الحصار الذي يفرضه تنظيم "الدولة" على دير الزور منذ مطلع العام لم يستثني جامعتها، إذ حرم التنظيم الطلاب المقيمين خارج المدنية من الدخول إليها، بقصد الدوام في كليات جامعة الفرات، بينما اعتقل النظام عدد من الطلاب، منذ بداية الثورة، ما ترك الجامعة خالية الآن ألا من عدد قليل من الطلبة.
أحمد، الطالب في كلية الطب البيطري، ترك الدراسة منذ عامين، تحدث لـ "شبكة بلدي": " تركت الجامعة قبل عامين من المفروض أن أكون الآن في السنة الرابعة، بعد اعتقال قوات النظام لي في بداية الثورة السورية لمدة شهر تقريبا، بينما يعتقل النظام أخي منذ ثلاثة أعوام.
قال الطالب: "استشهد ثلاثة من أصدقائي، بيمنا انقطع أكثر من 30% من طلاب دفعتي التسعين عن الدراسة، بسبب عدم القدرة على الدوام في الجامعة لأنهم شاركوا في مظاهرات أو أشهروا معارضتهم للنظام، ما أفقد جامعة الفرات عددا كبيرا من طلابها".
الحصار المفروض على مدينة دير الزور، من قبل تنظيم الدولة، منع الطلاب المقيمين خارج المدنية سواء في الريف أو بمحافظات أخرى، من الوصول إلى كلياتهم، إضافة لطلب التنظيم من أهالي الطلاب في ريف المدنية إخراج أولادهم من مناطق النظام، ما جعل الحصار ثلاي الأبعاد، فينعكس على الناس، اقتصاديا، وعلميا، وأمنيا.
ليلى، طالبة في قسم الأدب الانكليزي قالت لـ " شبكة بلدي": "دفعت 35 آلف ليرة سورية، وسافرت جوا من دير الزور إلى دمشق، حيث أقدم امتحاناتي هناك، إذ أن السفر برا كان شبة مستحيل بسبب منع التنظيم للسفر النساء بدون (محرم)".
وتضيف ليلى: إن "عددا كبيرا من الطلاب حرموا من إكمال تعليمهم بسبب عدم القدرة على السفر إلى المحافظات الأخرى، خاصة بالنسبة للطالبات لعدم توفر المال اللازم لسفرها، يبقي أن يوافق الأهل على سكنها في مدنية بعيدة كدمشق لفترة معينه وحدها، في ظل الأوضاع الأمنية السيئة، ما حرم نسبة كبيرة جدا من الطالبات من إكمال تعليمهن".
ومن جهته، الناشط معاوية الخضر قال في حديث لـ "بلدي": "لم يبقى في مدنية دير الزور ألا القليل من الطلاب، وذلك بسبب غلاء المعيشة والحصار، فلا أحد يستطيع منذ بداية العام الدخول أو الخروج إلى المدنية"، مشيراً إلى أن "النظام يحاول أن يغري الطلاب الجامعين بالمال، لدخول في صفوفه عن طريق فتح دورات عسكرية لهم في اللواء 137 غرب مدينة دير الزور، ثم يقوم بزجهم على الجبهات لقتال ضد تنظيم "الدولة"، الذي يحاصر ما تبقى من أحياء المدينة تحت سيطرة النظام".
وجامعة الفرات أحدث الجامعات السورية الحكومية، أسست في عام 2006، وتضم ثمان كليات في دير الزور حيث مركزها الأساسي، ولها فروع في كل من محافظتي الحسكة والرقة، ويبلغ عدد الطلاب المسجلين في الجامعة أكثر من 60ألف طالب، كما ويوجد في المحافظة أيضا جامعة خاصة هي جامعة الجزيرة الخاصة، لكنها انتقلت إلى دمشق، بعد بداية الحصار على مدنية دير الزور.