نجدت أنزور يخرج مسلسل الإطاحة برئيسة برلمان الأسد - It's Over 9000!

نجدت أنزور يخرج مسلسل الإطاحة برئيسة برلمان الأسد

بلدي نيوز-( ميرفت محمد)

"تصرفات سطحية متكررة لا تليق برئيسة مجلس الشعب السوري"، جاءت الجملة السابقة على لسان عدد من أعضاء مجلس شعب النظام، الذين عجلوا بتبرير إقالة رئيسة (هدية عباس) من منصبها كرئيسة له أول أمس الأربعاء، وتكليف نائبها المخرج (نجدت أنزور) بمهامها، إلى حين انتخاب رئيس مجلس جديد في مدة أقصاها 15 يوماً.
في البداية، يمكن القول أن اختيار النظام والأجهزة الأمنية لهدية عباس بأن تكون رئيسة البرلمان هو اختيار مدروس، فقد أراد النظام أن يقول للعالم أن المرأة السورية تتولي أهم المناصب القيادية، أيضًا كانت عملية إقالتها لتحقيق ذات الهدف، فقد كان الاستعراض الإعلامي لهذه الإقالة يركز بشكل كبير على أن (هدية عباس) أقيلت نتيجة "انتهاكها الدّيمقراطية، وانفرادها بالرأي خلال مباحثات المجلس".
إيحاء بالجو الديمقراطي

لم يؤدي البرلمان السوري منذ وصول حافظ الأسد للحكم حتى الآن أي دور سوى التصفيق والتهليل ورفع الأيدي بالإجماع، مع حدوث القليل من المداخلات والنقاشات حول قضايا صغيرة، تخص تعبيد الطرقات، وتوظيف أشخاص، وتقديم خدمات، وقد كان السقف الأعلى لهذا البرلمان أن ينتقد أداء الحكومة في إطار معين.
(هدية عباس) التي مر عام واحد فقط على تواليها هذا المنصب، لن تنضب بعد الأجواء الديمقراطية التي اجتهد النظام لإظهارها للعالم عند تنصيبها، فقد أعلن أنها أول امرأة تتسلم رئاسة مجلس الشعب في سوريا، حين اختيرت بالتزكية، وقت رشحت نفسها لرئاسة المجلس، لتشهد إقالتها كما أسلفنا أيضًا إيحاءً بالديمقراطية، إذ أعلن انه عقدت جلسة استثنائية لعزل رئيسة المجلس، لأنها "تعمل على قمع الأعضاء، وعدم السماح لهم بالنقاش" كما جاء في بيان المجلس، الذي أضاف أيضًا أنه استناداً إلى "المبادئ الديمقراطية المصانة في دستور الجمهورية العربية السورية، فقد تقدم 164 عضواً من أعضاء المجلس بطلب إعفاء رئيسة المجلس من منصبها، وبناء عليه انعقد المجلس في تمام الساعة الثامنة مساء من الخميس 20-7-2017 برئاسة نجدة إسماعيل أنزور نائب رئيس المجلس، وحضور أغلبية الأعضاء، تم فيها عرض طلب الأعضاء الـ 164".
المافيا الأسدية أزاحت الصغيرة (عباس)

يعتقد الصحافي السوري (فراس ديبة) أن هدية عباس دخلت في صراعات النفوذ على الفتات التي يتركها النظام لصغار أتباعه أمثال (هدية عباس)، فكان مناسباً للمافيا الأسدية الأكثر تنفذًا منها أن يتم إقالتها من رئاسة البرلمان كتحجيم لدورها الذي بدأت تقوم به، وهو دور ليس سياسياً ولا وطنياً ولا وظيفياً، بل دور في سرقة الفتات التي يتركها الأسد لصغار أعوانه.
ويوضح (ديبة) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" أنه في البدء كان تعيين هدية رسالة يرسلها النظام للغرب بأنه يدعم حقوق المرأة، والمرأة السورية هي من صلب جهاز الدولة، مضيفًا : "أراد النظام أن يتماهى مع الحالة الديمقراطية ويوجه رسالة للغرب بأن سوريا في حالة من الديمقراطية، فعندما نتحدث عن إقالة امرأة بحجة أنها تتعامل معهم بدكتاتورية أثناء مداخلاتهم، هو خيار جيد وموفق لمن يريد من أركان النظام أن يحقق شيئًا من الاستعراض الإعلامي".
ويبين (ديبة) أن : "من يريد إقصاء هدية عباس لأنها تريد الحصول على خصص اكبر، وتدخل في قضايا ليس في نطاق حركتها في مزرعة الأسد، طرح فكرة إقالتها بهذا الشكل ليناسب أهداف النظام، يمكن تسويق بسهولة لديه، فلا يمكن أن يمر هذا القرار دون موافقة مباشرة من بشار الأسد شخصيًا".
ويشير (ديبة) إلى أن المفارقة هو أن نائب رئيس المجلس هو المخرج (نجدت أنزور) المعروف بتشبيحه الشديد للنظام وهو مخرج الفانتازية التي اشتهرت في سوريا في التسعينات، ويتابع القول : "بالنسبة لنجدت أنزور فهو يناسب الحالة الديمقراطية في مجلس الشعب السوري، فهو متخصص بالتعامل مع الكومبارس، ومتخصص بالتعامل مع المجاميع التي دورها يتناسب مع التصفيق ورفع الأيدي لا غير، لذلك كان اختيار النظام لنجدت للرئاسة المؤقتة موقف يناسب الحالة التمثلية التي تسمى بمجلس الشعب السوري".
مشهد سيئ الإخراج

يعتبر المحامي والناشط الحقوقي السوري غزوان قرنفل، أن مؤسسة البرلمان هي إحدى مسارح الدمى للنظام السوري المستبد التي يريد تقديم عروض عليها ليقول للعالم أن لدينا مؤسسة تشريعية تناقش وتبحث عن مصالح الشعب.
ويؤكد (قرنفل) أن : "هدية عباس ليست إلا واحدة من تلك الدمى التي تخرج من المشهد فور انتهاء الدور المنوط بها، لذلك حصلت إقالتها مؤخرًا"، ويتابع القول: "ربما هي اجتهدت أو حاولت الاجتهاد خارج النص فكان أن أُخرجت من المشهد لا أكثر"، موضحًا : "يريد نظام العصابة القول، صحيح نحن ندعم حقوق المرأة لكنا ندعم الديمقراطية أكثر، مشهد برمته ركيك وتافه وسيئ الإخراج".

مقالات ذات صلة

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي

"السفارة الأمريكية": لا تنخدعوا برواية النظام السوري