بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
فتح اغتيال سبعة من متطوعي الدفاع المدني في مدينة سرمين بمحافظة إدلب أبواب التساؤل عن المستفيد من هذه الجريمة البشعة، بحق "صناع الحياة" كما يحلو للسوريين تسميتهم، ولعل أبرز ما اتفق عليه من خاض في تفاصيل هذه الجريمة أو كان على اطلاع على تفاصيلها وحيثياتها، هو أن نظام الأسد هو المستفيد والمتهم الأول بارتكاب مذبحة بحق من أجمع السوريون على نزاهتهم وصدق عملهم.
رئيس منظومة الدفاع المدني في سوريا (رائد الصالح) اتهم النظام بارتكابها خلال تصريحات على وسائل الإعلام، لأن النظام يسعى لشيطنة إدلب وقتل الصفحة البيضاء في هذه المحافظة، التي تحظى بتأييد جميع أطراف المعارضة، ناهيك عن التعاطف الدولي مع الدفاع المدني، وفق قوله.
كما أشار إلى تهديدات سابقة من قبل النظام وروسيا، وقد نُفِّذ جزء منها عندما استهدفت روسيا مركز الدفاع المدني في مدينة كفر زيتا بريف حماة، واستشهاد ثمانية متطوعين، واستهداف مدير الدفاع المدني في درعا وعدة مراكز هناك.
بدوره، مدير الدفاع المدني في محافظة إدلب (مصطفى الحاج يوسف) قال لبلدي نيوز: "لدينا شكوك بنسب كبيرة بتورط نظام الأسد في اغتيال متطوعي الدفاع المدني، وهو المستفيد الأكبر وهي ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها فرق الدفاع المدني، لحد الأن لدينا 200 شهيد من متطوعي الدفاع المدني، لكنها الأولى من حيث الطريقة، والاستهداف عن طريق الاغتيال داخل مراكز الدفاع المدني".
وعزا (الحاج يوسف)، إقدام النظام على ارتكاب الجريمة لأسباب عدة، منها الأدلة التي قدمها الدفاع المدني حول تورط النظام بارتكاب مجازر الكيماوي والكلور، وحتى الاستهداف بالقنابل والصواريخ الشديدة الانفجار.
وأردف(يوسف)، "من الأسباب أيضاً وضع الدفاع المدني أمام خيارين، خيار التسليح وبذلك يعده طرفاً في النزاع ويؤكد ادعاءاته بأنه يضم عناصر مسلحة، أما الخيار الثاني هو طلب الدفاع المدني من الفصائل أن تحميه، وبذلك يكون محسوباً على أحد الأطراف، وبذلك يتخلص من التعاون والتعاطف الدولي مع منظومة الدفاع المدني الحيادية".
وأشار إلى أن الدفاع المدني يعي أهداف النظام، وبالتالي لن ينجر إلى أهدافه، وسيبقى منظمة مدنية، تسعى لتحقيق أهدافها الإنسانية دون التحزب أو الاصطفاف لأي طرف، فقد أسست لمساعدة المدنيين وستستمر على ذلك، وفق قوله.
بدوره الصحفي (محي الدين عبدالرزاق) ابن مدينة سرمين، قال لبلدي نيوز: "الدلائل والشكوك والمعطيات جميعها تصب في محور ومكان واحد وهو النظام وعملاؤه، عبر الخلايا التابعة له في المناطق المحررة في الشمال السوري، فلا يوجد أعداء للدفاع المدني من كافة الفصائل، ولا يمكن لأحد أن ينقم على الدفاع المدني سوى النظام وحزب الله، وكل من يقفون إلى جانبه".
وختم بالقول: "العملية تهدف لزرع الفوضى والانتقام من الدفاع المدني، فتصريحات رأس النظام لا يمكن أن ننساها حينما تجاهل الدفاع المدني في إحدى مقابلاته، وادعى بأنه لم يسمع بهم، وخلايا النظام موجودة وهذا ما لاحظناه في الأشهر الماضية، من خلال التفجيرات وخاصة تلك التي تستخدم عن بعد، ورأينا كيف قبضت القوة التنفيذية لجيش الفتح سابقاً، على إحدى تلك الخلايا".