بلدي نيوز-(عمر حاج حسين)
نقل صحفي أمريكي صورةً لأربعة عناصر من قوات الأسد، أحدهم يرفع علمه وهم يلبسون الزي العسكري الروسي الصيفي، والذي يتميز بلونه الأخضر الفاتح مع تغطية وجوههم وعدم إبرازها.
حيث ينتمي هؤلاء العناصر إلى الميليشيا العسكرية حديثة الانشاء التي تسمى "صائدو الدواعش"، والتي تعرض الكثير من صورها خلال الفترة الماضية، لكي يقال عنهم أنهم عناصر روس، يقاتلون ضد التنظيم في الصحراء السورية، وهم على الخطوط الأولى للمعركة.
من جانبه، قال المحرر العسكري لبدلي نيوز أن المميز في هذه الميليشيا بشكل عام ارتداء عناصرها للتمويه الروسي الأساسي، المخصص أساساً للمناطق العشبية والغابات، والذي يتميز بلونه الأخضر الفاتح، والذي يلبسه الروس في مناطق أوروبا خلال الصيف وفي المناطق التي تحتوي غابات والكثير من العشب، لكن الملاحظ بالنسبة للباس الذي يرتديه العناصر الروس في قاعدة حميميم، أنه اللباس الصحراوي (رملي)، والذي يرتديه الجنود الروس في المناطق الصحراوية، كما فعلوا أثناء غزوهم "أفغانستان"، أو خلال تواجدهم الحالي في "طاجيكستان"، أو غيرها من جمهوريات أواسط أسيا التي تتمتع ببيئة سهوب أو بيئة صحراوية.
ويتابع المحرر العسكري لبلدي نيوز، بالقول: "نوع اللباس يؤكد أن العناصر الذين يظهرون في معظم الصور ليسوا من الروس (في حال تغطية وجوههم)، بل هم من العناصر التابعين للنظام (الذي لا يبدل عادة بدلات جنوده وتبقى نفسها في جميع البيئات)، حيث يعمل النظام على اختيار عناصر من الذين يشبهون الروس، وجعلهم يعملون في الوحدات التي تعمل بشكل وثيق مع الروس، وبخاصة في الصحراء السورية، للتمويه على حجمهم الحقيقي، ومنع تمييزهم من قبل القناصين بشكل سهل".
وأضاف "الروس وجيش النظام، يستخدمون واحدة من أكثر الخدع قدماً في أساليب الحرب النفسية العسكرية، وهي موضوع البدلات العسكرية، حيث يسعى النظام والروس للقول أنه يوجد انتشار عسكري روسي بري كبير في الخطوط الأولى في سوريا، وأن الروس منخرطون بقوة في العمليات العسكرية البرية في الصحراء السورية، بهدف القول أن الروس هم رأس الحربة في الصراع الدائر في الصحراء، للتمويه على الدور الإيراني الكبير، وللقول أن المعركة محسومة بسبب العدد الكبير من العناصر الروس، والدعم الروسي الكبير الذي يتلقاه النظام".
ويبرر المحرر العسكري هذا التصرف بقوله: "إذاً يعمل الروس بالتعاون مع النظام على تضخيم وجودهم في سوريا، والقول أن أعداد قواتهم النظامية كبيرة جدا، وهم يكتسحون الأرض، ويتقدمون بقوة، في حين أن الأعداد الحقيقية للقوات الروسية في الأراضي السورية ما تزال ضئيلة، والاعتماد البري الأساسي على القوات الإيرانية، فنظام الأسد يستخدم هذا الأسلوب منذ عام ونصف تقريبا، مع توزيع الروس للألبسة العسكرية على عناصره في مناطق الساحل السوري، بهدف منع قناصي الثوار من تمييزهم خلال وجودهم إلى جانب النظام، وبخاصة أنهم بالمجمل مع الضباط والقياديين، ما يعني مشكلة في حال تعرضهم للقنص، قبل انتشار العناصر الروس بشكل أكبر لاحقا".
وأردف بالقول "بعيداً عن أهداف الكرملين المعلنة لتبرير التدخل العسكري الروسي في سوريا تتضح، يوماً بعد آخر، الأسباب الحقيقية للتدخل وآفاقه، وتأثيراته على مستقبل سوريا وروسيا على حد سواء، فقد ساقت روسيا جملة من الأسباب والدوافع لتدخلها في سوريا، ومع مرور الزمن بدأت تصريحات المسؤولين الروس تكشف جوانب أخرى مهمة تتعلق في موسكو.
وتابع المحرر العسكري شرحه للوضع بقوله: "روسيا تخوض تجربة عسكرية في سوريا، سبقتها إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، وهي توجيه ضربات جوية وصاروخية، والاعتماد على قوى برية قليلة جدا، لكن مأزق موسكو يكمن في أنها تعتمد على جيش النظام وحزب الله، والحرس الثوري، الإيراني ومليشيات شيعية عراقية وأفغانية، بدون قدرة حقيقية على الاعتماد على عناصر روس في المعارك بشكل كامل".
وأشار إلى أن موضوع ارتداء البدلات العسكرية للقوى العظمى وحمل راياتها، لم يقف عند النظام والروس، بل تعداه للميليشيات الكردية شمالي سوريا، التي نفذت عملية مشابهة، ولكن هذه المرة لم تكن باللباس فقط، بل كانت باللباس والمدرعات والأعلام الأمريكية، حيث حدث ما يشبه العرض في عدة مناطق في الشمال المحتل من قبل الميليشيات الكردية، والتي سيرت "بعد تهديدات تركية" مجموعة من الآليات العسكرية الأمريكية، ورفعت عليها الأعلام الأمريكية، وبنفس الوقت العناصر كانوا يرتدون ويحملون التجهيزات الامريكية، في إشارة إلى الوجود الأمريكي الداعم للميليشيات الكردية، لكن حقيقية هذا الرتل كانت أنه عبارة عن عناصر من الميليشيات الكردية، يرتدون أغطية للوجه، ويحملون الاعلام الامريكية، بهدف إعطاء رسالة أن أمريكا تحمي الميليشيات الكردية.
ونوه أنه "يمكن الاستنتاج من هذا التصرف، وهو ارتداء بدلات وشارات القوى العظمى المتدخلة في الصراع السوري، هو أن هذا النظام وغيره من المعتمدين على الدعم الخارجي، يدركون أن وضعهم العسكري محكوم بوجود هذا الدعم الخارجي، ما يجبرهم على تقديم الولاء بكافة إشكاله، حتى لو تطلب شطب شخصيتهم، ووضع أعلام وشارات لا تمت لهم بصلة، فقط من أجل الحفاظ على هذا الدعم، ما يؤكد أنهم ليسوا سوريين، ولم يكونوا يوماً سوريين.