بلدي نيوز - (أحمد عبد الحق)
شارك مئات الباحثين من شتى دول العالم بالعديد من الأبحاث ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي "اللاجئون السوريون بين الواقع والمأمول"، الذي أقيم في جامعة "أديامان" Adıyaman Üniversitesi نظمته "جمعية النهضة العلمية"، خلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول 2017، لمدة ثلاثة أيام، في جلسات عديدة ناقشت قضايا اللاجئين السوريين.
جاءت فكرة المؤتمر بنسخته الثانية للعمل على صياغة وبلورة رؤية مشتركة للباحثين والمختصين المشاركين، بعد نجاح محاولات العديد من الباحثين في النسخة السابقة لمؤتمر "اللاجئين السوريين بين الواقع والمأمول"، في طرح مشاريع من شأنها معالجة مشكلات اللاجئين السوريين في عدة محاور، حيث تم تنفيذ بعض تلك المشاريع على أرض الواقع، وعمل المؤتمر على رفع عدة مقترحات من الهيئات والمنظمات الدولية المشاركة خلاله إلى الجهات ذات الصلة على أمل وضع خطط واضحة لحل القضايا العالقة المرتبطة بواقع اللجوء السوري في دول الجوار بشكل خاص والعالم عامة.
وجاء في البيان الختامي للمشاركين في المؤتمر أن قضايا اللجوء والنزوح باتت من أهم القضايا التي تواجه العالم، وما سببته حركات اللجوء من تبعات اقتصادية وسياسية وقانونية وديمغرافية على كافة الصعد الدولية، حيث نجحت محاولات كثير من الباحثين في النسخة الأولى لمؤتمر اللاجئين السوريين بين الواقع والمأمول في معالجات علمية متميزة لكثير من مشكلات اللاجئين السوريين من عدة محاور، وبعضها قد رأت النور على أرض الواقع.
وتابع البيان: "من هنا انطلق المؤتمر بنسخته الثانية للعمل على صياغة وبلورة ورؤية علمية مشتركة للباحثين والمتخصصين المشاركين فيه من شتى أنحاء العالم، إذ تم مشاركة أكثر من 100 بحث علمي محكم باللغة العربية والإنكليزية والتركية، ونوقشت المداخلات في عدة جلسات علمية على يومين موزعة على محاور المؤتمر".
وخلص المؤتمر إلى إيمان المشاركين بقدسية الحياة الكريمة للأطفال السوريين اللاجئين في بلدان النزوح، وذلك من خلال تفعيل المواثيق والشرائع الدولية التي ننص على حماية الطفولة.
وأوصى المؤتمر وزارة العمل على التشدد ما أمكن مع المؤسسات الصناعية وأصحاب الحرف لمنع الأطفال دون سن السابعة عشر من العمل، وافتتاح برنامج استدراكي لتدريس الطلاب السوريين المنقطعين عن التسلسل التعليمي ضمن المدارس التركية العاملة والاستفادة من المدرسين السوريين المعنيين في هذه المدارس.
وأيضاَ العمل على زيادة المنح الجامعية لتشجيع طلاب المرحلة الثانوية على الالتزام بالمدارس، وزيادة عدد ساعات اللغة العربية للطلاب السوريين في المدارس التركية، وافتتاح موقع الكتروني رسمي تابع لوزارة التعليم التركية لنشر القرارات التي تصدر عن الوزارة باللغة العربية، وضرورة التدخل لحماية المرأة اللاجئة من الاستغلال بأشكاله المختلفة من خلال توفير الرعاية القانونية والاجتماعية والصحية، ووضع قيود ضابطة أمام تزويج القاصرات مع التأكيد على دور منظمات المجتمع المدني في حل الخلافات الأسرية.
كما أوصى المؤتمر بالعمل على إصدار تعليمات الأحوال المدنية، لتثبيت إجراءات الزواج والطلاق الشرعية غير القانونية وتسجيل المواليد الجدد قانونياً.
وأكد المشاركون في المؤتمر على ضرورة تبني الحكومات التي يتواجد فيها اللاجئون لبرامج تطبيقية في مجال التكيف الاجتماعي، فضلا عن دور منظمات المجتمع المدني السوري والمضيف لتحقيق التكيف الاجتماعي باعتباره ضرورة اجتماعية وحمايته للأمن الوطني الخاص بكل دولة، وضرورة توسيع برنامج المفوضية الأوربية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية "إيكو" لدعم اللاجئين السوريين خارج المخيمات بالتعاون مع الهلال الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ودعمه من قبل المجتمع الدولي لضمان استفادة اللاجئين السوريين للدعم المادي والإنساني.
كذلك دعا المشاركون في المؤتمر للعمل على استصدار قانون يوضح وضعية اللاجئين في البلدان المضيفة لهم لضمان حقوقهم وواجباتهم القانونية والاجتماعية والسياسية، والتواصل مع وزارة الداخلية كي تسمح لحاملي بطاقة الحماية المؤقتة بالعمل والعلاج في كافة الولايات التركية وليس في الولاية التي أصدرتها فقط.
وختم البيان بالدعوة لعقد مؤتمر دولي قانوني للبحث في أسباب غياب تطبيق قوانين اللجوء على اللاجئين السوريين، مؤكدين على أهمية منظمات المجتمع المدني في مساعدة اللاجئين السوريين مع دعوتها لمزيد من التنسيق فيما بينها للتخفيف من معاناة اللاجئين، والعمل على إعداد برامج إعلامية شاملة تهدف لإقامة علاقة سليمة بين المجتمع المضيف واللاجئين السوريين، فضلا عن بناء رأي عام داعم للقضية السورية.