توافق "أمريكي روسي" أداته النظام وقسد على إبادة وتهجير أهالي دير الزور - It's Over 9000!

توافق "أمريكي روسي" أداته النظام وقسد على إبادة وتهجير أهالي دير الزور

بلدي نيوز - (كنان سلطان) 
ثمة رغبة دولية في تغيير ملامح محافظات شرق سوريا، يعزز هذه الرغبة الجدية التي أظهرتها كل من (أمريكا وروسيا) اللتين تقودان العمليات العسكرية عبر وكلاء لهم، مشاريعهم وأجنداتهم التي تصب في ذات الاتجاه، من خلال سلسلة إجراءات ضمنها المجازر اليومية التي ترتكب بحق أبناء المنطقة.

وتشهد محافظة دير الزور البوابة الشرقية لسوريا والتي ترتبط بمدن وبلدات عراقية؛ تشترك معها بالانتماء وفق التقسيمات التي فرضتها المشاريع الطائفية، والرامية إلى وسم هذه التشكيلات المجتمعية والمنتمية دينيا إلى "السنة" بالإرهاب، وبأنها تشكل حاضنة مولدة للعنف والإرهاب العالمي، الذي باتت محاربته مشروع يجتمع عليه الجميع.

وتعرضت دير الزور لحملة إبادة جماعية واستئصال عبر ممارسة العنف المفرط، يتبعها سياسة تهجير قسري، حيث غادر المحافظة مئات الآلاف من أهلها، وبات الحديث عن بضعة آلاف ربما لا يتجاوز عددهم المئة ألف، مازالوا هناك بعد أن كان يعيش على أرضها قرابة مليون ونصف المليون نسمة قبل اندلاع الثورة.

عشرات آلاف الضحايا من المدنيين في سلسلة مجازر ارتكبتها طائرات التحالف وروسيا، على مدار السنتين الفائتتين، وقبلها ما تكفل به النظام من قتل جماعي، وعمليات التدمير الممنهج، تحقق في النهاية إعادة إنتاج تركيبة سكانية تتوافق مع الشكل الذي ترمي إلى إيجاده هذه الأطراف في النهاية.

"الحقيقة أن ما يجري للسكان في دير الزور؛ لا ينفصل عن ما يجري في باقي المحافظات السورية المستهدفة مرحليا ووجوديا، لكن يبدو أن هناك تركيزاً استثنائياً على دير الزور من قبل أصحاب المشاريع الدولية والإقليمية" هذا ما يراه الناشط السياسي (حمد شهاب الطلاع)، في حديثه لبلدي نيوز.
ويضيف: "فهي -ديرالزور- بالنسبة للمشروع الصفوي؛ تشكل عقدة الوصل الطائفي بين إيران والعلويين في سورية، والشيعة في لبنان، عبر العراق، وبقاء دير الزور على حالها المعروف سكانيا بأنه يشكل عقبة كبيرة مضافة إلى محافظة الأنبار العراقية، التي هي الأخرى تصارع الموت في وجه ما تقوم به الحكومة الطائفية في بغداد، أمام نجاح المشروع الصفوي إستراتيجيا".

من جهته الصحفي (مضر حماد الأسعد) يرى بأن ما يجري في محافظة ديرالزور: "هي حرب سياسية واقتصادية وقومية وعقائدية دينية، ولهذا اتبعت دول الاحتلال روسيا وإيران وبقايا النظام والميليشيات العراقية والإيرانية وحزب الله وميليشيات قسد، لأن روسيا ونظام الأسد يريدون إعادة السيطرة على ديرالزور، لتحقيق مكاسب سياسية لمفاوضات المراحل القادمة، وكذلك لإعادة الأمل لمؤيدي النظام السوري في الداخل والخارج بعد الخسائر الكبيرة التي تعرض لها؛ سياسياً وإعلاميا وأمنيا وعسكريا".

بدوره يشير (الطلاع) إلى أن تركيبة دير الزور المتعارف عليها "تشكل عقبة أمام المشروع الأميركي القاضي بتحقيق أرض شبه خالية من السكان العرب في هذه المنطقة، تستطيع من خلالها فرض فيدرالية بطابع كردي يمهد لفصلها مستقبلاً، وإضافة مناطق شرق الفرات لكردستان العراق، وإنجاز "دولة كردية" وهذا ما ينبئ به التدهور الدراماتيكي للعلاقات التركية الأميركية، حسب تعبيره.

ويذهب الطلاع بالقول إلى أن: "هذه المحافظة الغنية بالثروات والمتميزة بالعنصر البشري؛ والأكثر إصرارا على القتال، تشكل عقبة أمام المشروع الروسي الهادف إلى إعادة كامل سورية لسيطرة النظام الذي يعد عنصر هام للإستراتيجية الروسية في المنطقة"، ويضيف: "بالتالي عدم تدمير دير الزور وإفراغها من أهلها يشكل هاجسا مرعبا للروس والنظام في آن واحد، فيما لو تحررت هذه المحافظة من قيود تنظيم الدولة، ولذلك فإن كل القوى المتصارعة على هذه المحافظة تتقاطع مصالحها عند وجوب إفراغ هذه المحافظة من سكانها الأصليين".
أما الصحفي (الأسعد) يرى: "الانتقام من أهالي دير الزور يأتي من كونها من أوائل المحافظات التي خرجت عن سيطرة النظام، والتحقت في ركب الثورة، وهي أغنى المحافظات السورية في الغاز والنفط والمحاصيل الزراعية".
ويردف: "إيران وميليشياتها يعتبرون محافظة ديرالزور هي من ستحقق لهم مشروعهم العقائدي ونشر الفكر الصفوي، لأنه من أهداف تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية، وكذلك للوصول إلى حلب وحمص ومن ثم للبحر الأبيض المتوسط مع غرب العراق سيكتمل الهلال الشيعي نوعاً ما والانتقام من سكانها".

وعن شكل التغيير الذي سيصيب المناطق التي وصل إليها أبناء دير الزور في الداخل السوري والخارج؛ يقول (الطلاع) "من الواضح أن وحدات قسد المدعومة أميركيا تضيق الخناق عليهم في المناطق التي تنوي إقامة الفدرالية الكردية عليها، من خلال وضعهم في مخيمات أشبه ما تكون بمراكز اعتقال للأعمال الشاقة، كي تدفعهم لمواصلة النزوح إما إلى المناطق السورية التي أصبحت تحت السيطرة التركية، أو دفعهم للفرار خارج سورية، وإذا أصبحوا خارج سورية فإنهم عمليا لن يشكلوا عبئا على الدول المستضيفة في ظل وجود ملايين من السوريين أصبحوا لاجئين في الخارج".

مقالات ذات صلة

بعد تعزيزات النظام في السويداء.. أمريكا وأوربا تحذران من التصعيد العسكري

"أطباء بلا حدود" تطلق تخذيرا بعد ارتفاع الوفيات بمخيمات شمال شرق سوريا

خسائر لقسد بهجوم شرق دير الزور

ناشطون وأكادمين يعلنون الانضمام لوثيقة المناطق الثلاث

"أبناء الجزيرة والفرات" تشن هجوما على "قسد" في دير الزور

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب