من أجل أغنية مناهضة للأسد.. أحمد مسلماني ذهب مع الريح ولم يعد - It's Over 9000!

من أجل أغنية مناهضة للأسد.. أحمد مسلماني ذهب مع الريح ولم يعد

The Independent -  ترجمة بلدي نيوز
عندما تم انتزاع أحمد مسلماني من حافلة صغيرة بين لبنان وسوريا من قبل قوات النظام السوري، كان يبكي.
قال لهم :"أنا ابكي لأن أمي قد ماتت"، موضحاً لعناصر الجيش الذين أرادو معرفة لما كان هذا الصبي البالغ من العمر 14 عاماً والمسافر بين الحدود السورية اللبنانية يجهش بالبكاء، ولكن جوابه لم يمنعهم من البحث في ممتلكاته جنباً إلى جنب مع خمسة ركاب آخرين على متن الحافلة، وقام ضباط المخابرات الجوية بالبحث في المحافظ، الجيوب، والهواتف وكانت الأخيرة على الأرجح ما أدى إلى مقتل أحمد.
فوفقا لأحد الركاب الذين تعقبوا أسرة أحمد بعد اعتقاله على حاجز جسر "الكسوة"، وجد على هاتف الصبي اغنية مناهضة للأسد وهذا ما سبب اعتقال مسلماني.
وفيما كان أحمد يُجر من قبل جنود الأسد إلى المعتقل، كانت الشتائم تنهال عليه، ينعتونه "بالحيوان"، ولم تنتظر الحافلة عودة أحمد، فانطلقت تاركةً إياه مع مصيره المجهول مع الحراس عند نقطة التفتيش، بعد ذلك بعامين، تم العثور على جثة الطفل بأدلة تظهر ضربات شديدة على الرأس.
قضية مسلماني، هي واحدة من القضايا الواردة في تقرير "للهيومن رايتس ووتش" لما يسمى (صور قيصر) وهو منشق عن النظام السوري قام بتوثيق آلاف الانتهاكات للذين لقوا حتفهم في المعتقلات، واعترف بأنه قد صور شخصياً وأرشف آلاف الصور من القتلى، التي تم استخدامها كدليل على أن الأسد قد أمر بمقتل الآلاف، وليتم وضعها أمام القضاء حين يتم إعادة فتح القضايا.
وبفضل هذه الوثائق تم معرفة مصير وإثبات حقيقة ما حدث لأحمد مسلماني وكذلك أكدت مقتل أكثر من 7000 شخص في سورية.
وكان أحمد قد أُرسل للعيش في لبنان في عام 2011 من قبل عائلته، الذين قرروا ذلك بسبب الخوف من الحرب، واعتقادهم أنه من الأفضل وجود ابنهم في بلد مجاور حيث الأمان، بالإضافة إلى أن شقيقه شادي قد تعرض لإطلاق نار وقتل في عام 2011 خلال مظاهرة في درعا، وعندما توفيت والدة أحمد لأسباب طبيعية في عام 2012، سافر الشاب إلى سوريا لحضور جنازتها - رحلة كان من المقرر أن تكون الأخيرة له.
وقد حاولت أسرة أحمد تعقب ما حصل للصبي المعتقل، وقد عمل عمه  "ضاحي مسلماني" الذي كان قاضياً في سورية لمدة 20 عاماً على البحث المستمر عن ابن اخيه، وبعد خمسة شهور دون أي خبر عن أحمد، دفع العم مبلغاً مالياً لشخص ذو صلات قوية مع الحكومة.
ووفقاً لضاحي، قيل له ما يلي: "أحمد على قيد الحياة وهو محتجز في فرع المخبرات الجوية في الزبلطاني"، قلت له: "أريد  ان يطلق سراح أحمد"، فأجاب: "أردت أن تعرف مكان وجوده، والآن أنت تعرف، إذا كنت تريد أكثر من ذلك سيترتب عليك دفع اثنين مليون ليرة سورية".
أجبته: "لا أملك هذا المبلغ، يجب أن أكون لصاً أو غنياً جداً لأؤمن هكذا مبلغ"، وبعد جمع المال عن طريق بيع الأراضي، قيل له أن أبن أخيه سيتم الإفراج عنه خلال 10 أيام ولكنه لم يعد أبداً.
وأوضح ضاحي كيف كان يبحث عن أحمد خلال مدة ثلاثة اشهر  - 950 يوم بالمجمل ومع ذلك، بعد أن شعر بالتهديد، انتقل ضاحي إلى الأردن مع أبنائه، لكنه استمر في البحث عن إبن أخيه من هناك، ووضع طلبات في وسائل الإعلام في محاولة لتأمين عودته.
وقال ضاحي لهيومن رايتس ووتش أنه عندما نشرت صور "قيصر" وجد خمس صور لأحمد في مجلد بتاريخ تموز 2012 بعد شهر من اعتقاله، حيث أشار "أطباء من أجل حقوق الإنسان" إلى أن الصبي مازال في سنوات المراهقة وعليه آثار صدمات شديدة على الرأس.
وعبر العم عن صدمته لهيومن رايتس ووتش بقوله: "هناك وجدته (فيما انهار بينما كان يتحدث) كانت صدمة حياتي أن أراه هناك، 950 يوم من البحث عنه، وأم قد أوصتني قبل موتها به، ماهي الحماية التي أستطيع تقديمها لأحمد؟".

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا