بعد 100 يوم.. خان شيخون تستذكر المجزرة وتطالب بالقصاص - It's Over 9000!

بعد 100 يوم.. خان شيخون تستذكر المجزرة وتطالب بالقصاص

بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
أحيا المجلس المحلي في مدينة خان شيخون بإدلب، بالتعاون مع الفعاليات المدنية في المدينة، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور مئة يوم على مجزرة الكيماوي التي ارتكبتها طائرات النظام الحربية بحق المدنيين العزل في مدينة خان شيخون في الرابع من شهر نيسان لعام 2017، والتي خلفت أكثر من 90 شهيداً ومئات المصابين، في خرق ليس الأول للقوانين الدولية التي تحظر استخدام الأسلحة الكيمائية.
تتضمن الفعالية بحسب "محمد معراتي" رئيس المجلس المحلي في مدينة خان شيخون في تصريح لبلدي نيوز، إعلان الإضراب العام في المدينة بمناسبة مرور مئة يوم على المجزرة والصمت الدولي عن المجرم، إضافة لوقفة صامتة تبدأ فعالياتها في السادسة من مساء اليوم الأربعاء، وعرض فلم وثائقي عن المجزرة والآثار التي خلفتها على أهالي المدينة، يتخلل ذلك كلمات لذوي الضحايا وعدد من الفعاليات المدنية، وتكريم عدة مؤسسات شاركت في إنقاذ المدنيين وتقديم المساعدة لهم منهم مصابون جراء المجزرة.
وارتكبت طائرات النظام الحربية من نوع "سيخوي22" مجزرة مروعة في مدينة خان شيخون بعد أن استهدفت الحي الشمالي في مدينة خان شيخون مع ساعات الفجر بأربعة صواريخ، إحداها يحمل مواد سامة، تسببت باختناق أكثر من 600 شخص، فارق الحياة خنقاً 91 مدنياً، بينهم 32 طفلاً، و23 سيدة، وإصابة أكثر من 520 مدنياً آخرين، بينهم مسعفون من كوادر الدفاع المدني وطواقم الإسعاف ونشطاء إعلاميون توجهوا لتغطية المجزرة فور وقوعها.
ولاقت المجزرة ردود فعل دولية كبيرة، دفعت الولايات المتحدة الأمريكية لقصف مطار "الشعيرات" الذي أقلعت منه طائرات النظام لقصف مدينة خان شيخون بصواريخ "توماهوك"، من المدمرتين الأمريكيتين "بورتر" و"روس"، قالت إنها دمرت العديد من الطائرات الحربية والمدرجات، دفعت النظام للعمل على إعادة تموضع طائرته وتوزيعها على عدة مطارات منها "حميميم والسين والضمير"، تحسباً لأي ضربة ثانية، في الوقت الذي رحبت فيه كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والسعودية وتركيا والبحرين بالضربة الأمريكية وعارضت روسيا وإيران حلفاء النظام.
وعلى الصعيد المحلي شهدت العديد من المحافظات السورية موجة استياء كبيرة خرجت في مظاهرات شعبية عارمة نددت بالصمت الدولي حيال مجازر الأسد وأعلنت وقوفها إلى جانب أهالي مدينة خان شيخون، في الوقت الذي أعلنت فيه العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية تنديدها بالمجزرة والبدء بتقصي الحقائق وكشف تفاصيل الجريمة، تلا ذلك تشكيل فريق أممي لتقصي الحقائق من قبل الأمم المتحدة.
وحاول إعلام النظام وروسيا جاهداً اتهام الفصائل الثورية في المحافظة بالجريمة وإثبات عكس الحقيقية في أن الفصائل كانت تنوي قصف مناطق النظام وكانت تتخذ من مدينة خان شيخون مقراً لتصنيع الغازات، وأن النظام استهدف هذه المواقع، إلا أن الاستخبارات الألمانية أكدت أن طيران النظام في الشعيرات مسؤول عن القصف، أيضاَ كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير مفصل مدعماً بأدلة وصور لأقمار صناعية، أن كافة تصريحات النظام وروسيا، حول نفيهما لقصف خان شيخون بالكيماوي، "كاذبة"، بعد أن شككت بثلاث ذرائع اتخذها النظام لدحض التهم عنه، تتعلق بالتوقيت والمواقع المستهدفة وامتلاكه لأسلحة كيماوية.
بدورها؛ الشبكة السورية لحقوق الإنسان شككت في عدم تورط روسيا في المجزرة، مؤكدة في تقرير مفصل ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها النظام، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ، وإلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى قوات النظام لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قام به النظام في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.
وجاء تقرير فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة ليؤكد أن منظمة "حظر الأسلحة الكيماوية" أفادت باستخدام غاز "السارين"، في هجوم خان شيخون، وتداول أعضاء المنظمة في "لاهاي" التقرير، لكنه لم يعلن، في الوقت الذي كشفت فيه عن تدخلات وضغوط سياسية شديدة تتعرض لها اللجنة من أطراف عديدة منها روسيا ودول غربية، لتوجيه تقريرها في منتصف تشرين الأول بهذا الاتجاه أو ذاك.
وعلى الرغم من الحراك المدني وسعي منظمات حقوق الإنسان جاهدة لإثبات تورط النظام بجريمة مجزرة الكيماوي في خان شيخون، وكل التقارير والأدلة التي قدمت لمنظمات الأمم المتحدة إلا أن الأسد وبمساندة حليفه الروسي استطاع الإفلات من العقاب كل هذه المدة، مع استمرار إجرامه بحق الشعب السوري، ويرجع السبب إلى تواطؤ الدول الكبرى في محاسبة المجرمين، والتغاضي عن كل ما يقوم به النظام من جرائم، ما دفعه لاستخدام نفس السلاح في قصف الأحياء الشرقية من العاصمة دمشق لمرات عدة.

مقالات ذات صلة

"جعجع" يكشف سبب طلب نظام الأسد من لبنان تفكيك أبراج المراقبة على الحدود

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على شخصيات وشركات داعمة لنظام الأسد

مجلة غربية تحمّل أمريكا والمجتمع الدولي مسؤولية نتائج انتهاكات نظام الأسد

تقديرات بارتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية إلى ضعفين ونصف في سوريا

سوريا في المرتبة 146 من بين 181 دولة على مؤشر مبادرة نوتر دام للتكيف العالمي

"السفارة الأمريكية": لا تنخدعوا برواية النظام السوري