كيف يستفيد حزب العمال الكردستاني من دعم التحالف لميليشيات "قسد"؟ - It's Over 9000!

كيف يستفيد حزب العمال الكردستاني من دعم التحالف لميليشيات "قسد"؟

بلدي نيوز- (كنان سلطان)
لم يعد خاف على أحد الارتباط العضوي بين حزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية دوليا، وحزب الاتحاد الديمقراطي" ب ي د"، في وقت ذهبت كل الأطراف إلى توصيفه بالفرع السوري للعمال الكردستاني، حيث يرعى الأخير ميليشيات مسلحة بمسميات مختلفة، تقاتل في سورية منذ العام 2012، بعد أن وصلت فلول حزب العمال الكردستاني إلى سورية قادمة من جبال قنديل.
لا تقتصر العلاقة بين الحزبين على الرعاية والحالة الأبوية، حيث نقل العمال الكردستاني معظم قياداته إلى الداخل السوري، بترتيب مع النظام وإيران، وباتت معركته في الساحة السورية، إذ بات من الممكن وهو ما تحقق بالفعل حتى اللحظة، تشكيل قاعدة ومنطلق لهذه المنظمة، على حساب التراب السوري.
يقود حزب العمال الكردستاني مليشيات كردية، تقاتل باسم قوات سورية الديمقراطية، بعد أن فرضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية تغيير اسمها من " وحدات حماية الشعب" إلى هذا المسمى، وهي صيغة تعتمد البراغماتية السياسية حيال بعض الاطراف المتشككة من هذه الكيانات الجديدة التي طرأت على المشهد السوري ومنها تركيا، ورفع الحرج عن نفسها دوليا بما هي مصنفة كمنظمة ارهابية ونعني هنا "PKK" .
في هذا الجانب أظهرت تقارير مختلفة، هيمنة قيادات "قنديل" الذي يشكل رمزية بالغة الأثر لدى أنصار العمال الكردستاني، وفي مقدمة هؤلاء (جميل بايق) الشخصية الأولى في الحزب، بعد المؤسس ( عبدالله أوجلان) والذي يتمتع بعلاقات كبيرة مع إيران، فضلا عن بعض الأسماء الأخرى، يشكلون جميعهم الأساس في قيادة حزب العمال الكردستاني، والمليشيات التي تدور في فلكه، وعلى رأسها مليشيا " وحدات الحماية الشعبية".
وعلى المتتبع لمسيرة هذا الحزب عليه أن لا يغفل عن مسالة التعتيم التي يتبعها، إزاء الأسماء والشخصيات القيادية لديه، لاعتبارات محض أمنية.
وفي سوريا؛ يعمل " بولات جان" كمندوب للعمال الكردستاني، وهو القائد الفعلي لوحدات الحماية وكل تفرعاتها، هذا الرجل توجه إلى جبال" قنديل" منذ العام 1992، يمتاز بقدرات مهمة ويتحدث 6 لغات بحسب مصادر مطلعة وهو سوري الجنسية، يعمل مع قيادات التحالف الدولي في سوريا ينتمي فكريا وعقائديا إلى حزب العمال الكردستاني.
وكشفت ميليشيات "قسد" عن مقتل عدد من القيادات غير السورية لديها، بعضهم من أصول تركيا، وآخر من أصول إيرانية، وقد أعلن أمس الأربعاء عن مقتل القيادي (نوبار أوزانيان) في معارك الرقة، وهو قيادي أرمني شيوعي، من القيادات التي قدمت إلى سوريا من جبال "قنديل" لإدارة المعارك، وقبله كثر.
ولعل أبرز قيادات الحزب العسكرية هو (فهمان حسين) الذي قتل في عملية تبدو مدروسة، حين ألقيت قنابل يدوية على سيارته، في منطقة الجزيرة السورية، في الشهر السابع من العام 2016، وهذا يكشف مجددا؛ الفضاء الواسع الذي أتيح لحزب العمال، للعمل مجددا بأسماء جديدة، بذات العقيدة والفكر الأيديولوجي.
في سياق مواز؛ كشفت الحكومة التركية، عن ضبطها أسلحة مختلفة، ومضادات دروع من نوع AT4 إنتاج سويدي، وذلك في إحدى نقاط تابعة لحزب PKK في الأراضي التركية، وهذا النوع من السلاح، سلم إلى مليشيات "قسد" في سوريا، في إطار الدعم المقدم من التحالف الدولي، لقتال تنظيم "الدولة"، حيث تعرف عليها الجيش التركي من أرقامها التسلسلية.
وكان الجيش التركي، تمكن من كشف أنفاق تربط مدينة (القامشلي) شمال شرقي سوريا، بمدينة (نصيبين) في جنوب شرق تركيا، للمرة الثالثة في غضون أقل من سنة، حيث يعمل حزب العمال الكردستاني على استثمار مناطق نفوذ فرعه السوري، لتنقل عناصره وقياداته، بين البلدين بسهولة وبعيدا عن عين الجيش التركي، فضلا عن تمرير الأسلحة التي تحصل عليها ميليشياته في سوريا، سواء من التحالف أو النظام السوري، لقتال الجيش التركي.
وبهذا تمكن حزب العمال الكردستاني، من رفع مستوى العلاقة والتمثيل مع التحالف الدولي، من خلال لعبة "قوات سورية الديمقراطية" بهدف تضليل الرأي العام الدولي، ومن خلال هذا الغطاء يتمكن من الاستمرار في تدعيم ترسانته العسكرية والمالية، من خلال وجوده في المناطق التي مكنت له مصادر تمويل وآفاق جديدة للاستمرار، خاصة في محافظة (الحسكة) شمال شرقي سوريا .

مقالات ذات صلة

"الشبيبة الثورية" تحرق أحد مقرات "الوطني الكردي" في الحسكة

قسد تحاصر بلدتين وتشن حملة اعتقالات فيهما

الكشف عن اجتماع لقادة من ميليشيات إيران في دير الزور

القوات الأمريكية في سوريا تستهدف مصدر الصواريخ التي ضربها من العراق

"قسد" تكشف نتيجة حملتها الأمنية في الحسكة

القوات التركية تعاود تقصف مواقع "قسد" في سوريا