Mcclatchy – ترجمة بلدي نيوز
في عيد الميلاد هذا العام، علق مارك وديبرا تايس جورباً على شجرة الميلاد لابنهما اوستن، وأحضروا له الهدايا وتذكرة لرؤية الفيلم الجديد "حرب النجوم".
يصادف هذا العام عيد الميلاد الرابع منذ غياب أوستن تايس، وهو صحفي مستقل لصحيفة ماكلاتشي وواشنطن بوست، وقد اختفى في سوريا، في مدينة دمشق، ومع ذلك وبعد أكثر من 1226 يوماً، مازال والداه يستعدان لمجيئه من الباب الأمامي لمنزلهم في هيوستن.
تقول ديبرا تايس: "إن أتى ليلاً أو نهاراً، نحن مستعدون لذلك".
هذا العام، قامت عائلة تايس بتسجيل رسالة فيديو لجمهور واحد: وهو أوستن. سيتم ترجمته إلى اللغة العربية ويستهدف جميع وكالات الأنباء في العاصمة السورية، دمشق، وتقول والدته: "سنفعل ما بوسعنا لاسترجاع إبننا".
أوستن تايس (34 عاما) هو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية، وطالب حقوق في جامعة جورج تاون، كان من بين الصحفيين الأوائل الذين دخلوا إلى سورية لكتابة تقارير عن "الحرب الأهلية" في البلاد، كما كان جزءاً من فريق صحفيي "ماكلاتشي" والذي حصل على جائزة جورج بولك و جائزة ماكلاتشي للتقاريرعن الصراع في سوريا.
ولكن تايس لم يكن موجوداً لاستلام تلك الجوائز، فقد كتب آخر تعليق له على تويتر في 11تموز 2012 في عيد ميلاده، ومن ثم كان آخر بث للأقمار الصناعية من هاتفه بعد ذلك بيومين.
وبعد خمسة أسابيع على اختفائه، نُشر فيديو من 46 ثانية، يظهر تايس معصوب العينيين ويحيط به مجموعة من المسلحين المجهولين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختفائه، ولكن وفقاً لمسؤولون أميركيون يُعتقد أن تايس بحوزة الحكومة السورية.
يقول والده مارك: "نحن نعرف أنه في مكان حيث لا يريد تايس أن يكون".
وفي الوقت نفسه، يواصل مارك وديبرا تايس البحث كل يوم لتأمين عودته، تقول ديبرا: "نحن لسنا متعبين ولن نستسلم".
وقد تم سجن 155 صحفي في جميع أنحاء العالم في عام 2015، وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود، وهي منظمة غير حكومية عالمية، و قتل 65 آخرون فيما كانوا يقومون بعملهم.
ومنذ بداية الحرب الأهلية في سوريا منذ أربع سنوات، تم قتل 83 صحفي هناك، وفقاً للجنة حماية الصحفيين، ولكن فقط العراق تجاوزت هذا الرقم وكان أكثر فتكاً بالصحفيين بمقتل 166 منذ عام 2003.
ومنذ عام 2011، فر ملايين السوريين إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط وأوروبا، وملايين أكثر هجروا داخل بلدهم، تقول ديبرا أن تجربة عائلتها هي جزء من قصة أكبر لأسر قد فرقتها الحرب، وبالنسبة للأمريكيين كان الصراع السوري بعيد ومشاكله بعيدة وأسبابه مجردة، أما الآن فقد أصبح صراعاً عالمياً، وأضافت: "لم تبق المأساة هناك، إننا نعيشها هنا أيضاً، لقد تأثرت هذه العائلة من جراء هذا النزاع".
وبعد عدة أشهر فقط من الذكرى السنوية الثالثة لاختفاء أوستن تايس، حدثت الهجمات الإرهابية التي هزت باريس وبيروت وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا.
وقد ادعى تنظيم "الدولة" مسؤوليته عن تحطم طائرة الركاب الروسية في مصر، وأثارت هذه الهجمات، التي أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص، الخوف والقلق في جميع أنحاء العالم.
وعلى الرغم من الاضطرابات، تشجع عائلة تايس الجهود الدبلوماسية الأخيرة، عندما أعلنت الأمم المتحدة عن عقد محادثات السلام في جنيف الشهر المقبل، رغم أن الجولات السابقة من المحادثات في جنيف بين حكومة "الرئيس السوري" بشار الأسد والمعارضة السورية لم تحرز أي تقدم يذكر، ولكنهم مؤمنون أن الأمور ستكون مختلفة هذه المرة.
وتلقت العائلة الآلاف من الرسائل والبطاقات البريدية ورسائل البريد الإلكتروني من جميع أنحاء البلاد والعالم، ومن بلاد بعيدة مثل نيوزيلندا والنرويج والفلبين.
وقال الوالد: "إن هذه الرسائل ترفع المعنويات بشكل كبير"، وأضاف: "لقد رأينا نعماَ لا تصدق، العطف، الدعم؛ جميع الجوانب الإيجابية للإنسانية. إنه شيء جيد لأن الظلام يمكن أن يكون قاتلاً".
أوستن تايس قد مر على غيابه الآن أكثر من ثلاث سنوات عن العطل العائلية، ولكن والديه يصران على أنه مهما مضى من الوقت على غيابه فهم سينتظرونه وسيعملون على عودته.