بين جشع التجار وارتفاع التكلفة.. محاصيل ريف حلب تكسد

بلدي نيوز – حلب (عبد القادر محمد)
يعتمد غالبية سكان الريفين الشمالي والشرقي لمدينة حلب على الزراعة كمصدر أساسي لكسب الرزق وتأمين مصاريف الحياة اليومية، حيث تمتد الأراضي الزراعية بشكل واسع هناك.
وتعرض الفلاحون خلال السنوات القليلة الفائتة إلى ضرر كبير أثر على الناتج الزراعي من خلال الغلاء الفاحش في أسعار المحروقات والأسمدة والأدوية الزراعية، وليس آخراً موضوع الألغام التي زرعها تنظيم "الدولة" في الأراضي الزراعية، الأمر الذي عطل العمل الزراعي.
أما الآن فهنالك معضلة جديدة تواجه الفلاحين وهي تسويق المحاصيل وصعوبة تصريفها والبيع بأسعار أقل من سعر التكلفة.

وعن هذا الموضوع، قال المزارع "أحمد جيجو" من الريف الشمالي لحلب "تكلفة كيلو الكمون والكزبرة والحبة السوداء ألف ليرة سورية، فيما لا أحد يشتري منا ولو بقيمة ليرة واحدة لانعدام التصريف من خلال تركيا بعد منع دخول الحبوب، أضف إلى ذلك ارتفاع أسعار الأدوية الزراعية بينها بثمن 9 آلاف ليرة سورية الذي لايكفي سوى 3 هكتارات" .
وأضاف "جيجو" في حديثه لبلدي نيوز "كيلو الحنطة والشعير يباع بقيمة 120 ليرة سورية بنسبة خسارة، في حين أن التكلفة على المزارع 175  ليرة سورية، أضف إلى ذلك شح الأمطار بشكل كبيرا جدا في هذا الموسم".
بدوره، قال "علي الشيخ" رئيس مجلس بلدة صوران وريفها إن "سبب رفض الحكومة التركية شراء المحاصيل فحش التجار واستغلال المزارعين البسطاء، عبر شراء معظم المحاصيل الزراعية وقيامهم برفع الأسعار، مما دفع الحكومة التركية إلى رفض استقبال تلك المحاصيل، كون أن أسعارها في تركيا أرخص من الداخل السوري".
وأضاف "الشيخ" لبلدي نيوز بالقول "هناك مناشدة موجهة للحكومة التركية من أجل إدخال المحاصيل الزراعية في العام القادم، في حين هناك مشاورات لإدخال محاصيل البطاطا السورية إلى تركيا، كون المحصول السوري يمتاز بجودته وسعره".

يذكر أن الريف الشمالي والشرقي يعتمد بنسبة 75 بالمئة في دخله على الزراعة، حيث إنها تعرضت لتراجع كبير في ظل احتلال تنظيم "الدولة" للمنطقة خلال الثلاث سنوات الماضية ناهيك عن قلة الأمطار وغلاء المواد الزراعية.