The Independent – ترجمة بلدي نيوز
قد لا تكون مفاجأة بأن نعلم أن صحيفة مثل "الديلي الميل" البريطانية قد أصدرت مقالاً في 18/12/2015 مليء بالأخطاء عن الواقع ويؤجج الكراهية ضد الأجانب.
عنوان المقال المؤلف من صفحتين يقول: "لماذا يتم إرسال اللاجئين السوريين إلى جزيرة اسكتلندية ذات معدلات فقر وبطالة عالية – ثم يعطون دخلاً لا يحصل عليه بعض السكان المحليين؟ ولماذا تم نقل 15 عائلة سورية إلى منطقة (أبوت) والتي هي - مثل بقية البلاد – تواجه تخفيضات التقشف".
وناهيك عن حقيقة أن إعادة توطين اللاجئين يجري تنفيذها على أساس طوعي تماماً من قبل السلطات المحلية التي ترغب في المساعدة، أو أن كل التمويل لهذه الأسر يأتي من الحكومة المركزية وليس من جيب مجلس العموم البريطاني.
ولكن يبدو أن صحيفة الديلي ميل لم تستطع أن تتقبل فكرة أن هذه العائلات السورية اللاجئة سيُسمح لها بتجربة الحياة الطبيعية مرة أخرى بعد خمس سنوات من الحرب.
فتذكر الصحيفة مستنكرة ما يعتبر مبادرة لحسن الضيافة: "أعطيت العائلات سكن مجاني وبإمكانهم أن يصلوا خمس مرات في اليوم، ودخل لا يحصل عليه بعض السكان المحليين".
"وقد وعد سوبر ماركت محلي ببيع اللحم الحلال من الحيوانات المذبوحة وفقاً للقواعد المنصوص عليها في القرآن الكريم".
"كما تم جمع الأموال عن طريق أمسية موسيقية خيرية لشراء الهواتف النقالة الجديدة للمهاجرين ... وكان بعض السكان المحليين ساخطين وأشاروا أنهم يستخدمون موديلات هواتف قديمة".
ومعاذ الله أن يلعب الأطفال السوريون مع الألعاب! فتستغرب الصحيفة ذلك بقولها: "من الغريب أن قاعة كنيسة الروم الكاثوليك (سانت أندرو)، في وسط المدينة (روث سي)، يتم استخدامها كمركز للاجئين، ويضع الأطفال السوريين في حديقتها دراجاتهم البراقة، ويلعبون بالدمى المتبرع بها!".
كما أنها تستهجن أن أناساً كانوا يعيشون في خيام وأماكن إقامة مؤقتة بعد فرارهم من منازلهم بسبب الحرب، سيتم تقديم منازل جديدة لهم لإعادة بناء حياتهم فيها: "وقد أعطيت للسوريين منازل مستقلة مع مطابخ جديدة، وسجاد، وغسالات"، واستكثرت "الديلي ميل" على السوريين حقهم بممارسة ديانتهم بحرية: "لم يكن هناك الكثير من المتاعب بتخصيص إمام خصيصاً للاجئين ليتم نقله كل أسبوع إلى غلاسكو ليؤم صلاة الجمعة".
كما أشارت الصحيفة أيضاً إلى ان "التوتر يزداد" بين الوافدين الجدد والمقيمين منذ فترة طويلة في المنطقة، واستشهدت بما لا يعتبر حتى دليلاً _ بالقصة التالية: "كان ثلاثة صبية سوريين يركبون دراجاتهم الحمراء الجديدة، ومن ثم سلكوا الاتجاه الخاطئ باتجاه منطقة رطبة جداً من الجزر البريطانية، وهم بذلك لا يدركون أنهم يخالفون القانون لأنهم لا يستطيعون نطق كلمة انكليزية واحدة، وبالتأكيد هم لا يعرفون عن وجود نظام لمعلومات السير".
يبدو أن صحيفة الديلي ميل قد غضت الطرف أو تناست العقيدة المسيحية التي تدعو إلى "محبة جارك" فموقف اسكتلندا هو الأكثر صحة بهذا الشأن: "فهذا البلد هو موطن جديد لحوالي ثلث اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة حتى الآن، وعرض أربعون مجلساً من جميع أنحاء البلاد أن يستقبل القادمين الجدد".
وقد تم توطين نحو 1.000 لاجئ سوري في المملكة المتحدة في الأشهر القليلة الماضية، لقاء تعهد ديفيد كاميرون باستقبال ألف من المستضعفين في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط بحلول نهاية عام 2015، و20.000 خلال العام المقبل.