بلدي نيوز – إدلب (صالح العبدالله)
كان العام 2015 حافلاً بالانتصارات من شمال سوريا، وكانت محافظة إدلب مسرح الانتصارات للثوار بعد أن اختتمت العام 2014 بتحرير معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يعدان من أكبر معسكرات النظام في الشمال السوري في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر، لتتبعها انتصارات متتالية انتهت بتحرير المحافظة بشكل كامل، باستثناء قريتي كفرية والفوعة المواليتين وحولهما جدل كبير في العام 2015.
ففي السادس عشر من شباط فبراير من العام 2015، أسقط الثوار طائرة مروحية لقوات النظام بالمضادات الأرضية، أثناء محاولتها الهبوط في مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي لتقديم الدعم لعناصر المطار المحاصرين بالذخيرة والمؤونة، ما أدى لتحطمها ومقتل من فيها.
وفي الثاني والعشرين من آذار/مارس، أسقط الثوار مروحية أخرى بالطريقة ذاتها في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وأسر طاقمها.
نقطة تحوّل
في خطوة اعتبرت الأولى من نوعها اجتمعت فصائل عدة في غرفة عمليات مشتركة تطورت إلى تشكيل كيان موحد يضم فصائل عدة تحت مسمى جيش الفتح الذي استطاع وعلى مراحل تحرير أكثر من 99% من محافظة إدلب؛ ففي الثامن والعشرين من آذار/مارس، أعلن جيش الفتح تحرير مدينة إدلب بالكامل بعد معارك مع قوات النظام تكبدت فيه خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ناهيك عن الأسرى والغنائم من آليات ثقيلة وكميات كبيرة من الذخائر على اختلاف أنواعها.
لم يتوقف هدف الثوار عند تحرير مدينة إدلب فقط، إنما توجهوا إلى تحرير بقية مدن المحافظة، وذلك خلال المعارك التي خاضها جيش الفتح من معسكري المسطومة والقرميد شرقاً، وحتى مدينة جسر الشغور غرباً، حيث كانت قوات النظام تسيطر على كامل الطريق بين جسر الشغور ومدينة إدلب، فتم إعلان مدينة جسر الشغور في الخامس والعشرين من شهر نيسان/ابريل محررة باستثناء المشفى الوطني الذي حرره الثوار في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو.
أيام قليلة بين تحرير مدينة جسر الشغور، ومعمل القرميد، حيث أعلن عن تحريره في الثامن والعشرين من شهر أيار/مايو بعد معركة استمرت لأيام عدة، كان لها وقع كبير في الانتصارات التي تلت تحريره، إذ كان يشكل درعاً حصينا لمعسكر المسطومة ومدينة أريحا، ناهيك عن كميات الذخيرة المتنوعة التي أسهمت في ترجيح الكفة للثوار في معارك لاحقة.
وخاض جيش الفتح معركة شرسة حول معسكر المسطومة تمكن خلالها من تحرير المعسكر واغتنام ما فيه، وذلك في التاسع عشر من أيار/مايو لتصبح بعدها مدينة أريحا تحت مرمى نيران الثوار، وتكون نقطة ضعيفة بعد السيطرة على القرميد والمسطومة، ما سهل تحريرها في الثامن والعشرين من أيار/مايو بمعركة لم تستغرق سوى ثلاث ساعات، حيث فرت قوات النظام بما استطاعت أن تحمله على عجل إلى بلدة أورم الجوز بعد مقتل وأسر العشرات من عناصر قوات النظام والميليشيات التابعة لها.
لم ينتظر الثوار طويلاً حتى لاحقوا فلول قوات النظام في أورم الجوز وحواجز القياسات وبلدة بسنقول وحاجز المعصرة وصولاً إلى جنة القرى غرباً في السادس من شهر حزيران/يونيو.
وبعد وصول الثوار إلى جنة القرى وتلة الشيخ خطاب الاستراتيجية، توالت بعدها معارك الكر والفر مدة شهر تقريباً بين الثوار وقوات النظام إلى أن دحروا قوات النظام خارج ريف إدلب الغربي مع تحرير عدة قرى في سهل الغاب، وتكبيدها خسائر في العتاد والأرواح.
اختتم ثوار إدلب انتصاراتهم بالسيطرة على مطار أبو الظهور العسكري بريف إدلب الشرقي في التاسع من شهر أيلول/ ديسمبر بعد معركة دامت ليومين، قتل وأسر الثوار خلالها عشرات العناصر لتعلن بتحريره محافظة إدلب محررة بالكامل باستثناء قريتي كفريا والفوعة اللتين تعرضتا لحصار خانق، تبعها هدنة بين جيش الفتح وإيران لتخفيف الضغط عن مدينة الزبداني التي تحاصرها قوات النظام بشكل خانق بغية السيطرة عليها في الرابع والعشرين من أيلول/ديسمبر، وقضى الاتفاق حينها بإخراج الجرحى من الزبداني وكفريا والفوعة، ودخول المواد الغذائية إلى المناطق المحاصرة، وإيقاف إطلاق النار في المنطقتين على أن تطبق بنود الهدنة خلال ستة أشهر.