هآرتس: باغتيال علوش ... تريد روسيا أن تملي من سيحكم سورية  - It's Over 9000!

هآرتس: باغتيال علوش ... تريد روسيا أن تملي من سيحكم سورية 

 صحيفة هآرتس – ترجمة بلدي نيوز
الغارة الجوية الدقيقة التي تمت في دمشق، يوم الجمعة، وأدت إلى مقتل رئيس واحدة من القوى الثورية المناهضة للأسد، قدمت دليلاً قوياً إضافياً أن روسيا تعتزم أن تكون صاحبة القرار الوحيد بمستقبل سورية السياسي.
زهرن علوش (44) عاماً، كان قائداً لجماعة جيش الإسلام، وقد لقي حتفه جنباً إلى جنب مع كبار القادة من جماعات المعارضة الإسلامية الأخرى عندما عقدوا اجتماعاً في مقر الجماعة في منطقة الغوطة الشرقية، شمال شرق دمشق، وقام جيش الإسلام بسرعة بتعيين عصام بويضاني، القائد الميداني المعروف باسم أبو همام خلفاً لزهران علوش.
علوش، الرجل المتعلم والمحسوب على السعودية، هو ابن رجل دين سلفي ذو نفوذ، ظهر من بين القوى الثورية لمهاراته العسكرية، وفي أقل من أربع سنوات بنى قوة عسكرية وإدارية وحدت أكثر من 50 جماعة ثورية تحت مظلة واحدة، وتحول جيش الإسلام إلى واحدة من الجماعات السياسية الأكثر تأثيراً في المعارضة السورية.
ويبلغ عدد جيش الإسلام 20.000 ألف جندي، وله 26 فرعاً في جميع أنحاء سورية، وفي عام 2014 اندمج مع الجبهة الإسلامية التي تمثل معظم الحركات الإسلامية التي تحارب لإزالة نظام الأسد واستبداله بنظام حكم إسلامي.
وعلى الرغم من أجندته الإسلامية، يعتبر جيش الإسلام من الجماعات الإسلامية المعتدلة، كما تصف الولايات المتحدة الجماعات التي من الممكن ان تتعاون معها بشأن مستقبل سورية.
وقد شارك جيش الإسلام هذا الشهر في مؤتمر لجماعات المعارضة السورية والفصائل الثورية  والتي تهدف إلى الاتفاق على الخطوط العريضة لإيجاد حل سياسي للأزمة، تمهيدا لإنشاء حكومة انتقالية مؤقتة في سوريا على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي.
ولكن الآن، وبعد مقتل علوش، هذه الجماعات الدينية قد تعيد النظر جيداً باستعدادها للموافقة على صفقة بناء على الاقتراح الروسي الذي كان أساساً لقرار الامم المتحدة، وقد تقرر عدم المشاركة في الحوار بين المعارضة والنظام السوري التي يتوقع أن تجري في كانون الثاني. 
وقال متحدث باسم الجماعة أن مقتل علوش هو هجوم مباشر على المعارضة كلها ويهدف إلى تقويض الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الرياض، وأنه يعبر عن النوايا الحقيقية لروسيا.
وقالت مصادر المعارضة أن هجوم يوم الجمعة لم يكن عشوائياً، بل كان ضربة مخططاً لها وبناء على معلومات استخباراتية عالية، وجاءت في الوقت الذي كان فيه علوش يخطط لمحادثات مصالحة مع اثنين من الحركات الإسلامية في المنطقة.
وفي أعقاب الهجوم، قررت الجماعات الثورية وقف انسحاب مقاتلي تنظيم "الدولة" و"جبهة النصرة" الـبالغ عددهم 4000 من جنوب دمشق.
وقد تم التوصل إلى الاتفاق بشأن الانسحاب في وقت سابق من الأسبوع الماضي بين الأمم المتحدة والحكومة السورية، وكان من المتوقع أن يؤدي الاتفاق  إلى رفع النظام لحصاره الذي فرضه لمدة عامين على الأحياء الجنوبية من دمشق، بالإضافة إلى انسحاب مقاتلي تنظيم "الدولة" من العاصمة.
وقد هاجمت روسيا الجماعات الثورية منذ بداية تدخلها العسكري في سورية في أيلول، وعلى الرغم من تقاريرها لأكثر من 1000 غارة على مواقع تنظيم "الدولة"، والاتفاقات التي توصلت إليها مع واشنطن، إلا أن موسكو تستخدم هذه الهجمات لتحديد المستقبل السياسي لسوريا.
روسيا، وعلى النقيض من موقف إدارة أوباما، لا تميز بين الجماعات المعارضة على كونها معتدلة أو متطرفة، بل تقسمها بين تلك التي على استعداد للتفاوض مع نظام الأسد والسماح للأسد بالمشاركة في الحكومة المؤقتة وتلك التي تعارض مشاركة الأسد وتنتقد التدخل العسكري الروسي.
إن روسيا جعلت من الواضح جداً أنها لا تنوي السماح لممثلي الجماعات الاسلامية بأن يكون لهم مواقع مركزية في الحكومة الانتقالية أو في الحكومة الدائمة التي من المفترض أن تنشأ بعد الانتخابات التي ستعقد بعد ستة أشهر، وفقا لقرار الأمم المتحدة.
بالنسبة إلى روسيا الجماعات الثورية الشرعية الوحيدة هي "الميليشيات الكردية" ومسلحين من الجيش الحر مرتبطين بها، والتي تساعدها من خلال توفير الأسلحة والاستخبارات.
ويبدو المقصود أيضاً من اغتيال علوش هو تحذير المملكة العربية السعودية وتركيا، وكلاهما داعم لجيش الإسلام، إن موسكو تنوي أن تملي من الذي سيشارك في المحادثات مع نظام الأسد ولن تسمح للمملكة العربية السعودية، وخصوصا تركيا، أن تؤثر على المفاوضات، كما إن واشنطن مقصودة بالرسالة أيضاً.

مقالات ذات صلة

رأس النظام يكشف عن فحوى اجتماعاته بالأمريكان

معلومات صادمة عن قصف السفارة الإيرانية بدمشق

النظام يستورد 2000 باص كهربائي لمواجهة أزمة النقل

خارجية النظام تعلق على الاستهداف الإسرائيلي جنوب سوريا

ميقاتي"أي حل في الشرق الأوسط سيمر عبر سوريا"

ماذا يحمل معه.. رئيس المخابرات الرومانية يزور بشار الأسد في دمشق