فقراء إدلب يدفعون أرواحهم ثمناً للقمة العيش - It's Over 9000!

فقراء إدلب يدفعون أرواحهم ثمناً للقمة العيش

بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
شهد ريف إدلب في الفترة القليلة الماضية مقتل العديد من المدنيين، أثناء جمعهم لمخلفات الحرب من صواريخ وقنابل عنقودية، والعمل على تفكيكها وإخراج مادة الـ TNT لبيعها، بعد أن باتت مصدر رزق لعشرات من المدنيين، في ظل ظروف الحرب الصعبة التي مرت على الكثيرين من أبناء المناطق المحررة.
ومن بين من اتخذ هذه المهنة القاتلة من فقد بيته وسكن في خيمة، ومنهم من فقد معمله أو محله التجاري الذي كان يطعم أطفاله وأسرته مما يجنيه من أرباح يومية، وبعد هذه الظروف وعدم توفر فرص العمل اضطر البعض للعمل في جمع مخلفات الحرب، كالصواريخ والقذائف والقنابل العنقودية التي لم تنفجر، رغم خطورة التعامل معها.
"أبو محمود الحمصي" يروي لبلدي نيوز كيف تحول لهذه المهنة قائلاً "كان لدي بقالية صغيرة بريف إدلب الجنوبي أجمع منها قوت عائلتي اليومي والحال كانت مستورة، وبعد أن بدأ النظام بقصف مناطقنا في بداية الثورة بالأسلحة الثقيلة والمدافع والطيران تدمرت البقالية، ولم يبق في حياتي شيء لأطعم أولادي وعائلتي منه، ومع مرور الأيام وعدم تمكني من الحصول على فرصة للعمل قررت أن أجمع القنابل والصواريخ الغير منفجرة التي تقصفنا بها طائرات النظام".
وأضاف الحمصي "منذ ما يقارب العام ونصف، أعمل في هذا المجال واتنقل بين منطقة وأخرى كي ابحث في المناطق التي تعرضت للغارات بالقنابل العنقودية أو صواريخ وبراميل لم تنفجر، وأنا أدرك مدى خطورته، لكنني أجمع لقمة عيش بيتي من ورائها رغم أنني رأيت الكثير ممن أعرفهم منهم قد توفي ومنهم قد أصيب أثناء تفكيكه لهذه القنابل والصواريخ، لكن الحاجة وضيق الحال هو من يجبرني على الاستمرار بهذا العمل الخطر".
ويأمل أبو محمود أن يجمع مبلغاً من المال مما يجنيه من نقود من عمله الحالي ليعيد بناء محله التجاري الذي دمره الطيران، ليبتعد عن مخاطر هذا العمل الحالي ويعود من جديد إلى مهنته السابقة وهو غير خائف على حياته وحياة عائلته الذي من الممكن أن يموتوا جميعا في أي لحظة أثناء تفكيكه لهذه المخلفات الخطرة.
ليس أبو محمود الوحيد العامل في هذه المهنة، فهناك عشرات المدنيين يعملون بجمع مخلفات الحرب من قنابل عنقودية وصواريخ غير منفجرة، وبعضهم جعلها تجارة له فالكثير منهم في الآونة الأخيرة قد فارق الحياة ومنهم من قتل جميع افراد عائلته أثناء خطأ بسيط يجعل هذه القنابل تنفجر وتقتل وتدمر جميع ما حولها.
وكانت أصدر الدفاع المدني السوري تحذيرا نشر عبر موقع الدفاع على الفيس بوك وعلى مواقع التواصل الاجتماعي عن مخاطر مخلفات الحرب كالقنابل العنقودية والقذائف الصاروخية الغير منفجرة المنتشرة في الكثير من الأراضي الزراعية المحيطة بالمدن والبلدات، التي تعرضت من قبل لقصف من الطائرات الحربية وصواريخ ومدفعية النظام.

مقالات ذات صلة

حريق بسبب ماس كهربائي في مخيم بريف إدلب الشمالي

بالمسيرات.. قوات النظام تقصف ريف إدلب

إحصائية للدفاع المدني بعدد المدارس المستهدفة من قبل النظام خلال 2024

الدفاع التركية تؤكد انها ترد على استهداف نقاطها شمالي سوريا بحزم

حصيلة للدفاع المدني بعدد القتلى المدنيين بهجمات النظام وروسيا خلال 2024

تصعيد لقوات النظام في ريف حلب الغربي