بلدي نيوز - درعا (حسام محمد)
اغتال مجهولون قبل أيام أحد أبرز الشخصيات التي أجمع على حبها وتقديرها القاصي والداني في محافظة درعا جنوب سوريا، وبعد اغتياله ما زالت أفعاله وتضحياته تتصدر صفحات التواصل الاجتماعي تنديداً بالجريمة التي أودت بحياته وبحياة من معه من أخوة ومرافقين، لتطالب تلك الأصوات بفتح ملف تحقيق حقيقي حول استشهاد الشيخ "أسامة اليتيم" رئيس دار العدل في حوران لمعرفة الجناة ومعاقبتهم على ما اقترفت أيديهم.
الشيخ "أسامة اليتيم" ولد في مدينة جاسم عام 1975، ثم انتقل فيما بعد بحسب ما أكده المهندس سارية البيطار لـ"بلدي نيوز" إلى المملكة العربية السعودية، وارتاد الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لدراسة البكالوريوس الشرعي.
وأضاف البيطار "ومن ثم انتقل إلى مرحلة الماجستير الشرعي، ومع اندلاع شرارة الثورة السورية في درعا عام 2011، عاد إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ليشارك في الثورة السورية، ومكث في الأردن لأشهر قليلة، ومن ثم دخل سورية وقصد درعا، وعمل هناك بحسب "البيطار" في مجال الدعوة والإصلاح؛ فشاع بين الناس حسن سيرته وعمله المتواصل في الصلاح والتقوى".
وتابع "ومن ثم عمل الشيخ اليتيم على تأسيس دار العدل في حوران، فكانت من المؤسسات الثورية الناجحة، وكانت لها كلمتها في الثورة السورية بدرعا، إلا إن عمله وتفانيه لم يعجب النظام السوري وأزلامه، فكان للنظام ومن حذا حذوه مصلحة كبيرة في تغيب اليتيم عن الساحة الثورية، وتمم عملية اغتياله منذ عدة أيام".
وأشار البيطار إلى أن الشيخ اليتيم رفض عروضا لفرص عمل بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برواتب مغرية، وضحى لأن وطنه وأهل وطنه بحاجه إليه كما كان يقول. وقال "البيطار" إن "الشيخ أسامة مثال للشيخ الذي لم يحرم الوطن من علمه ومن حكمته، فكان مثالاً جديداً رائعاً للهجرة العكسية التي انتهت بالشهادة على أيدي مجهولين".
وقال البيطار، إن آخر مقولة للشيخ بعد سؤالنا له عن مستقبل الدولة السورية، قال "بالنسبة لي فسقفي دولة لا تقمع الحريات، ولا تقوم على الفساد والظلم والقمع، إذا حصلت عليها وسمح لي بعدها بالكلام والدعوة والإصلاح فهذا هو غاية الثورة في نظري".
وكانت أعلنت دار العدل في حوران عن تعيين رئيس جديد لدار العدل لإدارة المحكمة في المرحلة المقبلة، وذلك بعد اغتيال رئيسها السابق أسامة اليتيم، حيث سيتولى الشيخ "عصمت العبسي" رئاسة محكمة دار العدل في حوران.
وجاء في بيان التعيين "بقلوبٍ صابرةٍ حزينةٍ محتسبةٍ وتسليمٍ تامٍّ لقضاء الله وقدره تلقينا بالأمس نبأ استشهاد رئيس محكمة دار العدل الشيخ أبي عمر، أسامة عايد اليتيم ورفاقه الذي طالته يد الغدر والغلو والخيانة أثناء توجهه إلى بلدته جاسم مع اثنين من إخوته وأربعة من مرافقيه بعد مغادرتهم المحكمة، وأثناء سيرهم على الطريق الحربي بالقرب من كتيبة الهجانة على مشارف درعا فوجئ المغدورون بفتح النار عليهم بشكل مباشر من قبل مجهولين، فحصل اشتباك بين الطرفين أدى إلى مقتل خمسة من الإخوة ونجاة اثنين بفضل الله، واستطاع الإخوة جرح اثنين من الغادرين، وتبين أن الهجوم الغادر كان بــ "الروسية والبي كي سي".