داريا.. عام على التهجير والتغيير الديموغرافي - It's Over 9000!

داريا.. عام على التهجير والتغيير الديموغرافي

بلدي نيوز -(حسام محمد)
أنهت مدينة داريا الواقعة في غوطة دمشق الغربية، أمس الجمعة، 25 آب- أغسطس 2017، عامها الأول في التهجير القسري والتغيير الديموغرافي من قبل النظام السوري وروسيا وإيران.
ففي مثل هذا اليوم من العام الفائت، انطلقت قوافل التهجير الأولى من مدينة داريا، لتعلن عن مسلسل تهجير شمل العديد من المناطق الهامة في الغوطة، والتي وصلت فيما بعد إلى عشرة مدن وبلدات تم تهجير الثوار منها بشكل كامل نحو الشمال السوري.
مدينة داريا تعتبر أحد أبرز المسارح الثورية في ريف دمشق منذ عام 2011، انضمت للثورة السورية منذ اندلاع شرارتها الأولى، فجابت شوارعها عشرات المظاهرات المتضامنة مع محافظة درعا مهد الثورة، لتنتقل معها ومع بقية المناطق الثائرة إلى الثورة المسلحة ضد قوات النظام والميليشيات التي ارتكتب العديد من المجازر بحق أبنائها والتي راح ضحيتها المئات، فقط لمطالبتهم بالحرية وإسقاط النظام.
صمد الجيش السوري الحر في مدينة داريا لسنوات طوال ضد محاولات النظام السوري والميليشيات الإيرانية اقتحامها، ولم تنجح كافة محاولات الأسد العسكرية بدخول المدينة على ظهر الدبابات، رغم اتباعهم سياسة الأرض المحروقة.
ناشطون من مدينة داريا، أكدوا لـبلدي نيوز بأن المدينة خلال الحملة العسكرية التي نفذها النظام السوري لأشهر طويلة ضدها، انتهت بتدمير الأحياء السكنية فيها بنسبة 80% تدميراً كلياً، أما التدمير الجزئي فنسبته فيها 100%.
داريا التي كانت تضم أكثر من 250 ألف سوري قبل الثورة السورية، قام نظام الأسد بتهجيرهم منها بنسبة 100% منذ عام 2012، وانتهاء بالتهجير القسري للمئات من مقاتلي الجيش الحر والعائلات المدنية نحو الشمال السوري أو نحو مناطق أخرى في الغوطة الغربية، لتدخلها بعض ذلك الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.
وما بين التهجير والتهجير القسري نحو الشمال السوري، كانت تعاني مدينة داريا من حصار خانق لسنوات طوال، مُنع عنها أدنى مقومات الحياة، وهاجمها الأسد مدمراً كافة بنيتها التحتية من مدارس ومساجد ومراكز طبية انتهاء بالصرف الصحي وغيرهم.
قائد لواء شهداء الإسلام، أبرز فصائل الجيش السوري الحر "سعيد نقرش- أبو جمال" يقول لبلدي نيوز "الذكرى السنوية الأولى لتهجير مقاتلي وأهالي داريا نحو الشمال السوري، كانت خسارة كبيرة للثورة على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية وحتى المعنوية"، حسب قوله.
وأضاف، "لم يتوقف التهجير عند داريا، بل تهاوت العديد من البلدات والمدن بعدها، بسرعة كبيرة، وبدأت اتفاقات التهجير دون أي مقاومة أو ثبات كما صمدت داريا من قبل، حتى انتهى المطاف بسقوط الأحياء الشرقية لمدينة حلب شمال سوريا".
وزاد أبو جمال، "وفي ذات الوقت كان هناك اتفاق لوقف إطلاق النار وتلاه انطلاق مسار أستانا السياسي، ولكن المفاوضات السياسية لم تغير واقع الميدان شيئا، بل قام النظام بتهجير أحياء برزة والقابون في العاصمة دمشق، وصولاً إلى اتفاقات مناطق خفض التصعيد، والتي بدأت من خلالها توقيع اتفاقيات مع القوات الروسية".
وكانت داريا من أكثر بلدات ريف دمشق تعرضاً للبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الأسد المروحية، وتجاوز عدد البراميل الملقاة على المدينة حاجز الـ 8500 برميلا متفجرا، وآلاف صواريخ الفيل والقذائف المدفعية التي كان مصدرها الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد.
وتعتبر مدينة داريا، آخر مدينة شهدت أعمالاً عسكرية بريف دمشق الغربي بشكلها الأوسع، كما تعتبر أول مدينة تم تهجيرها بشكل قسري إلى خارج العاصمة دمشق، سواء إلى الكسوة بريف دمشق الغربي أو إلى الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

بعد الرد الإيراني عقوبات جديدة تطال كيانات وافراد في إيران

إيران تخلي مقر قيادة "الفوج 47" بمدينة البوكمال من الأسلحة

عناصر تابعون لإيران يدخلون مدينة البوكمال ، فما الهدف؟

صحيفة "يديعوت أحرونوت" تكشف معلومات عن الرد الإيراني على قصف السفارة

إيران تستغل حديقة كراميش في العيد لنشر أفكارها بين الأطفال

جمشيدي للولايات المتحدة"ابقوا بعيداً حتى لا تتأذوا”