"النمس" يحولنا إلى كومبارس في مسرحية يكتبها "الأسد" - It's Over 9000!

"النمس" يحولنا إلى كومبارس في مسرحية يكتبها "الأسد"

بلدي نيوز-(خاص)
جميع الدلائل تشير إلى أن النظام تحول لواحدة من أكبر وأقوى ماكينات الدعاية في العالم، فهو يمارس حرباً نفسية-اعلامية وحرباً "سلوكية" غير معقولة ضد السوريين، تستهدف جميع المواضع التي يمكن أن يستغلها كي يهاجمهم، وهو يشن حربه هذه التي تستهدف تحويل الحرب في سوريا إلى مجرد أحد أجزاء مسلسل "باب الحارة"، الذي يسيطر النظام على جميع الخطوات فيه، ويحدد الأدوار للجميع سواء بإرادتهم أو قهرا.
قبل حوالي السبعة أعوام رفع النظام شخصية مغمورة تدعى "النمس" (استمراراً في خلق النظام لشخصيات تعرف بألقابها وليس بأسمائها مثل غوار وغيره)، والتي استطاعت الوصول للشهرة فجأة، ليتحول هذا "النمس" لاحقاً خلال الحرب في سوريا من التمثيل أمام الكاميرات إلى التمثيل "المسرحي" المباشر أمام عشرات الملايين من المشاهدين، حيث استطاع النظام استخدامه أفضل استخدام، لتشكيل واحدة من أكبر "فقاعات" الحرب السورية الإعلامية.
فقاعة استطاع عبرها النظام التغطية على الكثير من الأمور، والتي ليس أقلها التسريبات التي تعلقت برأس النظام بشار الأسد و"عشيقته"، وحالياً يستخدمها لإظهار أن الوضع في مناطقه مستقر، والأمور كلها تحل بأسلوب "قانوني" وأن الحرب انتهت، وعلى السوريين متابعة أخبار المشاهير وأخر صيحات الموضة.
عملياً، ليس من المقبول ضمن بنية النظام وتركيبته الطائفية-النفعية أن تصبح " شهرزاد الجعفري" عشيقة بشار الأسد السابقة "زوجة" لشخص مخالف طائفياً، وهو من مدينة تعتبر معادية تاريخياً لنظام الأسد "حماة"، ما يؤكد أن كل ما حصل بينهما لحد اللحظة ليس سوى مسرحية في الهواء الطلق، خصوصاً الفصل الأخير منها، حيث يدرك "النمس" أنه ليس له حول ولا قوة أمام "الجعفري" المرتبط بإيران مباشرة، الذي يمكن القول أنه أقوى بحكم انتمائه الطائفي من وزير عدل النظام وحتى وزير الخارجية، ويستطيع سحقه تماما بدون أن رادع، وخاصة أنه تدخل في أمور "محظورة"!.
ما يلغي أي فكرة منطقية للمنشورات التي أودت به إلى السجن حسب التسريبات، وأسلوب التعامل "الحضاري" معه، والذي استدعي فيه بشكل رسمي إلى إحدى المراكز الامنية (التابعة للداخلية)، وكان محاميه "ينصحه" بالتأخر!.
في حين يستطيع الجعفري الذي يعتبر من أعمدة النظام الحالية، و"لسانه" الإعلامي الأول، والمدافع عنه في المحافل الدولية، سحق النمس وإخفائه بكل بساطة، وتوكيل الأمر لأصغر دورية أمن والبقية يعرفها عشرات وربما مئات الألوف من السوريين الذين أخفاهم النظام في معتقلاته وذر رماد جثثهم التي احرقتها محارق صيدنايا وغيرها.

إذا، "النمس" مثله مثل (منتخب القائد) ليس سوى وسيلة إلهاء فعالة وليس سوى شخصية ثانوية استخدمها النظام للإلهاء المنظم وتوجيه الرأي العام، وإلهاء السوريين عن قضايا أكثر أهمية، فأخبار النمس (وقبلها أخبار فريق الأسد) تغطي على أخبار أستانا واجتماعات الرياض وجنيف، وتشكيل الجيش الوطني وجميع الأمور المرتبطة بالسياسة، لتتحول أخباره إلى الخبر الأول في الكثير من المواقع الاخبارية السورية، وجاذبة أكثر من كل تلك "الأمور المألوفة".
فجميع أخباره وحركاته وسكناته، مع عشيقة الأسد السابقة كانت تصبح أخباراً تنتشر كالنار في الهشيم، وأسرع حتى من انتشار أخبار عائلة الأسد، ما يؤكد أن النظام هو من يعمل على نشرها مستخدما طبيعة الشخصية التي صنعها، و"الاغواء" الي تمثله شهرزاد الجعفري، عشيقة الأسد، والتي لم يذكر اسمها في الكثير من الأخبار الحالية التي نشرت للنمس وكأنها ليس لها علاقة به، والتي تؤكد أن المطلوب هو التركيز على "عريس الغفلة"، والذي لا يعرف إن كان يدرك "دوره" وأنه ما يزال "يمثل" (لا يوجد أي دليل أنه معتقل، أو موقوف أو أنه في السجن سوى ما يسرب من أخبار من مصادر موالية)، أم أن الفصل الأخير من فصول "النمس" (الذي لم يكن يعرف أنه يمثل) سوف يكون تراجيدياً ومأساويا، وقد يختفي "النمس" تماماً بنفس السرعة الصاروخية التي أصبح فيها نجماً.
على كل حال، سواء كان يمثل أو يستخدم في مسرحية لا يدرك كنهها، فالنمس وغيره من الكومبارس، ليس لهم مكان إلا لوقت محدود، حتى تنتهي المسرحية، والتي على الرغم أن النظام يرسمها بجهد كبير، لكنه نسي أنه دفع الجمهور إلى دور البطولة، والذي سيقلب الطاولة، بمجرد أن يستوعب قوته الحقيقية، وأنه البطل الحقيقي للمسرحية وليس "المخرج".

مقالات ذات صلة

"المجلة" تنشر وثيقة أوربية لدعم التعافي المبكر في سوريا

صحيفة أمريكية توثق آلية تهريب نظام الأسد للممنوعات إلى الأردن

تقارير تكشف اعتقال نظام الأسد لـ9 من اللاجئين السوريين العائدين من لبنان

مجلس الأمن.. دعوة قطرية لدعم ملف المفقودين في سوريا

الولايات المتحدة ترفض إفلات نظام الأسد من المحاسبة على استخدام الأسلحة الكيماوية

"الشبكة السورية" تطالب بمحاسبة الأسد في الذكرى الـ11 لهجوم الغوطة الكيميائي