بلدي نيوز - (عمر حاج حسين)
أصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري والجمعية الطبية الامريكية السورية ومركز توثيق الانتهاكات الكيميائية، بيانا، اليوم الجمعة، حول التحقيقات المنجزة مع بعثة تقصي الحقائق "FFM" التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "OPCW" بشأن استهداف مدينة خان شيخون بريف ادلب الجنوبي بغاز السارين.
وجاء في البيان، أن السلاح الكيميائي أصبح استخدامه في سوريا أمرا طبيعيا، وشجع الصمت الدولي على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم، وذلك باستخدام الاسلحة الغير تقليدية، والتي أودت بحياة 3415 شخصا وإصابة ما يزيد عن 13500 شخصا بأسلحة محرمة دولية.
وأشار البيان إلى أن المادة 21 من قرار مجلس الامن 2118 -التي تنص على منع نقل وتخزين واستخدام الاسلحة الكيميائية- لم تنفذ مطلقا في سوريا، وذلك على الرغم من آلية التحقيق المشتركة "JIM" التي أنشأها مجلس الأمن تحت قرار 2235 والتي أكدت استخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا، عدة مرات بعد القرار 2118.
وجاء في بيان التحقيق أن صباح يوم الثلاثاء الرابع من نيسان/أبريل من هذا العام تواردت أنباء بوصول إصابات بالأسلحة الكيميائية بأعداد كبيرة إلى النقاط الطبية في مدينة خان شيخون والبلدات المحيطة بها، حينها تأكد مصرع 89 ضحية وإصابة أكثر من 500 آخرين بحالات اختناق وتسمم، حيث كانت الأعراض المشاهدة تشير إلى استخدام إحدى مركبات الفوسفور العضوية وذلك بحسب شهادات الأطباء في النقاط الطبية في تلك المنطقة.
وأضافت "سرعان ما بدأنا نحن في الدفاع المدني والجمعية الطبية السورية الأميركية وتوثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، بجمع الأدلة والعينات المتعلقة بالحادثة، وفق ما يتوفر من بروتوكولات جمع الأدلة الجنائية أثناء عملنا في إنقاذ المصابين وإجلائهم من المنطقة المليئة بالمواد السامة ليتم تسليمها لاحقا إلى بعثة تقصي الحقائق "FFM" التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية "OPCW" وفق الأصول والقوانين".
وأشارت المنظامت إلى أنه سرعان ما باشرت بعثة تقصي الحقائق "FFM" مع المنظمات المذكورة على فتح تحقيق موسع يتضمن جمع عينات وذخائر والبيئة وعينات حيوية من المصابين الناجين، أو الذين قضوا في الحادثة، إضافة إلى مقابلات مباشرة مع المصابين والشهود على تلك الحادثة من الكوادر الطبية والمنقذين.
وأكدت بعثة تقصي الحقائق، أن جميع التحاليل الجنائية الكيميائية المتعلقة بالحادث تجري في "مخبر متخصص" معتمد من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ويمتلك ميزات عالية ومهارات تحليلية عالية الكفاءة، وذلك لمراقبة دقة تحليل العينات الواردة بالاشتراك مع المنظمة الدولية للتوحيد القياسي واللجنة الكهروتقنية الدولية، وذلك وفقا للقرارات ذات الصلة دول الأعضاء في منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.
وحسب البيان، فإن جهود المنظمات نجحت في إيصال كافة الأدلة والوثائق -التي أثبتت قصف غاز السارين على مدينة خان شيخون كسلاح لأغراض عدائية في سوريا- إلى الجهات المسؤولة عن محاسبة مستخدمي هذا السلاح حسب القوانين والأعراف الدولية، في حين أن ردود الأفعال على هذه السلسلة من الجرائم قد برهنت بأنها لا تمتلك الإرادة الصارمة للرد على مستخدميها، مؤكدين أن هذه الأسلحة الكيميائية والمحرمة دوليا لاتزال تستخدم إلى يومنا هذا "دون رادع".
ودعت المنظمات المشاركة في التحقيقات المنجزة في جريمة خان شيخون، مجلس الأمن إلى استخدام كافة الوسائل لإيقاف استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مطالبة بتفويض محققين من قبل مجلس الأمن مع صلاحية لتحديد الجهة المنفذة ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفق آليات العدالة الدولية.