بلدي نيوز - (متابعات)
قال الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية تسفي بارئيل في مقاله بصحيفة "هآرتس" إن القصف الأخير الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي على مصنع للأسلحة في سوريا، يعني أن إسرائيل تحولت فعليا من وضعية المراقِبة لما يحصل في جارتها الشمالية إلى الشريكة الفعلية في أحداثها على الأرض.
وأضاف أن هذا الهجوم الجوي ليس الأول المنسوب لإسرائيل في سوريا، لكن توقيته جاء بعد تهديد روسيا بفرض حق النقض (فيتو) على كل مشروع قرار بمجلس الأمن يصف حزب الله "بالإرهاب"، وبعد لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، دون حصوله على تعهد روسي بسحب قوات إيران من سوريا.
وأوضح بارئيل أن مهاجمة مصنع السلاح الأخير في سوريا قد لا يتبعه رد روسي شديد، مما يمنح إسرائيل فرصة مهاجمة أهداف أخرى كقواعد سلاح الجو أو القوات البرية السورية لأنها تشكل تهديدا، وكل ذلك يعني أن الهجوم أعطى إسرائيل تدخلا عميقا داخل الساحة السورية، وأصبح وجودها العسكري هناك عنصرا من عناصر القوات التي تشارك بها روسيا وإيران وتركيا وسوريا.
وختم قائلا إن الهجوم على سوريا جعل من إسرائيل شريكة في إنشاء النظام السوري الجديد، وبحث دور إيران وحزب الله في سوريا، وكلما زاد تدخل إسرائيل العسكري فيها ستتعزز مكانتها عند التوقيع على الاتفاق السياسي.
أما الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال يعقوب عميدرور؛ فقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مصنع الأسلحة السورية يعني توسيعا للسياسة الإسرائيلية، بعدما اقتصر سابقا على منع إرسال قوافل السلاح الإيرانية والسورية إلى حزب الله.
وأضاف عميدرور أن هذا الهجوم الإسرائيلي يرسل رسالة إلى اللاعبين الأساسيين الثلاثة في سوريا وهم روسيا وإيران وحزب الله، مفادها أنه لا يوجد مكان حصين في سوريا، وإذا تبين لإسرائيل أن حفظ مصالحها يتطلب منها ضرب أي هدف هناك، فإن احتمال القيام بتحقيق ذلك عال جدا.
وختم بالقول "رغم أنه ليس لحزب الله مصلحة في الرد على إسرائيل، وإيران ستكون حذرة، فإننا يجب أن نكون مستعدين لكل سيناريو".
بدوره، نقل مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" إيتي بلومنتال عن الجنرال هرتسي هاليفي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، تعقيبه على الهجوم على مصنع الأسلحة السورية، بأن إسرائيل تسعى للتعامل مع التهديدات البعيدة والقريبة بحذر شديد.
وأضاف أن إيران تسعى لترسيخ تواجدها على حدود إسرائيل في سوريا ولبنان وغزة، وأن إسرائيل تعمل على دمج معلوماتها الاستخبارية الدقيقة لتوظيف قدراتها العملياتية الميدانية، موضحا أن الجيش الإسرائيلي يسعى لإبعاد فرضية الحرب، لكنه يستعد لها.