بعد 2500 عام.. اسطورة اسبرطة اليونانية تحيا من جديد في الزبداني السورية - It's Over 9000!

بعد 2500 عام.. اسطورة اسبرطة اليونانية تحيا من جديد في الزبداني السورية

بلدي نيوز – رواد الحلبي
المشهد الأول: ملحمة تناقلتها الأجيال منذ قرابة 2500 عام مضت، سطّرها 300 مقاتل بقيادة الملك "ليونيداس" اليوناني، جابهوا جحافل الفرس بقيادة الملك "خشایارشا" البالغ تعدادهم أكثر من مئة الف مقاتل بالقرب من بلدة يونانية تدعى "اسبرطة"، حيث تدور المعركة في ممر جبلي يدعى " الثرموبايلي".
المقاتلين الـ 300 وبسبب خيانة رجل من اليونانيين يدعى (افيالتس) قتلوا جميعاً، عدا رجل واحد عاد إلى البلدة اليونانية ليروي ملاحم البطولة التي سطرها الرجال الـ 300 مقابل مئة ألف، وينقل وصيتهم بكلمة واحدة "تذكرونا".
المشهد الثاني: أمس تتناقل شاشات التلفزة خروج 123 من مقاتلي الزبداني السورية، ليرووا ملاحم بطولة لبضع مئات من الرجال على بقعة جبلية لم تتعدى كيلو متر مربع، حيث  جابهوا جحافل الفرس أنفسهم الذين غزوا تلك البلدة اليونانية "اسبرطة" قبل 25 قرناً مضت.
والتساؤل هنا، ما أقرب خمسة قرون قبل الميلاد عن يومنا هذا؟ وما أبعد الأسطورة عن الحقيقة؟ بغض النظر عن تاريخ الأمم، فنحن لا نتحدث إلا بحدود المقارنة وبعيداً عن الغوص بحقيقة التاريخ من عدمه.
قد يعيد التاريخ نفسه ولكن ليس بالضرورة في نفس المكان، فالتاريخ ولأجل أن يكون تاريخاً، فهو يختار القادرين على صنعه، وما أشبه تلك الأسطورة اليونانية الضاربة في الخيال والتاريخ بحقيقة هذه البقعة الجبلية الصغيرة بريف دمشق؟
بالأمس القريب فقط تجلّت هذه الأسطورة بأبها صورها على أرض الواقع وأمام أعين الأمم جمعاء، بل بأيدي الأمم نفسها، والحقيقة نفسها أيضاً، نفس العدو الذي غزا بلاد اليونان قبل مئات السنين قبل الميلاد بجحافله وبربريته ومرتزقته، إلا أن الحقيقة والتاريخ لم يسعفا الغرب والغربيين لأن يكونوا رواده هذه المرة، فقد اختار الزبداني السورية، نعم الزبداني "الثرموبايلي" السورية.
ذاك المعبر "الثرموبايلي" الجبلي اليوناني، ربما لا نعلم كسوريين أين هو جغرافياً، ولكننا نعرف حقيقة أرضنا الجبلية بريف دمشق الغربي، حيث الزبداني بجبلها وسهلها، وربما لم نقرأ عن بسالة رجال الملك "ليونيداس" الاسبرطي، لكننا نعلم والعالم يعلم حقيقة مئات من الرجال الزبدانيين الذين جابهوا غزو "الخامنئيون" أحفاد "الخشاريشيون" الذين غزوا اليونان آنذاك.
الولي الفقيه "الخامنئي" الفارسي في يومنا هذا، وكما أسلافه، جمع حرسه الثوري وميليشياته ومرتزقته حول هذه المدينة الصغيرة، ممارسين البربرية والحيوانية بأبشع صورها على بقعة لم تتعد الكيلو متر المربع، ليبحث أخيراً عن حلول مع الاسبرطيين الجدد، تحفظ ماء وجههم، بعد أن عجزت بربريتهم.
(افيالتس الخائن) ربما حظي بشرف الخيانة قبل الميلاد بالمال والمضاجعة رغم قباحة وجهه، بحسب الاسطورة اليونانية، وربما حظيت الأم المتحدة والعرب بشرف خذلان وخيانة الزبدانيين اليوم، أيضاً رغم قبح وجههم وأفعالهم، بحسب الأسطورة الزبدانية، وفي حال أردنا المطابقة فعلياً واستثنيا الأمم المتحدة كونهم ليسوا ابناء جلدة، فالعرب يتغنون ببيت الشعر القائل: بلاد العُربِ أوطاني وكل العَربُ إخواني، إذا ينطبق عليهم تسمية (الافيالتسيين) نسبة لافيالتس اليوناني الخائن في الأسطورة اليونانية.
الزبدانيون خرجوا أمس منتصرين، ولم يموتوا أو يهزموا على يد الخامنئيين الفرس، والافيالتسيين الأمميين والعرب اكتفوا بشرف الخيانة والخذلان كالعادة، و"الثرموبايلي" السورية (الزبداني) لا زالت حاضرة لمن يريد أن يدون التاريخ والأساطير.
إذاً ما تحدث عنه اليونانيون لم تكن أسطورة ضاربة في الخيال والبطولة، بل الحقيقة بعينها، والزبدانيون أعادوا الكرّة اليوم، مع اختلاف بسيط بين الاسطورتين تجسد بالوصية، ففي حين قال الاسبرطيون "تذكرونا"، قال الزبدانيون "خذلتونا".

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد