بلدي نيوز - ريف حماة (مصعب الأشقر)
شهدت السلة الزراعية تراجعا كبيرا في الإنتاج والنوعية هذا العام في عموم الريف الحموي، وخاصة منطقة سهل الغاب الذي تدهورت فيه زراعة الخضار لتسجل أدنى إنتاجية أسوة بالمواسم السابقة.
المهندس الزراعي غسان عبود، قال لبلدي نيوز "إن الموسم الزراعي هذا العام بالنسبة للخضار كان دون المأمول منه، حيث كانت هناك أسباب عدة، أدت إلى تقهقر الموسم، أهمها عدم وجود مصادر مياه الري، حيث كانت زراعة الخضار تعتمد بشكل أساسي على مياه سدي قسطون وزيزون والتي تبلغ سعتهما التخزينية 98 مليون متر مكعب، لكن الأخير خرج عن الخدمة منذ زمن ولم يتم إصلاحه، في حين شهد الأول تراجعا واضحا ومخيفا في منسوب المياه، خاصة بعد سرقة ميليشيات النظام المضخات الموجودة على نهر العاصي والتي توصل النهر بالسد، وتعمل على استقرار منسوبه، مشيراً إلى أن المنطقة غنية بالمياه الجوفية والآبار الأرتوازية إلا أن التكلفة العالية للمحروقات اللازمة لتشغيل الآبار منعت الكثير من المزارعين من الري عليها، حيث يحتاج المحرك إلى 13 ليتر مازوت في الساعة بسعر 300 ليرة لليتر الواحد أي 3900 ليرة سورية، وبالتالي 93600 ليرة في الـ24 ساعة مما يشكل كارثة حقيقية بمدخول الفلاح.
وأضاف العبود، أن من الاسباب الهامة غياب الدعم الزراعي للمنطقة من المنظمات العاملة، مما حدى بالمزارع الذي غاب أكثر من عامين عن حقله بسبب الحروب العمل على مساحة صغيرة تكاد تسد رمقه اليومي فقط بدل زراعته لمساحات شاسعة.
بدوره، نوه المزارع خالد الفارس إلى خيبة أمل المزارعين هذا العام بسبب عدم إنتاجية المزروعات والتي عزاها إلى إهمال المنظمات للمنطقة، وعدم العمل على مشاريع إنتاجية للمزارعين ترفع من سوية إنتاجهم ومدخولهم، وتكون مسؤولة عن تصريف المحصول بآلية مدروسة في الأسعار والوجهة بدل التضارب الكبير الذي شهده السوق في الموسم الحالي، والذي اعتمد على بعض التجار الذين احتكرو الأسعار لأنهم الوحيدين القادرين على تصريف المنتجات.
الجدير بالذكر إن أهم الزراعات كالشوندر السكري والقطن والتبغ غابت عن سهل الغاب هذا العام، مما أثر سلباً على دخل المزارعين وتحول الكثير منهم إلى العمل بمجالات مختلفة.