اللغات الأجنبية.. أسلوب السوريين للتأقلم وسلاحهم السري لإعادة بناء وطنهم - It's Over 9000!

اللغات الأجنبية.. أسلوب السوريين للتأقلم وسلاحهم السري لإعادة بناء وطنهم

بلدي نيوز - (خاص) 
يوصف السوريون عادة أنهم أشخاص متعلمون وسريعو التأقلم، ويحمل العديد منهم شهادات أكاديمية مختلفة الأنواع، إضافة لإتقان العديد منهم للغات الأجنبية، كالإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحاليا يمكن القول أن السوريين يتكلمون إضافة للعربية (لغتهم الأم) ثلاثة لغات مختلفة، يعتبر انتشارها بينهم أحد انعكاسات الحرب التي شنها النظام على السوريين، وتوزعهم عبر قارات العالم.
فيعيش في تركيا قرابة الثلاثة ملايين سوري، والذين قدم بعضهم مع الأيام الأولى للثورة في سوريا، ويتركزون في المدن الحدودية مع سوريا، إضافة لمدينة اسطنبول، التي تحتوي لوحدها ما لا يقل عن نصف مليون سوري، يشكلون نسبة معتبرة من سكان المدينة، البالغ قرابة 22 مليون شخص، وينتشرون في كل مكان، ووصلوا للعديد من المواقع والمهن، التي لم يسبقهم إليها غيرهم من الجاليات المختلفة التي تعيش في تركيا أو اسطنبول.
تعليقا على قدرة السوريين على تعلم اللغات والحديث بها يحدثنا السيد (محمد)، وهو أحد القائمين على مشروع مساعدة الطلاب للتسجيل في الجامعات التركية، "يمكن القول أن السوريين تأقلموا بسرعة مع اللغة التركية، واللغات الأخرى المختلفة سواء الألمانية أو غيرها من اللغات في بلدان اللجوء، بحكم الحاجة أولا، والاختلاط الكبير ثانيا، فالسوريون اجتماعيون بطبعهم، ويستطيعون الدخول في أي مجتمع بسرعة بسبب عقليتهم المنفتحة، أما على المستوى المهني، فهم حرفيون وأكاديميون جيدون، ما يسمح لهم بالاستفادة من فرص العمل التي يحصلون عليها لتحسين لغاتهم في بلدان اللجوء المختلفة".
أما المدرسة التركية (انجي) وهي تدرس اللغة التركية للطلاب الأجانب في مدينة إسطنبول، فقالت "تختلف اللغة التركية عن اللغة العربية بشكل كبير، فهما من عائلتين مختلفتين تماما، وتختلفان في الأسلوب القواعدي والنهج العام المستخدم للتعبير، على الرغم من التشابه في الكثير من المفردات التركية ذات الأصل العربي، لكن حدث تحوير لاستخدامها، وتغير المعنى مع المحافظة على النطق العربي".
وتابعت بالقول "رغم كل الفروقات والظروف التي يعيشها الطلاب السوريون بشكل خاص، لكنني أعتقد أنهم الأكثر استيعاباً للغة التركية بين الأشخاص الذين درستهم، فقد مرت بي العشرات من الحالات لأشخاص سوريين أصبحوا طليقين في اللغة التركية بعد ستة أو سبعة أشهر على بدء تعلمهم لها، ومنهم من أصبح من الصعب تمييزه عن الأتراك بعد عام على بداية تعلمه اللغة".
أما ألمانيا؛ فهي الدولة الثانية (غير العربية) بعد تركيا في عدد اللاجئين السوريين، والتي تتحدث بعض المصادر عن أكثر من نصف مليون سوري في ألمانيا، وبعض المصادر توصلهم حتى المليون لاجئ، حيث تعتبر اللغة الألمانية لغة حديثة الانتشار بين السوريين، وسبب انتشارها حالياً هو اللجوء بشكل أساسي، حيث يتعلم اللاجئون السوريون اللغة الألمانية، كجزء من مشاريع الاندماج مع المجتمع الالماني، وبهدف الحصول على إقامات دائمة والعمل والحصول على حياة طبيعية في ألمانيا.
من جهته، قال (خالد) وهو لاجئ سوري في ألمانيا "اللغة الألمانية أكثر تعقيداً بكثير من الانجليزية، وهي أصعب بالنسبة لنا نحن السوريين من الأوروبيين، لكن ما يساعدني مثلا على التأقلم وسرعة التعلم هو معرفتي السابقة باللغة الانجليزية، فرغم الفرق الواضح لكنني أحاول الوصول إلى رابط بين اللغتين، وهو ما أنجح فيه كثيرا ويساعدني في دراستي".
وتابع (خالد) "السوريون هنا سريعون في التعلم، هذا الأمر فاجأ المدرسين والقائمين على كامب اللاجئين، فهم مستغربون من المستوى الذي يمثله اللاجئون السوريون، فهم في الغالب متعلمون، وقسم معتبر منهم ملم بالإنجليزية على الأقل، مقارنة باللاجئين من الدول الأخرى التي يختلف لاجوئها بشكل كبير عن السوريين، وهم عادة أقل تعليما، وأصعب استيعاباً، ما يرفع فرص السوريين، ويحسن وضعهم عموما".

محنة اللجوء والتغريبة السورية هي واحدة من أتعس مآسي الحروب خلال العقود الماضية، ولكن يمكن القول إن إحدى الفوائد غير المباشرة لهذه المحنة هي أن السوريين أصبحوا أحد أكثر الشعوب اختلاطا واحتكاكا بالتجارب المختلفة للأمم، ما يعني أنه يوما ما في حال انتهت الحرب وانتصر الشعب في سوريا، فسوف يعود هؤلاء اللاجئون لينقلوا معهم ليس فقط العديد من اللغات التي تعلموها، بل أيضا تجارب أمم وشعوب مختلفة، كلها ستكون دافعاً إضافياً لنهضة وتطور سوريا المستقبل.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

شجار ينهي حياة لاجئ سوري في تركيا

حملة أمنية واسعة في تركيا تستهدف المهاجرين غير النظاميين

ما مضمونها.. أردوغان يوجه رسالة لبشار الأسد

روسيا تبدي استعدادها للتفاوض مع ترمب بشأن سوريا

أبرز ما جاء في أستانا 22 بين المعارضة والنظام والدول الضامنة