بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
أبدت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، بعد مشاورة فرق الدفاع المدني العامل على امتداد سوريا الاعتذار عن المشاركة في مؤتمر الرياض٢ والبقاء إلى جانب عناصرها وأهلها في سوريا، بعد ان تلقت دعوة من وزارة خارجية المملكة العربية السعودية للمشاركة باجتماع موسع للمعارضة السورية في الرياض بتاريخ ۲۲ تشرين الثاني ۲۰۱۷.
وقالت المنظمة في بيان لها اليوم : "مع الأخذ بعين الاعتبار حساسية المرحلة التي تمر بها الأزمة السورية وأهمية هذا المؤتمر إن الدفاع المدني السوري ولد من رحم معاناة المدنيين السوريين والتزم الانتماء والتضحية لأجلهم بدون أي انحياز أو ارتباط سياسي، وهو لايرى نفسه تشكيلا معارضا بالتعريف السياسي بل منظمة مجتمع مدني مستقلة تعمل لخدمة جميع السوريين المحتاجين بدون أي أجندات أو طموحات سياسية".
ورأت أن قضيته قضية إنسانية وطنية وموقفه المعروف ضد الجرائم الإرهابية التي يرتكبها نظام الأسد والميليشيات الطائفية الحليفة له وكذلك جرائم تنظيم الدولة لايستند إلى موقف سياسي وإنما إلى موقف أخلاقي يحتم عليه وعلى كل شريف الوقوف مع الضحايا الأبرياء ضد كل من يمارس انتهاكا لحقوقهم بغض النظر عن خلفيته السياسية أو الطائفية أو العرقية.
وذكرت بأنها لايرى أن مايحدث في سوريا هو صراع بين موالاة ومعارضة ولا يرى أن بالإمكان حله بتقاسم السلطة بين هذه التشكيلات، ويرى الصراع الحقيقي هو حول حق الشعب السوري، كل الشعب السوري بالعيش بسلام وبكرامة على سوريا الحرة الموحدة.
وأكدت للدول الراعية لمؤتمرات السلام بأن الشعب السوري عموما لم يعد يرى جدوى لمبادرات وهيئات ومنصات وأجسام ومؤتمرات جديدة تدّعي تمثيله في ظل غياب أي التزام جدي بفرض تطبيق القرارات الدولية وفي ظل الانتهاكات المستمرة لهذه القرارات وخاصة من طرف نظام الأسد الذي يشعر بالحصانة من المحاسبة حتى أمام لجان التحقيق الدولية التي أثبتت تورطه باستخدام الأسلحة الكيماوية وجرائم التعذيب والحصار والتهجير.
وأوضحت أن هذه التشكيلات والمبادرات تحولت إلى دوامة عبثية لا تولد إلا مزيدا من المرارة والإحباط وتفقد عملية السلام مصداقيتها وتعطي غطاء لمزيد من المماطلة باحترام القرارات الدولية، وكل ذلك يساعد على تغذية التطرف وتزايد العنف في سوريا.
ونوهت إلى أن الشعب السوري لايحتاج مؤتمرا وجسما جديدا كل بضعة أشهر، فمطالبه ليست كثيرة ولا غامضة ولا معقدة، كل ما يرجوه هو العيش بسلام وكرامة على أرضه وذلك يتم أولا عبر تطبيق القرارات الدولية لاسيما بين جنيف 1 وقرارات مجلس الامن ۲۱۱۸ لعام ۲۰۱۳ و به ۲۲ لعالم ه۲۰۱ قبل هدر الوقت بتشکیل مرجعیات جدیدة والتفاوض حول شکلیات ثانویة لاتمثل أولوية للشعب السوري اليوم.
وأوضحت أنه ومع إيمانه بالحل السياسي وضرورة بذل كل الجهود الممكنة لدفع عملية السلام في سوريا، إلا أنه يطلب من الأشقاء العرب والأصدقاء حول العالم ألا يسمحوا لطفرة المؤتمرات والتجاذبات السياسية أن تنسيهم المعاناة اليومية التي يعيشها الشعب السوري، فالقصف لايزال مستمرا في الكثير من المناطق ولم تترجم اتفاقيات مناطق مايسمى خفض التصعيد إلا بشكل انتقائي وكما يبدو لأسباب تكتيكية بحتة تتعلق بأوليات سير المعارك وصفقات التهجير المحلية المذلة، كما أن الحصار لازال مستمرا في أكثر من منطقة وخاصة غوطة دمشق التي يواجه المدنيون فيها كارثة إنسانية حقيقة، وفوق كل ذلك لايزال عشرات ألاف المعتقلين والمخطوفين يعانون التغييب والتعذيب الممنهج دون أي تقدم ملموس في قضيتهم.
وأعرب الدفاع المدني السوري عن شكره للدعوة من حكومة المملكة، مثمناً الجهود التي تبذلها وجميع الأشقاء العرب وأصدقاء الشعب السوري للدفع بعملية السلام والوصول إلى حل عادل للقضية السورية، كما يؤمن الدفاع المدني بالدور الجوهري لمنظمات المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الضحايا وبحق هذه المنظمات في ممارسة الرقابة على الجهات السياسية وفي المشاركة في صياغة الرؤى الوطنية العامة.