بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
أصدرت عدة ميليشيات عسكرية عربية تابعة لميليشيا قسد بالأمس بياناً مصوراً هاجمت فيه تركيا، وهددت بالرد بشكل "حاسم" على أي عملية عسكرية مدعومة تركياً قد تستهدف منطقة عفرين، متوعدة بما أسمته "الدفاع عنها من منطلق الأخوة التي تجمع العرب والأكراد"، في الوقت الذي غابت فيه الميليشيات الأخرى المكونة لقسد لاسيما الميليشيات الانفصالية الكردية، في محاولة من قسد للقول أن الميليشيات العربية فيها هي من يرفض دخول الجيش الحر المدعوم تركيا لتحرير المدينة.
وبرزت من الفصائل في البيان المصور (جيش الثوار وقوات العشائر) التي تشكلت من المكونات العربية التي يعتبر بعضها موالي للنظام بشكل كبير، والتي استقطبتها ميليشيات قسد للانضمام لها إبان تشكيلها، وجعلت منها واجهة إعلامية وعسكرية في جميع عملياتها التي خاضتها ضد الثوار، لشرعنة عملياتها بأنها تشمل جميع أطياف المجتمع السوري ولإزالة صفة العنصرية العرقية عنها، في الوقت الذي تسعى فيه لبناء مشروعها الانفصالي على حساب بقية أطياف الشعب السوري.
حيث تستخدم ميليشيا قسد حجة محاربة تنظيم الدولة للحصول على الدعم الدولي ضد العملية المدعومة تركيا لتحرير عفرين بحجة أن العملية المدعومة تركيا لتحرير عفرين سوف توقف المعركة في الرقة، فتناقلت عدة مواقع مقربة من قسد تصريحات لعدد من قادة الفصائل العربية ضمن قسد، والتي تشارك في معركة السيطرة على مدينة الرقة، هددوا فيها بالانسحاب من المعركة والتوجه "للدفاع" عن عفرين في حال قررت تركيا دعم المعركة التي تحضر لها مع الجيش الحر باسم "سيف الفرات" لتحرير المدينة من الميليشيات الانفصالية.
حيث تعمل ميليشيا قسد التي تسيطر عليها الميليشيات الانفصالية الكردية على استغلال المكونات العربية والتركمانية الموجودة في صفوفها (والتي ليس لها أي قيمة عملياً) وتضخيم حجمها وتأثيرها والدعاية بأنها من المكونات الأساسية والقيادية والعمل على إظهارها كقوة ضاربة إعلامياً وعسكرياُ في معاركها، وتهدف من وراء ذلك لشرعنة عمليات التطهير والمجازر العرقية التي تمارسها في المناطق العربية أمام المجتمع الدولي وبرضاه، والعمل على بناء مشروعها الانفصالي بعد السيطرة على المنطقة.
كما لم يخف عدد من الناشطين والمتابعين للوضع السوري خشيتهم من أن يكون هذا البيان يهدف لزيادة التوتر المرتبط باللاجئين السوريين في تركيا، بالقول أنه يوجد هنالك سوريين في الداخل السوري متحالفون مع الميليشيات الكردية، التي تعتبر التهديد الاستراتيجي الأول لتركيا، وما قد ينجم عن ذلك من آثار سلبية على اللاجئين السوريين.