بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
كثر في الأسابيع الأخيرة طرح العديد من المبادرات في الشمال المحرر، والتي تهدف لإيجاد مؤسسة مدنية جامعة لإدارة المنطقة، بالتزامن مع الحديث المتواصل من قبل الدول الغربية عن نيتها شن عملية عسكرية ضد "هيئة تحرير الشام" في إدلب.
وتسعى هذه المبادرات بالمجمل في جميع طروحاتها ومصادرها، لتشكيل حكومة داخلية في المناطق المحررة وبناء مؤسسة مدنية جامعة، تتولى تسيير الأمور المدنية، ومؤسسة عسكرية تجمع جميع مكونات الثورة في المنطقة تحت جسم واحد.
وجاء الطرح الأخير من قبل بعض الأكاديميين في ريف إدلب وإطلاق مبادرة حضرها العديد من الشخصيات المدنية والعقيد (رياض الأسعد) مؤسس الجيش السوري الحر، كآخر ما تم طرحه من مبادرات.
وتضم مبادرة الأكاديميين بحسب وثيقة حصلت بلدي نيوز عليها إنشاء مجلس قيادة ثوري باسم "مجلس الحل والعقد"، ويتألف من 21 شخصاً، سبعة أشخاص من الحراك المسلح وممثلي الفصائل، وسبعة أشخاص من الشرعيين المعتبرين أصحاب الشهادة والنسب المعروف، وسبعة أكاديميين باختصاصات مختلفة من سياسة واقتصاد وغير ذلك، ويعمل مجلس الحل والعقد في الخطوة التالية على وضع السياسة العامة للثورة السورية.
كما حدد مهام مجلس الحل والعقد بحسب الوثيقة على تعيين "رئيس مجلس عسكري، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس حكومة، ومكتب سياسي"، ومتابعة عمل كل الهيئات، حيث يقوم رئيس المجلس الأعلى بالعمل على تشكيل مجلس عسكري، ويطرحه على مجلس الحل والعقد لنيل الثقة، والذي بدوره يبدأ عمله بتشكيل الجيش، وخطة التجنيد وأمور العسكرة وغيرها.
أما رئيس مجلس القضاء الأعلى؛ فيقوم بتشكيل مجلس القضاء الأعلى، ويطرحه على مجلس الحل والعقد لنيل الثقة، والذي بدوره يبدأ عمله في تحديد القانون الذي ستعمل به المحاكم، إضافة لتشكيل المحاكم في المناطق المحررة والقضاة المؤهلين، مع التلميح لإمكانية اعتماد القانون العربي الموحد في القضاء، بعد تعديل بعض مواده.
ويقوم أيضاً رئيس الحكومة وحسب الوثيقة، بتشكيل حكومته والتي تحوي ضمنها "وزير الداخلية والأمن الداخلي"، وهذا الملف هو الأهم بين الملفات الحكومية، ويتبعه ملف المواصلات والسجل المدني وباقي الملفات بشكل متتابع، على أن المبادرة لن تبصر النور قبل الدخول في مناقشات مع مختلف الأطراف، من خلال دعوة جميع الفعاليات العسكرية والمدنية؛ من أكاديميين وأطباء ومهندسين ونقابات ومجالس محلية وناشطين لمؤتمر عام في الداخل، ويتم خلاله اختيار مجلس الحل والعقد.
وكان قال الدكتور (محمد الشيخ) رئيس جامعة إدلب ورئيس لجنة المبادرة في حديث سابق لبلدي نيوز إن الأكاديميين والفعاليات والشخصيات المدنية والثورية والسياسية، كلهم شاركوا بطرح هذه المبادرة، ليكون لدينا مؤتمر عام قادم يضم كل الفعاليات الثورية وكل التجمعات والنقابات، مضيفاً أنّه من المفروض الخروج من خلال المؤتمر العام بمن يقود هذه المرحلة مدنياً، ويدير المناطق المحررة مدنياً دون تدخل للفصائل، لأن العمل العسكري هو لتحرير البلاد، بينما بناءها على يد الفعاليات المدنية.
كما قال قائد الجيش السوري الحر العقيد (رياض الأسعد) في وقت سابق لبلدي نيوز والذي كان حاضراً للاجتماع "إننا في الوقت الحاضر بحاجة للجلوس مع بعضنا والتحدّث بصراحة عن أخطاء الماضي، وتقييم الثورة بشكل صحيح، حتى يتسنى لنا الخروج بمكونات جديدة، نتمكن من خلالها الخروج من هذه الأزمة، التي تعاني منها سورية بشكل عام وإدلب بشكل خاص".
وأضاف العقيد (رياض الأسعد) "نحن مع أي مبادرة يتم طرحها، وسنكون مشاركين فيها وندعمها ونبارك هذه المبادرة المباركة، التي تم طرحها اليوم وندعو الجميع للمشاركة فيها"، مؤكداً على أن لا تقتصر هذه المبادرات على تشكيل حكومة أو هيئات مدنية"، مؤكداً على ضرورة الجلوس والحوار، ليكونوا أصحاب القرار في إنشاء أي جسم أو رؤية تحقق طموحات الشعب السوري وأهداف الثورة وتلبّي حاجة المرحلة التي نمر بها.
ونوّه (الأسعد) إلى ضرورة إعطاء صيغة للدول على أنّ هناك جسماً مقبولاً بالداخل السوري، لا يتلاعب بالقضية السورية ويحافظ عليها بكل ما يستطيع، ويحافظ على ملفات الأسرى والجرحى والشهداء والمهجرين وكل الملفات السورية.
