شيوخ عشائر يرفضون الاحتفال فوق أشلاء الرقة

بلدي نيوز - (خاص)  
امتنع عدد من شيوخ العشائر عن حضور حفل إعلان "تحرير" مدينة الرقة، الذي أقامته ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية ظهر اليوم الجمعة، في المدينة.
وأفادت مصادر إعلامية محلية أن وفداً من شيوخ العشائر، امتنع عن حضور الحفل في الملعب البلدي، بعد مشاهدتهم لكم الدمار الهائل الذي أصاب المدينة بفعل المعارك والقصف خلال الأشهر الماضية من معركة الرقة، وذلك تعبيراً عن غضبهم ورفضهم لما آلت إليه أحوال مدينتهم.
وأكد الناشط الإعلامي "مهاب ناصر" لبلدي نيوز "أن بعض الشيوخ ومن بينهم وجهاء معروفين في المحافظة، مثل بشير الفيصل الهويدي، وحامد العبد الرحمن الفرج، امتنعوا عن حضور الحفل، بعد دخولهم المدينة ومشاهدتهم للدمار الواسع وآثار التعفيش الواضحة التي قامت بها ميليشيات قسد".
وأضاف "الناصر": "كررت ميليشيات قسد مراراً بأن ما تفعله هو بتأييد من وجهاء المحافظة، وردة الفعل الشجاعة التي حصلت اليوم، تدل أن الميليشيات كانت تستغل الشخصيات العشائرية لتنفيذ جرائمها".
بدوره، يقول الناشط "قاسم الهندي" من أبناء مدينة الرقة، لبلدي نيوز: "ردة الفعل من بعض شيوخ العشائر، ليست مفاجئة، فرحيل تنظيم داعش عن المدينة، وعدم وجود رؤية تشاركية واضحة لميليشيات قسد، في حكم المدينة خصوصاً بعد رفعهم رايات وصور تدل على التعصب القومي لهذه الميليشيات، أدى إلى تنصل بعض الوجوه العشائرية عن أفعال قسد قبل وبعد رحيل التنظيم من الرقة".
وأضاف "الهندي": "تسعى ميليشيات قسد اليوم إلى رمي المسؤولية كاملة على كاهل المجلس المدني التابع لها، وخصوصا وجهاء وشيوخ العشائر الأعضاء فيه، لتنسحب من المشهد وجعل الصدام الأول لأهالي المدينة مع وجهاء مدينتهم وليس معها".
ويرى "الهندي" أن "ميليشيات قسد تعرف تمام المعرفة أنها مرفوضة من قبل أهالي وسكان الرقة، وحتى الولايات المتحدة تدرك ذلك جيداً، ولذلك سيكون من الصعب على الميليشيات إيجاد موضع قدم لها في الرقة في المستقبل".
وسيطرت "قسد" التي تشكل الوحدات الكردية عامودها الفقري، على مدينة الرقة، الثلاثاء الماضي، بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك مع تنظيم "الدولة"، انتهت باتفاق على خروج التنظيم وتسليمه للأحياء التي كانت تحت سيطرته.
ومنذ إعلان السيطرة على الرقة، انتشرت مئات الصور لمقاتلين في "قسد" جميعهم من الأكراد يرفعون رايات النصر على تنظيم "الدولة"، ويتحدثون لوكالات الأنباء العالمية عن "الإنجاز" الذي انتهى بمقتل أكثر من 1800 مدني وتدمير المدينة بشكل شبه كامل.
كما احتفلت "قوات سوريا الديمقراطية" بالحدث برفع عشرات الصور لزعيم حزب العمال الكردستاني "ب ك ك" عبدالله أوجلان والذي طالما أنكرت علاقتها به، رغم التأكيدات التركية على العلاقة التي تربط "ب ك ك" وحزب "ب ي د" الذي يقود "سوريا الديمقراطية".