حاكم الرقة الجديد استناداً إلى تجربة كركوك - It's Over 9000!

حاكم الرقة الجديد استناداً إلى تجربة كركوك

بلدي نيوز - (خاص)
رفعت قوات "قسد" رايتها العسكرية إلى جانب صور زعيم حزب "العمال الكردستاني" التركي عبد الله أوجلان وسط "دوار النعيم" في مدينة الرقة، وهو ذات المكان المرعب الذي كان يتخذه تنظيم "الدولة" لتقطيع الرؤوس وتعليقها، لتكون عاصمة الرشيد قد انتقلت إلى حكم جديد خلال أربع سنوات.
فرحة أكراد سوريا بعد أربعة أشهر من المعارك المحتدمة للسيطرة على مدينة الرقة، تجلت بالرقص من قبل وحدات "حماية المرأة الكردية" على وقع الموسيقى العربية، لكن هذا الأمر قابله حزن شديد من أكراد العراق بعد فقدان كركوك وجميع المناطق المتنازع عليها لصالح حكومة بغداد التي تتحكم بها إيران بشكل أو بآخر، وسط صمت أمريكي فاجئ الجميع، فلم يمضِ على إطلاق ترامب استراتيجيته لصد طهران ولجمها سوى أيام معدودة.
عملية الاستلام والتسليم التي حدثت في العراق، طرحت العديد من الأسئلة حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية في الاستمرار بدعم حلفائها السوريين وعدم التخلي عنهم في المستقبل، وخاصة أن واشنطن لم تقبل بالاعتراف سياسياً حتى اللحظة بحزب الاتحاد الديمقراطي المؤسس لوحدات حماية الشعب الكردية.
في الاجتماعات المغلقة يقول المسؤولون الأمريكيون إن عودة السكان إلى المدينة قد تستغرق على أقل تقدير خمسة أشهر إلى حين نزع الألغام التي زرعها عناصر التنظيم المتشدد، مما يعني أن المالك الرسمي الجديد للرقة قد قرر تأجيل مسألة الحكم بسبب غياب استراتيجية حقيقية، وألقى بريت ماكغورك المبعوث الرئاسي الأمريكي ذلك على عاتق المجتمع الدولي، فقال إن "مشكلة إعادة إعمار الرقة هي مشكلة دولية"، بينما أكد أن بلاده وشركائها المحليين يعملون على "إرساء الأمن، وإعادة تقديم الخدمات الأساسية، وترميم الاقتصاد المحلي لتحقيق الاستقرار وإزالة الأنقاض والألغام وتوفير "الكهرباء الأساسية".
ذلك يتطابق أيضاً مع معظم التصريحات التي يطلقها ضباط قوات "قسد" التي تحدد إطار عملياتهم بمهمة طرد تنظيم "الدولة"، ومن ثم تسليم المدن والبلدات إلى مجالس مدنية تتولى شؤون إدارتها، ولكن مفهوم المجالس المحلية ومنذ نشأته في سوريا، لم يخرج عن إطار أداء دور البلديات السابق كالنظافة والمخابز وتنظيم الطرق، لكن الخدمات الأساسية للدولة كالقضاء وجهاز الشرطة والسجلات العقارية والتجارية والوثائق الرسمية، من سيعيدها؟!
لعل ذلك يفسره التسريبات التي قالت إن مدير مكتب الأمن القومي التابع لنظام الأسد "علي مملوك" التقى بقيادي كبير في الميليشيات الكردية يدعى "مراد قرلايان"، من أجل وضع صيغة تفاهم بين الطرفين، بحيث تُعاد فتح كافة مؤسسات النظام ورفع علم النظام عليها داخل مراكز المدن التي سيطرت عليها قوات "قسد" في الآونة الأخيرة، مقابل حصول الأكراد على حكم "شبه ذاتي" واستمرار النظام بدفع رواتب الموظفين.
إن التوجه الدولي كما هو معروف يعطي الحفاظ على مؤسسات الدولة الأولوية في كل شيء حتى على العملية السياسية، لملء الفراغ ومنع ظهور تنظيمات متطرفة وخلق موجات من المهجرين واللاجئين إلى دول الجوار والاتحاد الأوروبي، ورغم جميع المشاريع لبناء مؤسسات تحت إدارة المعارضة السورية أو أي طرف آخر، فلم ينجح بذلك سوى نظام الأسد الذي أرغم جميع أعدائه على القبول به بمرحلة انتقالية.
الأعلام الصفراء وصور "أوجلان" المرفوعة في ساحة "النعيم" والتي أخفت وراءها الكثير من الدماء والرعب والدمار، لن تدوم طويلاً لتحط محلها صور الأسد أو ربما صور "الخميني" أيضاً.

مقالات ذات صلة

حسين سلامي"لم يعد لإيران أي وجود عسكري حالياً في سوريا"

سيناتور أمريكي لفصائل المعارضة "فليكن الله معهم، ولسوريا الحرية"

"الدفاع التركية" تعلن تحييد عناصر من "العمال الكردستاني" شمالي سوريا

سياسي كردي يتهم "العمال الكردستاني" بمنع توحيد القوى الكردية

قائد "قسد": الهجمات التركية تجاوزت حدود الرد وأضرت بالاقتصاد المحلي

تركيا تطالب مجلس الامن بوضع "الكردستاني" وأذرعه في سوريا على لوائح الإرهاب

//