بلدي نيوز - إدلب (حسام محمد)
تنتقل رحى المعارك الداخلية بين فصائل الثورة السورية بمختلف مشاربها من محافظة سورية لأخرى، لتنتهي كل معركة بتحضيرات لاقتتال داخلي جديد، فيما تغيب آفاق الحلول وسط غياب تام للشعور بالخطر الكبير المحدق الذي يتمثل بالنظام وداعميه ومجموعة الاتفاقات الدولية حول سوريا.
ففي ريف دمشق، لا يخفى على أحد مدى الشرخ الكبير الحاصل بين فصائل غوطة دمشق الشرقية، فخلافاتهم تسببت بالكثير من الضحايا وخسارة الكثير من المناطق لمصلحة النظام، ورغم ذلك لم يتعلم المتناحرون من الدروس الماضية، وفي درعا حدثت معارك مشابهة، وفي حمص وحلب وغيرها، وها هي اليوم تندلع على أوسع نطاق في الشمال السوري المحرر، الذي يأوي آلام الثورة السورية المهجرة من ريف دمشق وحمص.
المحلل السياسي والعسكري السوري (محمد العطار) قال لبلدي نيوز "عجلة الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة السورية بكافة تصنيفاتها سوف تستمر وتنتقل من منطقة محررة لأخرى، لأسباب جوهرية لا زالت تفتقدها ساحة الثورة السورية رغم حاجتها الماسة لها، وهي وجود سلطة وطنية تقود الثورة وتفرض هيبتها على الفصائل وتلزم المدنيين بالقوانين".
وأضاف (العطار) "ما تشهده المناطق المحررة من اقتتال بين الفصائل مختلفة التوجهات والانتماءات، سببه الرئيسي هو غياب النظام السياسي الإداري في المناطق المحررة، وهذا يسبب تقاسم النفوذ بين الفصائل وتقطيع المناطق كل حسب سيطرته وقوته.
ورأى (العطار)، أن الثورة السورية قد تواجه المزيد من الفشل الإداري والتأزم العسكري مالم تعالج الفراغات والشروخ الكبيرة من أساسها إلى هرمها، وأولها إخضاع الفصائل لقانون ملزم للجميع، يتم فيه احترام قدسية البندقية والهدف والغاية".
كما لام (العطار) المعارضة السياسية سواء الائتلاف والمجلس الوطني وكافة الأطراف السياسية على غيابها الكبير عن المشهد الداخلي السوري.
وحول الاقتتال الأخير في الشمال السوري، قال (العطار) "لو كانت إدلب تخضع لسلطة وطنية قوية لكان السوريون التفوا حول أي قرار صادر عنها بصفتها الممثل للثورة، وقام المجلس بمحاسبة حملة السلاح العشوائي وضبط الاوضاع الأمنية، ولكن مع غياب مثل هذه الآلية فستكون فوهات البنادق هي القانون السائد والمدنيون هم الضحايا".