"أبو هادي".. الممرض والمنشد والثائر - It's Over 9000!

"أبو هادي".. الممرض والمنشد والثائر

بلدي نيوز - (حذيفة حلاوة) 
"أثرت في نفسي وبشكل كبير تلك الطفلة التي لم تتجاوز العشر سنوات عندما أوصلها طاقم الإسعاف إلى المستشفى الميداني في مدينة درعا، بعد تعرض منزلها لقصف جوي فارق بسببه جميع أفراد عائلتها الحياة على الفور، ثم ما لبثت أن لحقت بهم"، هكذا اختصر الممرض "يمان أبو نبوت" تجربته مع الطفلة "ليمار" التي استشهدت في المستشفى الميداني في الأحياء المحررة من مدينة درعا عقب سقوط براميل متفجرة ألقاه الطيران المروحي التابع لنظام الأسد على منزلهم، لترسم في نفسه أكثر صورة معبرة عن إجرام نظام الأسد.
الممرض والمنشد "أبو نبوت" أو أبو هادي كما يحلو لسكان المناطق المحررة من مدينة درعا أن ينادوه، هو ممرض كان يعمل في المستشفى الوطني في مدينة درعا قبل بداية الثورة عام 2011، والتي تحولت فيما بعد لمركز لقوات النظام حيث يسيطر عليها اليوم.
وهو اليوم أحد الممرضين المقيمين في المستشفى الميداني بحي طريق السد بمدينة درعا، مستشفى الدكتور الشهيد "عيسى عجاج"، حيث رفد الثورة بكل ما يملك من إمكاناته الطبية بخبرة تمتد لسنوات، وصوته الندي الذي يعانق آمال الثوار في درعا.
يقول أبو هادي في حديثه لبلدي نيوز: "وقفت منذ بداية الثورة السورية إلى جانب أبناء بلدي بما أملكه من إمكانات، حيث كنت أعمل على تقديم المساعدة الطبية وتضميد الجرحى المصابين من المتظاهرين أثناء عملي بالمشفى الوطني، إذ كنا ننتقل في تلك الأيام بين المنازل خفية لتقديم العلاج للمصابين، خوفا من الملاحقة الأمنية".
ويوضح أبو هادي: "تركز عملنا في البداية في بعض المساجد كمسجد الحي رشيد في درعا البلد، والجامع العمري الذي تعرض للاقتحام من قبل قوات الأمن التي يشرف عليها عاطف نجيب في ذلك الوقت، واستمر الوضع كذلك لسنوات قبل أن أجبر على الهروب للنجاة بنفسي من مناطق سيطرة النظام بعد الملاحقة الأمنية".
ومنذ بدأ عمله في المجال الطبي الثوري، لم يتغيب عن أي من معارك الثوار في مدينة درعا أو الاقتحامات التي كان يشنها النظام على مواقعه، إذ يذكر مشاركته ضمن الكوادر الطبية في معركة ذات السلاسل والرماح العوالي و"وا معتصماه" وعاصفة الجنوب والموت ولا المذلة والتي أسفرت في مجملها عن تحرير غالبية المناطق التي تسيطر عليها الفصائل في مدينة درعا اليوم.
إلى جانب عمله الإنساني كممرض، عمل أبو هادي كمنشد في المظاهرات والجلسات الثورية بما يملكه من صوت عذب، إذ يتشارك معه في هذه الصفة ابنه هادي الذي أصيب في قصف من قبل قوات النظام استهدف ريف درعا، والذي شفي منه فيما بعد.
وعن إصابة ابنه هادي، قال "كنت في ذلك الوقت منهمك بعملي في المستشفى الميداني في حي طريق السد بمدينة درعا التي كانت تتعرض لقصف مكثف من قبل قوات النظام، وكنا نستقبل أعداد كبيرة من الجرحى، وعندما وصلني خبر إصابة هادي لم أصدقه في البداية إلا بعد رؤية صورته على أحد تنسيقيات الثورة، وبسبب ضغط العمل، وقلة الكادر لم أتمكن من رؤية ابني المصاب إلا بعد ساعات".

وبالرغم من تعرضه لأزمة قلبية حادة نقل على أثرها لأحد المشافي أجرى على أثرها له عمل جراحي في أحد شرايين القلب، فإن أبو هادي مستمر في عمله كممرض في المستشفى الميداني في حي طريق السد، رغم طلب الأطباء له بعدم الإجهاد والراحة بسبب وضعه الصحي الغير مستقر.

"يمان أبو نبوت" من مواليد مدينة درعا 1980، حاصل على شهادة دبلوم من مدرسة التمريض، وهو أب لأربع أطفال، استشهد العديد من أقربائه خلال سنوات الثورة، وتعرض للاعتقال على يد قوات النظام قبل أن يخرج من السجن.

ويمثل أبو نبوت نموذجا لشخصيات سورية تحتضنها مدينة درعا كغيرها من سائر المدن السورية الثائرة، بينهم العديد من الخبرات العلمية التي قدمت مصالح أبناء البلد.

مقالات ذات صلة

انفجارات عنيفة في تدمر بريف حمص الشرقي

تعليق الدوام الرسمي في جامعات ومدارس إدلب بسبب القصف

روسيا والنظام يصعّدان من قصفهما على إدلب وحلب

فريق "منسقو استجابة سوريا" يطالب بوقف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين

إيران تجهز مقرات جديدة لميليشياتها في ديرالزور

النظام يستهدف "معرة عليا" في ريف إدلب بأكثر من 30 قذيفةصاروخية