بلدي نيوز – (تركي مصطفى)
استطاع تنظيم "الدولة" السيطرة على قرى "الشولة، وكباجب، وهريبجة", كما أحكم سيطرته على الطريق بين دير الزور وتدمر, ووسّع نطاق عملياته العسكرية على محور حميمة-المحطة الثالثة t3 في البادية السورية, وتمكن من حصار مدينة السخنة بعد هجوم منظم من عدة محاور مكنه من الاستيلاء على جبل طنطور وتلال الهيل، بالتزامن مع وصول تعزيزات مكنته من قطع الطريق بين دير الزور وتدمر, وقتل خلال هذا الهجوم المعاكس المئات من قوات النظام والميليشيات الطائفية بينهم عشرة من ميليشيا حزب الله اللبناني.
واللافت في الأمر، الانهيار السريع لقوات النظام والميليشيات الطائفية في ديرالزور وريفها الجنوبي بعد تصاعد العمليات العسكرية المنسقة لتنظيم "الدولة" التي شنها على كافة محاور القتال، مما يشير إلى مقدرة التنظيم على المبادرة في الهجوم في المعركة التي أطلق عليها (غزوة أبو محمد العدناني) وزاد من زخمها وفاعليتها كلمة زعيمه أبو بكر البغدادي, لتشمل خطوط المجابهة منطقة واسعة تمتد من بادية حميمة على الحدود العراقية شرقا, وصولا إلى السخنة وجبالها غربا, وامتدادها على كامل الطريق الواصل بين السخنة ودير الزور، مما عجل في فكفكة صفوف الميليشيات بعد غياب وقتي للطيران الحربي الروسي, حيث تعتمد تلك الميليشيات استراتيجية الأرض المحروقة في العمليات العسكرية.
واستخدم التنظيم العديد من المفخخات التي انفجرت في وقت واحد في المريعية وحويجة صكر والمحطة الثالثة وعلى البوابة الشرقية لمدينة السخنة, مما زاد في إرباك تجمعات الميليشيات الطائفية وانسحابها العشوائي باتجاهات مختلفة جعلتها فريسة سهلة لكمائن التنظيم الذي أوقع المئات قتلى وجرحى وأسرى, وأوقف الشاحنات والحافلات المتوجهة من وإلى دير الزور- تدمر, وأعدم بعض المدنيين من بينهم عضو مجلس الشعب السابق جهاد الشخير, ويؤكد متابعون من أهالي دير الزور أن تقدم التنظيم جاء نتيجة إعادة ترميم هيكله العسكري, وغياب الطيران الحربي الروسي المنشغل بقصف المناطق المحررة في الشمال السوري, وانشغال الميليشيات الطائفية بتقاسم منهوبات أملاك المواطنين الخاصة من الأغنام والأبقار وأثاث البيوت.
وبالتوازي مع العمليات العسكرية للتنظيم, تشهد منطقة الجزيرة شرقي الفرات توقف تقدم قوات قسد عند بلدة الصور على الطريق العام الواصل إلى الحسكة, والاكتفاء بالاستيلاء على منابع النفط وكان آخرها حقل كونيكو للغاز.
الأمر الذي يشي بخلافات بين واشنطن وموسكو على تقاسم الحصص في وادي الفرات, حيث ظهر ذلك عبر تصريحاتهم التي تحمل اتهامات متبادلة في التقاعس لمحاربة "الارهاب".