بلدي نيوز – إدلب (صالح أبو اسماعيل)
دقائق معدودة كانت كفيلة بأن تغير وجهة الزفاف من بيت العريس إلى المقبرة وتحول العرس إلى مأتم وخراب للديار وحزن على فراق الأحبة، في جريمة نكراء ارتكبتها روسيا بحق الآمنين العزل.
ليس مشهداً سينمائياً ولا من قصص الخيال، إنما في سورية، هنا في جسر الشغور حيث اجتمعت عائلة عبد العزيز هلال في بيته أثناء التحضير لعرس ابنته رولا، أول أمس الجمعة، فجاءهم الموت بغتة، إذ أغارت الطائرات الروسية على بيتهم مرتين، كانتا كفيلتين بأن تحولان حياة عبد العزيز إلى جحيم، حيث فقد 17 فرداً من عائلته، قضوا تحت ركام منزله.
محمد خضير إعلامي الدفاع المدني في جسر الشغور، قال لبلدي نيوز: "فقد عبد العزيز زوجته وبناته الخمسة، إضافة لأحد عشر طفلاً من أحفاده وزوجة أبنه دفعة واحدة، وهو في وضع مأساوي لا يحسد عليه، في تكرار لسيناريو تعمد قتل المدنيين في المدينة، إذ كل الضحايا من المدنيين في جميع الغارات التي استهدفت المدينة منذ بدء التدخل الروسي".
ولم تنتظر الطائرات الروسية أن يولد حفيد عبد العزيز، فاختصرت حياته من بطن أمه إلى القبر، حيث أصابت شظية غادرة من صواريخ الحقد بطن أمه فقتلتهما سوياً قبل أيام أو ربما ساعات من ولادته.
وقال "أبو أكرم" أحد اقارب "عبد العزيز" في حديث لبلدي نيوز: "كان المشهد قاسياً، عائلة كاملة في يوم ظنت أنه فرح كبير، تحول إلى أكثر الأيام حزناً في حياة العائلة، هل يصل الإجرام أن يقتل الجنين في بطن أمه؟ وأن يستخرج الأطفال أو أشلاءهم من تحت الركام أي إرهاب أشد من ذلك؟ بل أقول بأي ذنب قتلوا؟".
مشاهد الدمار عمت المكان ولم تزل الصدمة على وجوه أقاربهم بعد يومين من المجزرة، ونزوح جماعي من المدينة بعد الغارات المتتالية على المدينة والتركيز على مرافقها الحيوية ومساجدها، أربع مدارس دمرت بسبب القصف في الأيام السابقة وستة مساجد، ناهيك عن المباني الخدمية التي كان لها نصيب من القصف، الذي تدعي فيه روسيا قصفاً "للإرهابيين" على الرغم من عدم وجود أي مقر عسكري في المدينة.