هل تتقاعس الفصائل العسكرية عن صد النظام وميليشياته في إدلب؟ - It's Over 9000!

هل تتقاعس الفصائل العسكرية عن صد النظام وميليشياته في إدلب؟

بلدي نيوز - إدلب (أحمد رحال)
تواصل قوات النظام مدعومة بالميليشيات الأجنبية والمحلية، محاولات التوغل في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وسيطرت على عدد من القرى والنقاط الاستراتيجية، تزامناً مع اشتباكات عنيفة مع "هيئة تحرير الشام" وبعض فصائل الجيش السوري الحر.
وتتصدى فصائل المعارضة لتقدم قوات النظام بكافة الأسلحة المتوفرة والصواريخ المضادة للدروع، وعلى الرغم من إسقاطهم لطائرة حربية، وتدمير عدد من الدبابات والآليات العسكرية، وقتل وجرح العشرات لقوات النظام، إلّا أنّ الأخيرة تتمكن من بسط قوتها والتوغل بعد قصف جوي مكثّف وتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف، متبعة سياسة الأرض المحروقة، مع غياب باقي الفصائل العسكرية عن المعركة.
وتخفّي أسطورة القوة العسكرية لفصائل المعارضة في إدلب والتي لطالما شهدناها تفتك بعضها باقتتال ونزاع داخلي، إلّا أنّه ومع زيادة الخطر على إدلب وتقدّم قوات النظام، انتشر مؤخراً عبر وسائل الإعلام عن مساعي تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة لفصائل المعارضة في الشمال السوري المحرر، إضافة لجلسات صلح بين قادة الفصائل بعد اقتتال طويل في زمن الرخاء، وانشغال النظام بمعارك دير الزور وغيرها.
وفي هذا الصدد، عملت بلدي نيوز الاطلاع على مدى جاهزية الفصائل لصد تقدم النظام على ريف إدلب، ومنعه الوصول إلى المناطق المحررة شرق سكة حديد الحجاز، والتي أصبحت محل خلاف بين الأطراف الضامنة في "أستانا".
وقال المتحدث العسكري باسم حركة نور الدين الزنكي النقيب عبد السلام عبد الرزاق لبلدي نيوز، "نحن على تنسيق دائم مع أغلب الفصائل العسكرية للثورة السورية، ودائما نعمل ليكون التنسيق في أعلى مستوياته ليتم تركيز الجهود الرئيسية للقوى العسكرية للثورة على الاتجاهات والمحاور الهامة للجبهات مع النظام، وليتم توظيف كافة الإمكانيات في الأماكن المناسبة، ولا يتم هدر القوى العسكرية في أماكن ليست ذات أهمية.
وأضاف، "بالنسبة للاتفاق فسار بشكل بطيء، لكن بالاتجاه الصحيح، والآن في مرحلته النهائية وتطبيقه مهم جداً، وإعادة الثقة بين قوى الثورة العسكرية أمر مهم وهو ما حصل، لدحر قوات النظام المجرم وإعادة ملاحم البطولة والتضحية والتحرير للثورة السورية المسلحة.
وأشار إلى أنّ الاتفاق كان للتنسيق والتأكيد على تنفيذ الاتفاق الذي بموجبه تم إيقاف الاقتتال والمشكلة بين الهيئة والزنكي وسار الأمر بشكل جيد وبالاتجاه الصحيح.
وعن عدم مشاركتهم حتى الآن في معارك ريف إدلب الجنوبي، أوضح بأن مشاركتهم لا تتعلق بقرارات سياسية بعدم المشاركة، وإنما تتعلق بمسائل عسكرية تكتيكيّة وتنسيق عمليّاتي، وهذا القرار هو دائم، وقال "فكل جبهات المحرر هي جبهاتنا ونحن أرسلنا قوات استطلاع بمختلف أنواع السطع إلى الجبهات التي ننسق لنسيطر على نقاط دفاعية فيها، وهذا بداية عملنا العسكري في تلك الجبهات"، حسب قوله.
وأردف، "العمل العسكري يحتاج إلى وقت كونه ليس لدينا وجود في خط الدفاع لتلك الجبهات، فتقدير الموقف يبدأ بدراستنا للأرض والمحاور التي سوف نعمل بها".
وأضاف القيادي، أنّ حركة نور الدين الزنكي شبه مستنزفة بخطوط دفاعية طويلة، ونقاط دفاعية تتجاوز الـ 100 نقطة على خط دفاع بوابة حلب الغربية، بما يقارب طول 17 كم، وخط دفاع على جبهة عفرين بنفس الطول تقريباً، لذلك فإنّ معظم القوى البشريّة والعتاد للحركة ينشغل بنقاط في خطوط الدفاع تلك وهي مهمة للغاية.
من جانبه، قال المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام الإسلامية أبو عمر خطاب لبلدي نيوز، أنّ الحركة بدأت المشاركة مع فصائل الثورة في هذه المعركة والدفاع عن المناطق المحررة، ولها وجودها الآن في التصدّي لهذه الحملة الشرسة من عصابات الأسد وحلفاءهم.
وأكمل خطاب، بأنّ كتائبهم تمكنت من تدمير دبابة وعربة بي إم بي لقوات النظام منذ أيام، وأفاد بأنّ الحركة ستعزز قواتها وتزيدها في هذه المعركة، منوّهاً بأن الحركة لها عدد من الشهداء في هذه المعركة بينهم قائد عسكري.
وبرر تأخرهم السابق بالمشاركة بقوله: "وإن كنّا قد تأخرنا بعض الشيء فذلك يعود لإعادة ترتيب الصف بعد الأمور التي حدثت للحركة، وإن حركة أحرار الشام تكاد تكون من أكثر الفصائل التي دعت ولا زالت تدعو لتوحيد الجهود العسكرية في مواجهة النظام المجرم وحلفاءه".
وعن نظرتهم لحال إدلب قال: "بلا شك فإنها هجمة شرسة جداً، فالنظام يتّبع سياسة الأرض المحروقة، ويعمد أيضاً إلى بث الإشاعات لإرهاب وتخويف المدنيين، وعلى الرغم من ذلك فقد خسر الكثير من العدد والعتاد ولم يسيطر إلّا على بعض القرى، وإنّه مع توجّه جميع الفصائل للدفاع عن المحرر سيمنع قوات النظام وميليشياته الطائفية من تحقيق هدفهم".
واستطرد، "هناك الكثير من الأسباب التي تجعل من إدلب وريف حلب مناطق عصيّة على النظام المجرم، خصوصاً وأنّ إدلب وما يجاورها من مناطق محررة خزان الثورة البشري، ولا بديل عن المقاومة وحمل السلاح لسكان هذه المناطق المحررة، وأكّد بأنّ المصير في هذه المعركة واحد وهذا ما سيدفع الجميع للوقوف صفّاً واحداً، وهناك مساع لتشكيل غرفة عملية عسكرية مشتركة نعمل عليها مع باقي الفصائل العسكرية.
وكان صرّح مسؤول العلاقات الإعلامية في هيئة تحرير الشام لبلدي نيوز في وقت سابق، بأنّ هناك مساع حثيثة لتشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة لصد تقدم قوات النظام وتنظيم "الدولة" للمناطق المحررة، وأوضح حينها بأن هيئة تحرير الشام وبمساندة بعض فصائل الجيش السوري الحر تتصدى لتقدم قوات النظام إلى المناطق المحررة على امتداد خط جبهة طويل وواسع من ريف حماة وحتى ريف حلب الجنوبي مروراً بريف إدلب، إضافة لانفراد تحرير الشام بصد تقدم تنظيم "الدولة" للمناطق المحررة بريف حماة الشرقي.
وكانت نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف، يوم الأربعاء الماضي، قوله، أنّ المهمة الرئيسية في سوريا الآن هي "تدمير جبهة النصرة" في إشارة إلى "هيئة تحرير الشام".
كما وأعلن رئيس الأركان العامة الروسي فاليري غيراسيموف أن قوات بلاده قتلت ستين ألف عنصر من تنظيم "الدولة"، وأن هدف روسيا لعام 2018 هو القضاء على "هيئة تحرير الشام".

مقالات ذات صلة

"حكومة الإنقاذ" ترد على المزاعم الروسية بوجود استخبارات أوكرانية في إدلب

إدلب.. "الهيئة" تعلن القضاء على المتهمين باغتيال "القحطاني"

احتجاجات واسعة بسبب رفع مادة المازوت بريف حلب

إدلب.. عودة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط زعيم "الهيئة"

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الهيئة" تمنع إقامة فعالية ثورية في إدلب