بلدي نيوز - (خاص)
تثير "التفاهمات" الدولية التي تحدث على مستوى الوضع في سوريا كثيرا من القلق لدى المدنيين في محافظة درعا، حول مستقبل العديد من القرى والمدن التي هجرت بشكل كامل، إذا لم يكن يشار إلى هذه المواضع بشكل واضح خلال أي اتفاق، مع بقاء جميع نقاط اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب السوري مبهمة في غالبية تفاصيلها، بالنسبة للثوار.
هذا القلق أدى لخروج بيان مشترك في وقت سابق، أطلقته بعض القرى والمدن التي تعرض سكانها للتهجير من درعا، نتيجة سيطرة النظام عليها، شدد البيان على "الخروج على أي اتفاق قد لا يفضي إلى عودة المهجرين إلى قراهم دون انتقاص أي شبر منها، ودون التحفظ على جزء منها تحت أي مسمى كان من فض اشتباك أو منطقة مدنية مشتركة".
وأوضح البيان أن "المجالس العسكرية والمدنية في مدن وبلدات الشيخ مسكين، وعتمان، والكتيبة، وخربة غزالة، ونامر لن تلتزم يما سيتوصل إليه المفاوضون في حال حدوث أي اتفاقيات مجحفة في حقنا وفي نظرنا ستكون باطلة"، في الوقت الذي حافظ فيه البيان على لهجته الدبلوماسية في بدايته التي أثنى فيها على "جهود الهيئة العليا للمفاوضات وعلى مواقفهم الثابتة التي لم تفرط بثوابت الثورة" وفق البيان.
(بسام النويران) عضو المجلس العسكري لمدينة خربة غزالة، قال لبلدي نيوز: "إن ما نخشاه وقوع أشياء ليست بالحسبان ألا وهي وقوع البلد مرة أخرى تحت سيطرة النظام، وخوفاً منا على مصلحة أهل بلدنا بالدرجة الأولى، وما نريده من الخارج ومن معارضتنا السياسية، هو وضع القرى المهجرة بأولويات الهدنة والتهدئة، هذا ما نريده وذلك بعد تشرد دام لأكثر من 5 سنوات متتالية".
وأضاف (النويران) "قمنا بدورنا بإصدار البيان لتوضيح رؤية الفصائل والداخل السوري، وذلك خوفا منا على أهلنا المهجرين وفرصة عودتهم لقراهم".
وحول الأنباء التي تتحدث عن عزم النظام السماح لبعض المدنيين بالعودة إلى بعض القرى المهجرة، خصوصا خربة غزالة، قال (النويران) "نعم هناك أخبار عن إعلان النظام عن طلب وفود لعودة المهجرين من قرى حوران المهجرة، ونحن كعسكريين ندعم دخول البلدة والقرى المهجرة وذلك ضمن الاتفاق الدولي المعلن ألا وهو خروج كافة الميليشيات وجيش النظام خارج محافظة درعا".
أما بالنسبة للاتفاق في الجنوب قال (النويران) "نحن مع أي قرار يخدم الثورة السورية في كل المحافظات، وبالمقابل المحافظة على مبادئ الثورة، والشرط الأول رحيل النظام بكافة أشكاله، والشرط الثاني خروج المعتقلين وإعادة المهجرين إلى قراهم".
من جانبه، قال (عبد العزيز) وهو أحد مهجري بلدة عتمان لبلدي نيوز "نحن مع أي قرار يسمح لنا بالعودة إلى منازلنا، وهي مطلب كل مهجر بسبب ما يلقاه المهجرون من صنوف المعاناة المختلفة"، مضيفا أنه "في الوقت الحالي لا يوجد أي ضمان يمكن أن يضمن عودتنا لقرانا، بخلاف انسحاب قوات النظام والميليشيات".
وتعتبر مدن وبلدات الشيخ مسكين، وعتمان، والكتيبة، وخربة غزالة، مهجرة بالكامل ولا وجود فيها لأي مدني بعد تحويلها من قبل قوات النظام وميليشياته إلى ركام، بفعل العمليات العسكرية التي دارت رحاها فيها على مدار السنوات الماضية، ناهيك عن منع قوات النظام لأي عودة للأهالي لتفقد ما تبقى من أطلال منازلهم خلال السنوات السابقة.
حيث يخشى المدنيون تحول هذه القرى إلى مناطق مفرغة من السكان، يسيطر عليها النظام، وينفذ فيها مشاريع التغيير الديموغرافي، والتي تعني عدم إمكانية عودتهم إليها ولو بعد حين.