الحسكة (بلدي) - سيطرت الوحدات الكردية ومقاتلو المجلس العسكري السرياني بتغطية جوية من طيران التحالف الدولي، على القرى الآشورية المحاذية لناحية تل تمر غربي مدينة الحسكة، أواخر شهر أيار/ مايو الفائت، بالإضافة للقرى العربية في منطقة الخابور غرب المحافظة.
وفشلت الوحدات الكردية، في إقناع السكان الآشوريين بالعودة إلى قراهم المدمرة، رغم بث وسائل الإعلام التابعة لها لفيديوهات، تظهر أن الحياة عادت لطبيعتها في المنطقة، التي تقول: أنها "حررتها من التنظيم". إلا أن مصادر محلية أفادت لــ"شبكة بلدي الإعلامية"، بأن المدنيين الآشوريون لم يعودوا إلى قراهم بعد.
الناشط أحمد أبو خليل من منطقة تل تمر، في حديثه لــ "بلدي"، قال: إن جميع أهالي القرى الأشورية لم يعدوا إلى قراهم، رغم سيطرة الوحدات الكردية مدعومة بميلشيات سريانية وعربية على المنطقة نهر الخابور بشكل كامل.
أضاف الناشط " أن سيطرة الوحدات الكردية على (مرقب علي) أعلى قمم جبل عبد العزيز، من المفروض أن يمكنها من تأمين الريف الجنوبي لتل تمر ومنطقة الخابور، إلا أن نازحي المنقطة من الأشوريون، لم يعودوا إلى قراهم خوفا من أن تتخلى عنهم وحدات حماية الشعب الكردية في أي لحظة فاسحة المجال لدخول تنظيم "الدولة" إلى مناطقهم مرة أخرى.
اختطف تنظيم "الدولة" في 23 شباط/ فبراير، عشرات المدنيين من الآشوريون، وفق ما جاء في بيان للمنظمة الآشورية الديمقراطية قالت فيه: أن التنظيم اختطف ستين مدنيا معظمهم من قرية تل شاميران، بعد سيطرته على قرى (تل طلعة وتل هرمز وتل شاميران وقبر شامية)، بالإضافة لسيطرة التنظيم على قرية (غبشة) العربية في المدخل الجنوبي لبلدة تل تمر ذات الغالبية الأشورية.
الناشط أبو عمر الحسكاوي، من اتحاد شباب الحسكة، أفاد لشبكة "بلدي"، أن التنظيم شن هجوماً على قرى الآشوريون، بعد دخول مسلحي الوحدات الكردية إلى قرية (تل هرمز) على ضفة الخابور الجنوبية، ما أغضب تنظيم "الدولة"، الذي كان اتفق مع سكان المنطقة من الآشوريون على منع دخول العناصر الكردية إلى قراهم مقابل عدم دخولها أو التعرض لهم.
وقال الناشط: إن التنظيم كان خطف عشرات من المدنيين ثم أفرج عنهم بعد أسبوعين من خطفهم، بعد تدخل وجهاء عشائر، فيما لم يتضح أن كان قد دم دفع "جزية" عن كل شخص على غرار ما حصل مع الأشوريون السته، الذين أفرج عنهم التنظيم في بداية هذا العام، بقرار من محكمته الشرعية في مدينة الشدادي، أهم معاقله جنوب الحسكة.
وأوضح الحسكاوي، أن مسلحي الحماية الشعبية الكردية، تخلوا عن نقاط سيطرتهم قرب بلدة تل تمر بسهولة دون مقاومة حقيقة للتنظيم، فسيطر التنظيم على عشرات القرى الأشورية والعربية، في محاولة من الحماية الشعبية لخلق (كوباني) جديدة، وتصوير نفسها حاميةً للأقليات في الجزيرة السورية، الأمر الذي حول المدنيين الآشوريون إلى مجرد ورقة رابحة بيد القيادات الكردية.
يشار إلى، أن تنظيم الدولة شن هجوما عنيفا على مدينة الحسكة منذ نهاية حزيران/ يونيو الماضي، ما يجعل إمكانية عودة النازحين الأشوريون إلى قراهم مستحيلة لسببين منطقين حسب مراقبين: أولهما -عدم ثقة المدنيين بالوحدات الكردية التي تخلت عنهم سابقا، وبالتالي ممكن جدا أن تتخلى عنهم مرة ثانية، ثانيهما-خوف المدنيين من تنظيم الدولة، الذي ما زال قويا وقريبا، رغم انسحابه من مناطق واسعة في ريف الحسكة الغربي، فلو كان ضعيفا لما استطاع شن هجوم بهذه الحجم على مدينة الحسكة، حسب رأي السكان.
وتنتشر في محافظة الحسكة، أكثر من خمسين قرية آشورية تتركز غالبيتها في ناحية تل تمر غرب الحسكة، على ضفتي نهر الخابور، ويعتنق الآشوريون الديانة المسحية، حيث يعتبرون من أوائل الشعوب التي اعتنقت المسحية بدءاً من القرن الميلادي الأول، وينقسم الآشوريون في موقفهم من الثورة السورية بين مؤيد ومعارض شأنهم شأن بقية فئات الشعب السوري..