القادم وسوريا الجديدة ويجب أن يقوم بصياغته السوريون من داخل وخارج سوريا".
تقارب المصالح والرؤية وتقاطعهما بين روسيا و(الجربا)، دفعت بالأخير للتخلي عن تجريم هذا النظام، وأن يقول "الأسد مسؤول بنسبة كبيرة عما حصل في سوريا، وموضوع الأسد سيناقش، واليوم نحن السوريون لسنا أصحاب القرار، سواء النظام أو المعارضة. هناك أطراف أخرى وتدخلات والنفوذ الخارجي سواء الإقليمي أو الدولي كبير في سوريا فسنرى كيف ستسير الأمور".
أما "منصة موسكو" فيرى زعيمها (قدري جميل) أن "تصعيد الهجمات على مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي من شأنه دعم مسار جنيف من ناحية سياسية، يهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية"!.
ولا يقف رأي (جميل) عند هذا الحد، حيث يرفض وضع أي شروط مسبقة قبل بدء المؤتمر.
)أحمد طعمة) رئيس وفد المعارضة العسكري، يرى بأنه يجب الإبقاء على الباب مفتوحا، أمام قرار المشاركة من عدمها، وعبر عن ذلك في تصريحات صحفية بالقول "لا مشكلة من حيث المبدأ في حضور المؤتمر إن كان يحقق تطلعات الشعب السوري ويضمن عملية الانتقال السياسي في سوريا".
ويشير إلى أن "المعارضة لن تتخذ أي قرار حول سوتشي إلا بعد التشاور فيما بينها والاستجابة لتطلعات السوريين كافة".
بينما تعتبر السيدة رندا قسيس (رئيسة منصة أستانا السياسية وحركة المجتمع التعددي)، أن مؤتمر "سوتشي" من الممكن أن يرسخ العملية السياسية في سوريا، لأنه لديه شرعية تمثيلية، والأهمية الأولى هو الدستور ومن خلاله سيكون لدينا مفاتيح الحل والتسوية، بحسب "قسيس".
يعود "غليون" ويقول "آن للسوريين أن يستيقظوا ويهبوا، لإنقاذ حياتهم ويستعيدوا ملكيتهم على بلادهم، حتى لا يتحولوا إلى لاجئين في كل مكان، وفي سوريا بشكل خاص، وآن لسياسييهم أو من يتصدرون لقيادتهم، أن يخجلوا من أنفسهم، ويفكروا بالانتفاض على تقاعسهم وموت ضمائرهم".